ابد للانسان المراقب والمتابع المحايد لما يجري بالعالم من احداث ...ان يتألم ويستغرب التوجهات في السياسة الامريكية الخارجية والتي يمكن وصفها بسياسة الوجهين والكيل بمكيالين ...وحه سياسي ظاهري وكانها هي حامية الديمقراطية ورافعة راية الدفاع عن حقوق الانسان والحريات ونشر القانون الدولي والى ما هنالك من صور جميلة زاهية واحلام وردية لايمكن لشعب او لانسان عاقل الا ويتمناها له ولبلاده ولكل شعوب العالم ...ويمكن تسمية هذا الوجه بالوجه الجميل لسياسة الولايات المتحدة الامريكية ..

اما الوجه القبيح للسياسة الامريكية ...فهي سياسة التعالي والعنجهية وفرض ارادتها ومصالحها بالقوة وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة على العالم والشعوب الفقيرة والضعيفة ...ولا مانع عند سياسيها قتل الشعوب كي تستولي على ثرواتها ...

قد يتصور البعض من ساسة امريكا ومنظريها ان سياسة الكيل بمكيالين ربما يعتبروها ناجحة وربما يعتقدون انها تصب في مصلحة الشعب الامريكي ولكنني ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة وانا لست بخبير او متخصص بالسياسة الامريكية و واعتقد انها هي سياسة متلونة ومتقلبة وقابلة للتحليل بعدة اشكال وتصب في مصلحتها هي وحدها واسرائيل وتبا للاخرين ...

انني اجد ان هذه السياسة لن تصب في صالح الشعب الامريكي وبالتاكيد هو شعب مسالم وراقي ويحب الخير لكل شعوب العالم ...ولكن يشاع ويقال ان عيبه الوحيد ...انه لايهتم بما يصيب بقية الشعوب ولا يتابع ما تقوم به حكومته عن طريق اجهزتها المخابراتية وشركاتها ذات الاستخدامات المشبوهة والسرية من جرائم قتل وتصفية وتجسس وانقلابات واختطاف ( وما معتقل كوانتانامو وسحن ابو غريب وباكرام الا دليل ثابت على ذلك )..

واخرها احتلال الدول عسكريا وتبديل الانظمة بالقوة ونشر الافتراءات والاكاذيب ونشر الفوضى الخلاقة والملعونة واخرها وربما لن تكون الاخيرة استخدام الطائرات المسيرة وبدون طيار لقتل الناس من النساء والاطفال والكثير منهم (ربما يكونوا )ابرياء وربما كان استخدام هذه السلوكية والسيناريوهات مخفية على الناس ولكنها اصبحت اليوم في متناول يد البسطاء بفضل تكنلوجيا المواصلات والاتصالات الحديثة التي حولت العالم الى قرية صغيرة ...

وللاسف وكما يبدو لي ان الادارة الامريكية اصابها الغرور واعمت القوة بصيرتها ونست نفسها امام الانسان المتعصب والحاقد والمستعد لتفجير نفسه من اجل مبادئه ( حتى لوكانت هذه المباديء على خطأ بقناعة الاخرين والامريكان ) وتعتقد انها على حق وأما ضحيتها من الشعوب فعلى خطأ ...ولاسيما وكما يشاع ان شعبها نائم بسابع نومة ولا يهتم بما يجري خارج امريكا ..ولايعرف غير (بارك الله امريكا ) ..وهذا السياسة جعلت من امريكا اكثر دولة مكروهة في العالم بوجهة نظري ونظر الناس المستقليين من امثالي على الاقل ...

وبالرغم من الاعجاب والحسد في قلوب العراقيين المحرومين وانا احدهم لما وصلت اليه امريكا من تقدم حضاري راقي ومتقدم ورفاهية معاشية واجتماعية واستقرار في كل مناحي و مجالات الحياة لشعبها وعلى حساب الاخرين بدأوها بأبادة شعب وقبائل الهنود الحمر من سكان امريكا الاصليين وحتى يومنا هذا تتنوع اساليب الابادة والقتل ...وامامكم امثلة كثيرة منها ما يحدث في افغانستان والعراق واليمن وسوريا ودول افريقيا ...فاينما تولوا وجوهكم تجدون مجازر وابادة جماعية .. وان بحثتم عن الاسباب والدوافع والمغذي الداعم ...ستجدون وراءها الاصابع الخفية للصهيونية العالمية بهويات امريكية وبريطانية وربما عربية عميلة ..ولورق مطبوع اخضر اسمه الدولار ..

