العلاقات الدولية رغم عدم وجود تعريف شامل وجامع لها، الا ان ما متفق عليه بشانها هي ظاهرة واسعة من المبادلات المتداخلة التي تجري عبر الحدود الوطنية، ولاتنحصر في العلاقات الرسمية فقط، حيث هناك علاقات غير رسمية بين الدول مثل التبادل التجاري، ولقاءات الوفود الرياضية او الثقافية وغيرها، وقد تساهم العلاقات غير الرسمية في تطوير العلاقات الرسمية، وبالمقابل قد تساهم الرسمية في تطوير وتمتين العلاقات الاخرى بما يعود بالنفع على شعبي البلدين، هذه العلاقات قد تتاثر بامور تؤدي الى تعرضها الى اهتزاز، ولابد من الحفاظ عليها وابعادها من كل اشكال التاثير، التساؤل الان كيف هي علاقات العراق الدولية ولاسيما الاقليمية او غيرها في ظل الظروف التي تمر بالمنطقة او تلك التي تمر بالعراق ومواقف بعض الدول من عملية التغيير التي حصلت في نيسان 2003؟ الازمة العراقية التي تشهدها الساحة الان، هل هي تنحصر في الخلافات بين الكتل والكيانات، أم انها تتاثر بالتدخلات الخارجية في الشان العراقي الداخلي؟ التصريحات الرسمية التي تصدر من المسؤولين تؤكد بوجود مثل هذه التدخلات باشكال مختلفة، الكيانات والكتل تتهم بعضها البعض الاخر بتبعيتها لهذه الدولة او تلك، هذه الاتهامات عندما تطلق يعني بعدم وجود اية علاقة معها سواء نتيجة هذا التدخل الذي يؤدي في بعض الاحيان الى اراقة الدم العراقي.
التدخل السلبي ان صح وقوعه يؤدي بعد نفاذ الاساليب الدبلوماسية لثني اية دولة في التدخل في الشان العراقي الى القطيعة الدبلوماسية معها لان الدم العراقي ومصلحة البلاد تسمو على كل المكاسب التي تتحقق في اية علاقة دولية. النقطة المهمة في ذلك ان لاتكون الاتهامات مجرد فرقعات اعلامية لتحقيق غايات معينة. التصريحات السياسية التي يسمعها الشارع العراقي وتحمل معها اتهامات لهذه الدولة او تلك تاتي حاليا في الصراع الاعلامي في خضم الازمة التي تعاني منها الساحة العراقية، وتؤدي الى شحن عدائي في الشارع العراقي ضد هذه الدول، اتهام اية دولة بالتفجيرات التي تحدث في العراق وتذهب نتيجتها ارواح الابرياء من العراقيين وتحطيم البنى التحتية ليس من واجب برلماني يعلنها امام وسائل الاعلام بل من واجب الحكومة ومن خلال قنواتها الدبلوماسية في وزارة الخارجية بعد التاكد من صحة الادعاء، بغية اتباع السبل القانونية لمقاضاتها دوليا وفق المعايير الدولية وميثاق الامم المتحدة، وعكس ذلك يجب استدعاء صاحب مثل هذه التصريحات واتخاذ الاجراءات بحقه ان لم يكن صادقا في اتهامه ولاية جهة ينتمي.
الدول المتهمة بالتدخل السلبي في الشان العراقي تاتي قي سياق التصريحات فقط، ولم يسمع الشارع العراقي اي تصريح من وزارة الخارجية لتاكيدها، وهناك دول متهمة بالتدخل ومحاولاتها في اذكاء الطائفية بين المكونات العراقية، مازال العراق يحتفظ معها بكامل العلاقات الدبلوماسية ومعدلات عالية في التبادل التجاري، ومن هنا تاتي المعادلة الغريبة في العلاقة الدبلوماسية، لان اية علاقة دولية لابد وان تاتي بنتائج ايجابية تخدم مصالح البلدين، وتكون مبنية على اسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشان الداخلي. والسلام وتحقيقه يبقى الهدف الاسمى للعلاقات الدولية ويجب الحفاظ وتطوير علاقات العراق الدولية لتحقيق المصلحة العامة وعدم التفريط بها، لان هناك قد تنتهي ولاتعود الى سابق عهدها وتكون لها تاثيرات سلبية، من هنا اتهام الدول بالتدخل في الشان العراقي باشكال التدخل المعروفة يجب ان يستند الى ادلة واثباتات وليس مجرد ضجيج اعلامي لان ذلك يؤثر على علاقات الشعب العراقي بالاخرين.
مقالات اخرى للكاتب