اننا نتعامل مع الحياة بهامشية شديدة ، فالحياة عندنا لهو ليس فيها جدية كيفما اتفقت المهم ان ناكل ونشرب و.... نحن نعيش لناكل ، وغيرنا ياكل ليعيش ، نعم ليعيش الحياة ويستفيد منها ويستغل كل لحظة ولا يفرط فيها ولا يكون عالة على غيره . الوطن عندنا شيئ ثانوي ونحن شعب (شِعْلَيّه) ، وكأن ليس من واجبنا الحفاظ عليه ونسينا او تناسينا ان الخلاص من الفاسدين بالوحدة ، والوعي ، والفهم لمجريات الامور وان لا نرضخ للامر الواقع فنبقى كالقطعان تقودنا الحكومات انى شاءت وكيفما اتفق .
ضيع الكثير منا الوقت الذي هو الحياة ولا يعرف كيف يقضيه ، ولعله يقضيه في النوم ، او بتدخين الاركيلة ، او في اجتماعات ما انزل الله بها من سلطان اقل ما يقال عنها انها تافهه وبليدة يدور بينهم حديث لا يسمن ولا يغني من جوع ، احاديث تعطل الدماغ والتفكير ولا تغني العقل ، وغيرها من الاسلحة التي تقتل الحياة ولعل افتكها الانترنيت والفيس بوك الذي اخذ الشباب وابعدهم حتى عن ضروريات الحياة ، فيبقى اكثرنا ضائعا لا يعرف اين المسير والى اين المفر ووصل اليأس ببعضهم الى حد الانتحار وهو في عمر الورد تاركا خلفه زوجة واطفالا لا يتعدون السنوات ، يجلس ليندب حظه العاثر يشكو حياته المملة التي لم يعرف كيف يتعامل معها والتي يستطيع ان يغيرها نحو الاحسن بذكائه ونباهته ، ولكن انى له ذلك حيث عطل فكره ، وعقله ، وطاقته وحبسها في منطقة محدوده وهي منطقة اليد والبطن وما تحتها ، ولم يعتني بالمناطق العليا ولا اظنه يستطيع الوصول اليها لانها منطقة وعرة لا يستطيع ان يصل الى مناطق التفكير الا بالجهد ، والتعب ، والصبر وهذه امور غائبة عنا ، فيبقى عائما في لهوات التفاهه ينتظر الموت فيبقى محصورا بين اهمال الحكومة وجهل العائلة ، لينتقل الى عالم الحساب والكتاب على كل صغيرة وكبيرة قدمها فيها والسؤال الاول هو عمرك فيم افنيته لم يوظف عقله للاستفادة من الحياة فبقى صاحبنا كالبهيمة المربوطة همها علفها .
شغلنا انفسنا بالتوافه من الحياة وضيعنا طاقاتنا وطاقات ابناءنا هدرا ولم نتعلم من بقية الشعوب التي طالما استهزأنا وسخرنا منها كالهنود مثلا ، الذين دخلوا في كل مجالات الحياة وكانوا فيها من الناجحين ، الى ان وصلوا الى الفضاء وهم في طريقهم الى خارج المجرة وبقينا نحن ماسكين التراب يقتل بعضنا بعضا ، ويكفر بعضنا بعضا الى ان تفرقنا تحت كل نجم في هذا الكون وطلبنا اللجوء في كل دولة تقبلنا والسبب هو فتاوى القرضاوي ، والعريفي وسكوت شيخ الازهر الذي اسكته المال السعودي عن قول الحق ، وبقية اللحى القذرة وهذه النماذج المنافقة القبيحة التي اشعلت نار الكره والاحتراب بين ابناء الدين الواحد من اجل ان يعيش القرضاوي والعريفي في قصور منيفة ويهنئون بالعيش والى جهنم المسلمين والمساكين الذين ماتوا تحت مفخخات داعش وسكاكين هؤلاء البرابرة صنيعة اميركا واسرائيل وبدفع من اموال الخليج وفي غمرات البحر ومخالب المهربين ، جعلوا انفسهم رهن اشارة الحكام الفاسدين يفتون لهم ليقتاتوا على فتات موائدهم وعلى ما ياخذونه من مال حرام مسحوت ليملئوا بطونهم ، ولتعلوا كروشهم . ولعل موجة الالحاد التي تجتاح البلدان الاسلامية وعلى راسها السعودية ودخول الكثير من المسلمين في المسيحية من الذين لجؤا الى اوربا كل هذه الماساة والانعطافات الخطيرة برقبة الحكومات ، ووعاظ السلاطين الذين باعوا شرفهم من اجل الدنيا وكذلك الصدمة التي مر بها الناس من المعممين وكيفية تعاطيهم مع الحياة بلصوصية ، وسرقة تحت عناوين ومسميات مكشوفة ، كل هذه ادت الى عزوف الشباب عن الدين والفرار من الازدواجية الصادمة التي شاهدوها عند هؤلاء المعممين الذين كشفوا عن زيفهم ونفاقهم من الذين اعتلوا ركب السياسة ونسوا من ورائهم يوما تشخص فيه الابصار ونارا سجرها جبارها انتقاما لغضبه انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا .
مقالات اخرى للكاتب