الم يستخدموا القنابل الذرية في قتل مئات الالوف من اليابانين الابرياء بقنبلتين وبدم بارد ؟؟ الم يبيدوا الملايين في حروبهم في كوريا وفيتنام ولاوس وبقية دول جنوب شرق اسيا افريقيا وامريكا اللاتينية ؟؟؟

وما يحدث اليوم في ما يسمى دول الربيع العربي من جرائم قتل وتدمير وتهجير شعوب باكملها ؟؟؟ اين كانت الصومال واليمن وافغانستان وسوريا والعراق واين اصبحت اليوم ؟؟؟ فليس بعيدا ما حدث ويحدث ...عودوا وشاهدوا رؤية الافلام الوثائقية والصور لما قبل 50 سنة وحتى لخمس سنوات مضت ...وكل الفضل يعود للصهيوني هنري ليفي برنارد !!!!!!!!!!!!!!!!!!

دول كانت تفتخر بتراثها الحضاري كالعراق وسوريا وارثها التاريخي ...نجد ان الولايات المتحدة قد سخرت كل مسلتزمات التدمير والنهب وسرقة المتاحف واخرها المناطق الاثرية والكنائس كما حدث بالامس والبارحة في مدينة حلب السورية المنكوبة من قبل عصابات ارهابية تغذيها هي وحلفاءها.. وكل ذلك لطمس وتشويه تاريخ شعوب وحضارات سجلها لهم التاريخ ...وما حدث في بابل ونينوى واوروحلب ومدن سوريا واليمن لاكبر برهان على ذلك و ليس ببعيد عن اذهان العراقيين ..ولاسيما وانها حمت حقول النفط من ان يصيبها اي ضرر مهما كان بسيطا ؟؟ اليس هذا غريبا ؟؟

ولناخذ مثلا اخر ... فمنذ خمسة وستون سنه والشعب العربي الفلسطيني يذبح ويموت جوعا وعطشا وتهجيرا وتسرق ارضه وكرامته ... والامريكان يتفرجون بل ويقفون بوجه حقوق هذا الشعب المنكوب ويصرحون ليلا ونهارا انهم ملزمون بالدفاع عن امن اسرائيل ..و علما هي اقوى دولة وباستطاعتها مسح كل العرب بقضهم وقضيضهم من الكرة الارضية لما تمتلكه من قوة نووية ساحقة ...ومع هذا نجد الامريكان يتباكون ليلا ونهارا لان ايران تجاسرت على محاولة تخصيب اليورانيوم ...ويوميا هزي تمر يا نخلة ( علما انني اكره القيادة الايرانية ونظامها لما سببته من اذى ودمار لشعبي ووطني العراق ) وبتوافق مع المخططات الامريكية والاسرائيلية والعرب العاربة ...

وكلنا بالامس لاحظنا كيف تصرفت السيدة سوزان رايس ممثل الولايات المتحدة في قضية احلال السلام في فلسطين عندما وصلت اسرائيل والقبلات وبالاحضان بينها وبين بيرس ونتنياهو وكانها التقت بحبيب مفقود ووجد حبيبه ولم تراعي ابسط مشاعر العرب وهم الضحية ...فكيف سنعتبرها وسيط سلام نزيه ؟؟...

بربكم ايصدق احدكم ان هذه المتصهينة ستمنح الفلسطنين اعتراف بحقوقهم المشروعة ؟؟ او حتى بسيط امل باسترجاع واحد بالمئة من حقوقهم المغتصبة ؟؟ ...وكلامي هذا ينطبق على ذلك السفير الامريكي الخاص ومعلروف عنه ايضا متصهين المدعوا مارتن اندك وهو يوجه اللوم للضحية الفلسطنينة اكثر من المعتدي الاسرائيلي ...وبكل صلافة ...عندما يقول اوقفوا الاستيطان على الاقل في فترة الاستيطان ؟؟ ما تبقى من الضفة الغربية ستقضمه اسرائيل ..وهو يطالبها ان يكون القضم بهدوء وروية ؟؟

الا تعتقدون ان الادارة الامريكية وبلا خجل .. تعترض على الفلسطنين ان يتصالحوا فيما بينهم ... وبدلا من تشجعيهم على التصالح كما يجب ان يكون بين مكونات الشعب الواحد ؟؟؟ اهذا هو منطق من يريد الخير للاخرين ..؟؟

امريكا وبلا خجل او احترام لحق الشعوب بالحياة نجدها ولمئات المرات تستعمل حق الفيتو ضد مصلحة الفلسطينين ...ولم تستعمله مرة واحدة ضد اسرائيل المعتدية دائما ...

ومثل اخر للوجه القبيح للسياسة الامريكية عندما نراها ونسمع وهي تساعد العصابات التي تقتل الشعب السوري التي دمرت سوريا الحبيبة وبمختلف الوسائل المالية والدبلوماسية والعسكرية ... واليوم نطالب بتجهيزهم باسلحة متطورة جدا وبكل استهتار بعقول الاخرين انها تشترط تزويدهم باسلحة ( غير فتاكة ) ..

