لقد تابعنا بكل فخر وإعتزاز اللقاء الرائع الذي أجرته قناة البي بي سي يوم الأحد في لندن مع كوكبة من المحللين والإعلاميين والسياسيين العراقيين حول الأوضاع السياسية والمستجدات الأخيرة التي شهدتها الساحة العراقية ..وكان أكثر مالفت إنتباه المتابعين لهذا اللقاء الحس الوطني والتحليل الصائب الذي ظهر به الزميل الأستاذ فاتح عبدالسلام رئيس تحرير صحيفة الزمان (طبعة لندن) من بين جميع الأساتذة والسياسيين الذين ضيفتهم القناة ..لقد كان الزميل فاتح عبدالسلام يجيب بكل سلاسة على الأسئلة المطروحة في اللقاء دون عقد ودون تصنّع ..وكان تحليله صائباً وعميقاً ومؤثراً ..إضافة إلى شعور المتابع بأن الإستاذ فاتح كان يحلل ويجيب على الأسئلة بروح الإنسان العراقي المكلوم المجروح على شعبه وعلى وطنه ..ولم تكن إجاباته مجرد ظهور أكاديمي مجرد من مشاعر وأحاسيس المواطن العراقي ..وهذا هوما نلمسه دائماً في مقالاته ومواضيعه التي ينشرها في الصحف والمواقع وبالذات عموده في أخيرة صحيفة الزمان ..إن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يجب أن يتحلى بثقافة غير مدجنة ..ولامؤدلجة ولاتابعة ، ولا تسبقه الفكرة ، مهما كانت عظمتها، بل هو الذي يسبقها.. فشتان بين الذي تسبقه الأفكار وبين الذي يلحق بالأفكار..وهذا ماكان عليه إستاذنا فاتح عبدالسلام  الذي أبتكر لنا الفكرة وجعلها هي من تسعى إليه ، فهو بحق مثقف ومحلل وكاتب متحرر يميل نحو أفكار متحققة برؤية سياسية متجددة متلاقحة ، فهو دائماً يختار لها وجهاً جديداً لتكون معاصرة وفق ما يحدث في العالم من تغيرات ، أما غيره مما سمعناهم في نفس اللقاء فهم ممن قرر أن يكون ضمن الفكرة التي أوجدته ..! إن الإستاذ فاتح عبدالسلام كاتب عراقي كبير وأصيل ..وهو يعد مفخرة من مفاخرنا الصحفية ، ولاشك بإن جريدة الزمان تتميز وتتفوق على أقرانها من بين المطبوعات بإسمه وبأمثاله من الكتاب الوطنيين المخلصين الذين حملوا هم العراق وشعب العراق في قلوبهم العامرة بحبه وأقلامهم المشرعة للدفاع عن مستقبله .. شكراً فاتح ..شكراً أيها الوطني الغيور ..