لا نذيع سرا اذا قلنا ان معظم الشعب العراقي قبل سقوط النظام السابق ليس لدية وعي سياسي ، وكانت هناك فئة قليله من المثقفين و المتعلمين وغيرهم فقط لديهم اطلاع حول الاوضاع السياسية في البلد . فقد كانت الغالبية العظمى من الشعب تكدح وتعاني كل العناء كي تحصل على لقمة العيش فلم يكن لديهم هناك من والوقت ما يجعلعهم يطلعون على الاوضاع السياسية بالاضافة الى قلة وسائل الاعلام والصحف مقارنة بما هو عليه الان . اما بعد ال 2003 اصبح الشعب أقرب الى السياسة من ذي قبل ، ولكن للأسف كان له وعي سياسي ضئيل جدا فالكثير من الشعب لا يعرف معنى الديمقراطية والحرية لدرجة ان احد الافراد قيل له ان النظام اصبح ديمقراطيا فقال وما الديمقراطية ؟ فشرح له الرجل معنى الديمقراطية وقال له بأن كل اربع سنين يتغير الرئيس فقال هذا الشخص : (خوش شغله يعني كل أربع سنين نفرهد) .
نعم فقد كان هذا الرجل يتصور الديمقراطية بانها عملية (فرهود) كل اربع سنين ، والله اعلم ماذا كان يتصور البعض النظام الديمقراطي ، فهذه هي درجة فهم عامة الشعب للسياسة وللنظام الديمقراطي الحديث .
أما في فترة الانتخابات وهذه هي سبب دمار العراق فإن معظم هؤلاء المرشحين والأحزاب استغلوا جهل عامة الشعب وغالبيته العظمى في السياسة خير استغلال ، ففي اول عملية انتخابية ديمقراطية شهدها العراق حصل التحريض الطائفي والقومي فكل طائفه او قومية تحرض ابناءها على انتخاب مرشحي طائفتها او قوميتها بغض النظر عن ماضيه او مؤهلاته السياسية ، وانهم سيدافعون عن حقوقهم وحرياتهم خير دفاع والا فسوف يسيطر على الحكم ابناء غير طائفة او قومية ويا ويلكم حين ذاك . وهذا من شأنه ان يؤدي الى إن كل طائفة او قومية تنتخب مرشحيها ، وبالفعل حدث هذا دون ان يكون معيار الانتخاب كما يجب ان يكون على اساس النزاهة والوطنيه والمؤهلات السياسية وغيرها من الصفات التي يجب ان تتوفر في رجل السياسة . وللأسف فلا زال عامة الشعب الى اخر عملية انتخابية وهم ينتخبون على هذا اساس هذا المعيار.
فالشيعي ينتخب الشيعي والسني ينتخب السني والكردي ينتخب الكردي والتركماني ينتخب التركماني والمسيحي ينتخب المسيحي وهكذا .
دون ان يعتمدوا في الاختيار على شيء هو اهم من هذه الطوائف والقوميات وهو ان يكون المنتخب وطني ونزيهة ولدية من المؤهلات ما تمكنة من ان يقود العراق .
ثم نأتي بعد ذلك ونلوم الحكومة التي انتخبناها على هذا الاساس الغير سليم على عدم تقديم الخدمات لنا وعدم الرقي بالعراق الى الأمام . وانا اقول انه حري بنا ان نلوم انفسنا قبل ان نلوم الحكومه فنحن من اسسنا في بناء اساسها فالبعض قد خدعوه بالخطب والوعود الرنانة التي يلقونها على رؤسهم قبيل الانتخابات ، والبعض الآخر قد باع ضميرة وصوته دون ان يشعر بشيء قليل من المال او الطعام او كارت تعبئة الرصيد ، والبعض الاخر قد انتخب على اساس ان المرشح من قبيلتة وانه حريا بيه ان ينتخب ابن القبيله . وكل منا قد انتخب على اساس فاشل . الا البعض ممن يعرفون الديمقراطية ومعناها واصحاب الوعي السياسي ولكنهم للأسف قليلون فلم يؤثؤا شيئا او يصححوا في العملية الانتخابية .
اما اليوم فقد اصبح غالبية شعبنا صغارنا وكبارنا يتكلمون في الساسيه واصبح اغلب شبابنا متحزبين فقد اصبح واضحا اليوم ان كل رجل ينتمي الى حزب ما ولم يكن لشبابنا دور مهما في هذه الاحزاب فالاحزاب الله يعلم من اين تدار .
لكن شبابنا اصبحوا مندفعين الى التحزب بصورة جبرية لا اقصد هنا انهم اصبحوا مندفعين جبرا الى التحزب تحت الضرب وتهديد السلاح بل اصبحو مجبرين على التحزب بصورة تلقائية تحت تهديد الظروف الإجتماعية والاقتصادية والسياسية ايضا فاليوم الشاب العرقي اصبح على دراية واضحة انه اذا تخرج من الجامعة او المعهد لا يتعين الا اذا كان منتميا الى حزب سياسي او تحت تأثير واسطة حزب سياسي معين والا فليقرأ على شهادته سورة الفاتحة فالدرجات الوظيفيه اصبحت تأتي مباشرة الى الحزب الفلاني هذا وذاك وان لم ينتم الى احد هذا الأحزاب فانه لا يتعين بسهولة هذا من جانب ، ومن جانب اخر ان الشباب اليوم اصبحوا ينتمون الى هذه الاحزاب وهم لا يفقهون شيئا في السياسه الا ظاهريا فلو سئلنا احد الشباب ممن يدعي انه منتمي الى احد الأحزاب عن اهداف حزبه او تاريخه او برنامجه الانتخابي لمط شفتية واخذ يحك رأسة !! فهو كما قلنا انفا قد انتمى الى هذا الحزب او ذاك تحت تأثير الضروف الإجتماعية و الاقتصادية والسياسية وليس عن هدف معين او سياسة معينة .
ثم ان هناك الكثير من الشباب تراه ينتمي الى حزبين فهو ينتمي الى الحزب الفلاني علنا وقد حصل على هوية يتباهى بها أمام اصدقائة ومكتوب فيها (نرجو تسهيل مهمة حامل الهوية ) وهو ينتمي الى حزب اخر سرا وقد حصل على هوية ايضا تحمل نفس المواصفات . ان هذا دليل على ان الكثير من الشباب ينتمون الى هذه الاحزاب لتسهيل مهماتهم في الدولة . وكذلك للاسف ان معظم شبابنا ليس لديهم علم بالسياسة ولا يعرفون عنها شيئاً. فالفرد العراقي اصبح ينتمي الى الحزب من اجل حصوله على تعيين ان كان خريجا او من أجل ان يكون له سند في الدوله او من أجل ان يتكلم بصوت عال أمام الغير لان اليوم المستقل عن هذه الأحزاب ما ان ينتقد حزبا ما او شخصا منتميا الى حزب حتى قامت عليه الدنيا ولم تقعد !! . وليس من اجل قضية معينه او برنامج انتخابي معين او غيره.
كما لاحظت ايضا ان المجتمع العراقي اليوم اصبح افراده يتناحرون في ما بينهم على ادنى مسألة سياسية معينه فإن كل فرد ينتمي الى حزب ما وانتقد شخص ما الحزب الذي ينتمي الية غضب عليه غضبا شديدا وقد يصل الحال الى النزاع المسلح او الضرب والصفعات
وقد تطول المشكله وتعرض وتصل الى النزاع العشائري وهكذا .
فلللاسف ان كل فرد منتم الى حزب ما تراه متعصبا لحزبة لا يتقبل نقد الاخر لسياسة الحزب فهو يرى ان كل ما يفعلة حزبة هو عين الصواب !! . هذا هو حال غالبية افراد المجتمع فهو ظاهريا تراه مجتمعاً سياسياً لكنة في الواقع لا يفقه في السياسة شيئا ولا يعرف عنها شيء .
ان الفرد الساسي هو ذلك الفرد الذي ان كان ينتمي لحزب لا يتعص لحزبه ويتقبل اراء الآخرين ونقدهم لسياسة حزبة دون اي تعصب وان كان مستقل فهو كذلك يعطي رأية ولا يتجاوز على الاخرين او يتعدى عليهم وان يكون نقدة الموجه الى الاخرين نقد مثقف يحتوي على فكرة و رأي معين ليس نقد هدفه التسقيط وشن الحرب على الآخر .
مقالات اخرى للكاتب