بربكم ايوجد اسلحة فتاكة واخرى غير فتاكة ...ولكن وكما يبدوا لي ان الوزير كيري يتصور ان العرب قوم اغبياء ولا يفهمون ويستهزأ بعقولهم ..واقول له ولامثاله ...ان الشعب العربي ليس غبيا كما تتصون .. وهو يعرف ويميز صديقه من عدوه ...ولكنه مغلوب على امره من قبل حكام انتم من نصبهم للتحكم برقابه ..

والغريب وبنفس الوقت يدعي الامريكان انهم يحاربون نفس العصابات المسلحة في العراق وكان داعش العراق غير داعش سوريا ..واقول لهم ..على من تضحكون يا امريكان ؟؟

وهناك سؤال يحيرني ولا زال ويحير كل سياسي متابع لمجريات التخريب في دول الربيع العربي ...لماذا لاتهاجم العصابات المسلحة وتخرب او تدمر منشئات ومصالح دول العدوان وفي مقدمتها المصالح الامريكية كالنفط مثلا ... وانما يحصرون التخريب بالمصالح والمنشئات الوطنية وحتى لوكانت نفطية ؟؟؟ اليس من الغريب ان يدمروا المناطق الاثرية والصناعية والزراعية والسدود والجسور والمصانع ولاسيما الكهرباءوغيرها مما تقدم الخدمة للشعب ويصعب تعويضها او اعادة اعمارها ؟؟ وكل ما هو مفيد للشعب ؟؟؟ بربكم اليس غريبا هذا النهج ؟؟

اليوم وكل المؤشرات تشير وتؤكد ان ..امريكا تساعد النازيين الجدد للبدأ بتدمير اوكرانيا وتمزيق شعبها وكما فعلت بالعراق سوريا وكمدخل لتدمير كل اوربا ومن الداخل وسنشر الفوضى الخلاقة ان لم تكن قد نشرتها الان ...باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ( يقسمون على كيفهم ).. وانا وانتم نعرف ان هذه الكذبة قد انفضحت ولم تعد تنطلي بعد الان على احد .. وانني اعتقد ان عاقبتها ستكون وخيمة على الولايات المتحدة وحلفاءها في اوربا على المدى البعيد ...وان غدا لناظره لقريب ... فروسيا الاتحادية ليست ضعيفة كسوريا وليست هي كالعراق ...واذا استمرت الحال على هذه الوتيرة من وحل الخلافات باستخدام القوة العسكرية والجيوش تحريض وتهييج الاخوة على بعضهم البعض للتقاتل ...فان كارثة الحرب الاهلية ستحل حتما ..

انا والكثير من العرب والعراقيين وبلا تردد او وجل ..نقول اننا نحسد الشعب الامريكي على الرفاه والامان والحرية والديمقراطية التي يعيشونها ..ونتمنى ان نعيش مثلهم او معهم و بالتاكيد لانكره الشعب الامريكي وانما نحترمه ونتمى صداقته ...ولكنني اكره السياسة للادارة الامريكية ذات الوجهين والكيل بمكيالين واعتقد ان استمرت سياسة الادارة الامريكية على هذا المنوال فبالتاكيد ستقودهم الى الفوضى الخلاقة والخراب والدمار ان استمروا في تدمير استقرار الشعوب الضعيفة والفقيرة كالشعب العراقي والسوري والاوكراني مثلا ..

فسياسة التعالي والفرض بعنجهية القوة المفرطة والحكم على الانظمة المستهدفة بان هذا النظام شرعي وذاك فقد شرعيته وهذا الرئيس فقد شرعيته ويجب ان يبدل وان رفض فيجب ان تدمر بلاده ويشرد شعبه ... هذا منطق مفلوج ولن تقبل به الشعوب لان الثمن غالي وكما اثبتتها التجارب الخالية في العراق وسوريا وليبيا ..

الحال وكما اعتقد شخصيا لايمكن ان يستمر على هذه الطريقة لانه وكما يقول العراقيون لابد للسحر ان ينقلب على الساحر ...ولابد للمظلوم ان ينتفض على الظالم ..

ومن الاقوال الشعبية العراقية والحكم والتي لابد من تذكرها ونرددها دائما لنا ولغيرنا ( ياحافر البير لاتغمج مساحيها ...خاف الفلك يندار وانته تقع بيها ) ..والشرح للمثل ويقول لحافر الحفرة ... لاتعمق الحفرة كثيرا ..لان ان وقعت فيها فلن تستطيع الخروج منها ..فاحذر الزمن ...حكمة ولكن الكثير وبما فيهم الساسة العراقيون ...لايفهموها ..

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا