Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أنا صائمٌ فاعذروني!
الخميس, تموز 11, 2013
محمد غازي الاخرس

 

حين تكون هذه المقالة قد ظهرت، أكون أنا قد ابتدأت رحلة الصيام التي أقوم بها سنويا، أكون قد استيقظت ربما في الثانية ظهرا ثم تلفتُّ يمينا وشمالا وهمست لنفسي ـ هسه ابيش الساعة؟ ثم قلت ـ شيجيب الفطور؟ أكون بعدها قد قمتُ من فراشي ونظرتُ لعلبة السجائر بحسرة من حرم من معشوقته. لعلي أمسكها وأمسّد عليها وأشمّها قبل أن أنظر للساعة مرة أخرى وأقول ـ بعد شكد للفطور؟

منذ أكثر من عشرين عاما وأنا أصوم رمضان، لم تفتني سوى نهارات معدودة. صمتُ في أقسى الظروف بما في ذلك أيامُ سجن قضيتها في العسكرية، بعد هربي من (السيم) في التاجي. كان معي جنودٌ بينهم واحد من الحويجة أسمه محمد، مهووس بقراءة القرآن في الثلث الأخير من الليل. كنّا نسمعه ونحن تحت البطاطين نحاول النوم فلا نقدر ـ يمعود فضها! نقول له في سرنا وهو غارق مع كلمات الله. وفي الأخير، يهيأ لنا السحور كأمٍّ رؤوم ويوقظنا.

أتذكّر أننا فوجئنا، صباح أحد الأيام، بأحدنا وهو يشرب الماء، فقلنا له ـ هاي شنو ..مفطر؟ فقال بنبرة متذمرة ـ ولمن أصوم، ما تشوفون حالنه، جا غير الله يلتفت لنا علمود نصوم له!

كان شابا طيبا وقد نهرناه فورا على غرابة فلسفته الصيامية وطرافة علاقته الحسية مع الخالق. على أن أروع ما جرى بعد ذلك هو إطلاق سراحنا مصباح العيد وعودتنا لبيوتنا ظهرا. وكان في انتظاري وجبة سمك مشوي بتوقيع أمي.

في الأردن صمتُ أيضا في ظروف تعيسة. كنت أنا وصديقي الصعلوك، شبه محبوسين في مزرعة زيتون في الضواحي. وكان صاحب العمل يدارينا أحيانا فيحضر لنا أكلات أردنية. ذات يوم قال لنا ـ بدي افاجئكم، بكره لا تعملوا فطور. ثم جاء في اليوم التالي وأنزل من سيارته قدرا صغير وقال ـ هاي الباجه اللي بتحبوها يالعراكيين!

حن سمعنا ذلك انتعشت أرواحنا والتمعت عيوننا وانتظرنا مغادرته حتى نفطر براحتنا. تخيلنا أن نجد باجة كالتي نعرفها في العراق. ثمّ ما إن خرج حتى هرعنا للقدر لنرى المفاجأة ويا لها من مفاجأة!

كان ثمّة نصف رأس خروف يغطس بمياه رمادية، محض مياه لا أكثر. رائحة الزفر رهيبة بحيث أننا أغلقنا القدر فورا وظللنا نضحك من حظنا التعس. بعد ذلك، غامرنا فقلبّنا اللحمة بالملاعق فإذا هي أقسى من الصخر وأمنع على أسنان الإنسان من محمية كليب.

في الأخير اقترح صاحبي أن نفاجئ بها كلب المزرعة المسمّى (عنود)، ذلك الذي كان يقاسمنا مزرعة الزيتون الكبيرة وسط هيمة في (الزرقاء). قدمناها له وعدنا خائبين للمطبخ لنحضر شيئا نفطر به.

مفارقات هذا الشهر لا حدّ لها، من ذلك مثلا أنني في ظهيرة يوم رمضاني حار، قمت وفتحت الثلاجة وشربت ماءً من الدولكة حتى ارتويت. كنت قد نسيت أنني صائم، والطريف أن أمي كانت تنظر لي وتبتسم. وإذ فرغت والتفتُ، تذكرت صومي فضربت جبهتي وقلت ـ لك لا.. مو آني صايم! ثم استدرت للوالدة وعاتبتها ـ ليش ما نبهتيني؟ فقالت ـ ما طول ناسي الله ما يحاسبك.. خليتك تشرب..!

لن أحدثكم عن المحلبي والكاستر اللذين أنتظر رمضان منذ طفولتي من أجلهما. لن أحدثكم أيضا عن الشرابت والألبان وطعم الشوربة اللذيذة ولمّة العائلة ومشهد المدفع وهو يضرب إطلاقته وتساؤلي القديم حوله:

ـ وين تروح الطلقة؟ ما يخافون توكع عله بيت؟

سأعود لهذه الذكريات مرة أخرى فانتظروني بارك الله لكم برمضان.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45503
Total : 101