البصرة: منحت مديرية شرطة البصرة، اليوم الثلاثاء، درع الأمانة والإخلاص الى منتسب بدرجة عريف تكريماً له على موقفه الأخلاقي بإعادة مبلغ كبير من المال عثر عليه في سيارته الشخصية بعد قيامه بإيصال شخص لا يعرفه.
وقال العريف في مديرية شرطة حماية البنى التحتية أحمد محمود عبد الكريم ، إن “قبل أيام قليلة كنت أتجول بسيارتي الشخصية وصادفت في منطقة العشار رجلاً لا أعرفه طلب إيصاله الى ناحية الفيحاء في قضاء شط العرب، وفي الطريق تلقى اتصالاً جعله مرتبكاً، وعندما ترجل من السيارة على عجل نسي كيساً وبعض الوثائق”، مبيناً أن “عندما عدت الى بيتي اكتشفت وجود الكيس والوثائق متروكة على المقعد الخلفي، ولما فتحت الكيس وجدت فيه مبلغاً كبيراً من المال، والوثائق كانت عبارة عن بطاقات للأحوال المدنية وقسام شرعي، فأخذتها وعدت مسرعاً الى المكان الذي نزل فيه الشخص، وأخذت أبحث عنه في المنطقة حتى توصلت الى داره السكنية، وقد استقبلني بطريقة يصعب وصفها“.
ولفت عبد الكريم الذي ينتمي الى أسرة بصرية تسكن منطقة السيمر منذ عشرات السنين ويعمل في سلك الشرطة منذ عام 2003 الى أن “الرجل عرض علي مكافئة مالية رفضت قبولها لأنه أخبرني أن المبلغ البالغ 210 ملايين دينار هو ثمن دار تعود الى ورثة، وانه باعها في نفس اليوم لإعطاء كل وريث حصته”، مضيفاً أن “ما فعلته كان شيئاً طبيعياً بالنسبة لي، لاني لا أستطيع أن أتخيل نفسي لصاً يسرق أموال غيره، ولذلك فإن قرار ارجاع المبلغ الى صاحبه لم يشغل ذهني عندما شاهدت المبلغ في السيارة، بل انشغلت بالتفكير بكيفية العثور على صاحب المبلغ“.
من جانبه، قال مدير عام شرطة البصرة اللواء عبد الكريم مصطفى ، إن “القيادة كرمت أحد أبنائها العريف أحمد محمود عبد الكريم لما يتحلى به من أمانة ونزاهة وروح وطنية وأخلاقيات حميدة”، موضحاً أن “المنتسب أحمد كان بإمكانه بسهولة الاحتفاظ بالمبلغ وعدم ارجاعه، خاصة وانه شاب راتبه محدود ومن عائلة فقيرة، لكنه لم يفعل ذلك، وبهذا الموقف الأخلاقي تحول الى رمز للأمانة والنزاهة“.
وأشار مدير الشرطة الى أن “وزير الداخلية وجه بمقابلة المنتسب غداً في مقر الوزارة لغرض تكريمه أيضاً”، عاداً أن “التكريم هو أبسط ما يجب تقديمه تعبيراً عن شكرنا وتقديرنا واعتزازنا به، وتشجيعاً للآخرين على الاحتذاء به“.