من يطلع على موقع "المسلة" يظن لأول وهلة ان الفساد في العراق آيل للسقوط وان شمس دولة المؤسسات ستشرق آجلا أم عاجلا ولو كره المفسدون، لكن الخفايا تشير إلى عكس ذلك تماما, فهذا الموقع الذي يديره علي الموسوي المستشار الاعلامي السابق لنوري المالكي ليس أكثر من منصة لتسقيط الخصوم وابتزاز الشخصيات العامة والكيانات السياسية جميعا.
ناصب هذا الموقع محمد عبد الجبار الشبوط لسنوات طويلة متهما اياه بالفساد ونشر عن ذلك الفساد عشرات المقالات والوثائق، وتبين بعد احالة الشبوط نفسه على التقاعد ان حرب "المسلة" ليست لوجه الله ولا لرسوله ولا من أجل بناء العراق، وانما بسبب صفقة تجارية تتعلق باعلانات شبكة الاعلام العراقي، وهذه تفاصيلها التي فضحها مصدر مقرب من ابطالها.
منذ البداية كان حسن علي الموسوي نجل السيد علي الموسوي وصاحب شركة العرفان يطمح بالتهام العقد الدسم لاعلانات شبكة الاعلام العراقي لكن الفرص لم تكن مؤاتية بسبب الخلافات والمناكفات بين الشبوط ووالده، ولم تفلح كل التسقيطات التي قادها والده في موقع "المسلة" في ثني الشبوط عن التعاقد مع شركة (فورتريز) اللبنانية البريطانية المسجلة بإسم (عماد جمعة).
بعد خروج الشبوط، منح علي الشلاه الذي نصب نفسه بنفسه رئيسا لشبكة الاعلام العراقي ومجاهد ابوالهيل الذي وقع بنفسه قرارا رسميا يجعل منه رئيسا لهيئة امناء الشبكة منح هذان الرجلان العقد لشركة العرفان وصاحبها حسن علي الموسوي بمبلغ قدره 7 ملايين دولار ونصف مقابل سكوت موقع "المسلة" عن الفوضى التي تجري وما زالت تجري في شبكة الاعلام العراقي، ومنذ توقيع العقد صمتت "المسلة" بعد ان نالت ثمن سكوتها، بل صارت تمجد بابو الهيل وكانه نبي مقدس وتزف له التهاني لدوره "المشرف" في ارساء العقد على نجل مالكها المالكي، وهي تعلم بفساد ابو الهيل الذي اخرجه من عضوية هيئة الاعلام والاتصالات سابقا.
وقبلها كان الشلاه قد أعفى المدراء الأربعة الذين اشرفوا سابقا على منح العقد لشركة فورتريز من مناصبهم وتم معاقبة مدير الإعلان التجاري بالتوبيخ٬ وقرر الشلاه بضغط من ابوالهيل التعاون مع شركة العرفان من اجل الولاء الحزبي والمالي لل(الدعوة) حتى لو كانت شبكة الاعلام مديونة بمبلغ 20 مليار دينار، وحتى لو تراجعت الاعلانات بشكل خطير لان شركة فورتريز كانت تبيع الثانية الواحدة بـ 28 دولار٬ اما شركة العرفان فتبيعها بـ 48 دولار
مقالات اخرى للكاتب