Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
لا للسكوت على الظلم
الثلاثاء, تشرين الأول 11, 2016
الشيخ حسن الصفار

 

كربلاء ملحمة انتصار الدم على السيف، خُطّت بدم الحسين(عليه السلام) الذي قال: «موت في عزّ خير من حياة في ذلّ»[ بحار الأنوار، ج ٤٤، ص١٩٢]، إنها باقية في قلوب المؤمنين ما بقي الدهر، فهي كتاب عظيم لا يزال يتلى كلّ حين. هذا الكتاب القيم يتكون من جزئين:

الجزء الأول: ينتهي ظهر يوم العاشر من المحرم. الوقت الذي كتب الله فيه الشهادة لأبي عبدالله الحسين(عليه السلام) ومن معه ممن نال شرف الشهادة. فهو جزء كتبه صمود وتضحيات سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، يشاركه فيه الشهداء الذين حلّوا بفنائه. وأبرز عناوينه رفض الظلم والطغيان والخنوع، وإعلان المواجهة والمقاومة.

والجزء الثاني: يبدأ بعد ظهر العاشر من المحرم، أي بعد شهادة أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) والذي كتب فصوله سيدة نساء عصرها عقيلة الطالبيين زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليها السلام) يشاركها فيه من كان معها من النساء والأطفال، وعليل كربلاء زين العابدين(عليه السلام). وكان أبرز عناوينه هو الإعلام لنهضة أبي عبدالله الحسين(عليه السلام)، وإيصال صوتها للرأي العام، ومقارعة الظالمين وفضحهم.

ولا يقلّ الجزء الثاني أهمية عن الجزء الأول، فهو المكمل له، لأن الجانب الإعلامي فيه كان المبّين لأهداف النهضة الحسينية أمام الرأي العام، وعبره أوصل صوت الحسين(عليه السلام) لتلك الجماهير التي كانت تعاني من التعتيم والتضليل. فالظالمون لا يريدون لظلمهم أن يكون محسوسًا من قبل بقية الناس، حتى يستمروا في ظلمهم وطغيانهم. وهذا ما خطّط له سيد الشهداء(عليه السلام) منذ عزمه وتخطيطه لنهضته المباركة، وهو السبب الرئيس لأخذه نسائه وعائلته معه إلى كربلاء.

لقد قامت السيدة زينب(عليها السلام) بدور عظيم في هذا الجانب، يتمثل ذلك في خطبها في الكوفة والشام والمنازل التي نزلتها بينهما، واستمرت حتى عودتها إلى المدينة المنورة. لقد قارعت الظالمين في عقر دارهم، وأوصلت صوت الحسين(عليه السلام) إلى أوساطٍ ما كان الأمويون يريدون أن تصل إليها.

إعلان المظلومية

وفي هذا درس عظيم، يجب أن نتعلمه من هذه النهضة المباركة، وأن نقرأه بتمعّن في كتابها القّيم. إن إعلان الظلامة وإيصالها للرأي العام، ولجماهير الأمة، أمر في غاية الضرورة. لا ينبغي لمظلوم أن يسكت على ظلامته؛ لأن الظالم إذا وُوجه بالسكوت ازداد في ظلمه وغيّه، وفسح المجال لغيره ليسلك نفس المسلك، أما إذا ووجه بالردع والمقاومة والفضيحة، فإن ذلك يجعله ومن يريد السير على منهاجه أن يعيدوا النظر في تقييم حساباتهم وما يسعون إليه.

من هنا فإن الله عزّ وجلّ، وهو الذي يكره الجهر بالسوء، إلا أنه يستثني من يتعرّض للظلامة {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}. إنه حضٌّ لكلّ إنسان يتعرّض للظلامة ألا يسكت عن حقّه، وأن يجهر بما وقع عليه من ظلم. والأمر يتأكد أكثر على الحال الجمعي. فالمجتمع الذي يتعرّض للظلامة عليه ألا يسكت عن حقّه، وأن يعلن ظلامته للملأ، وأن يقاوم ويناضل لاسترداد حقّه. إضافة إلى أن عليه أن يفتح إلى أبنائه قنوات للإعلان عمّا يتعرّضون له من ظلامات من قبل بعضهم بعضًا، أو من قبل الجهات الرسمية التي تدير شؤون البلاد. إن هذا هو ديدن المجتمعات المتقدمة التي تفتح وسائل الإعلام لكل صاحب ظلامة وشكوى، ولهذا يصعب ـ في الغالب ـ على أيّ مسؤول أو جهة هناك أن تمارس الظلم والتعدّي على الحقوق. حيث إن الإعلام أصبح سلطة رادعة، وسلاحًا بيد الناس يشهرونه أمام من يعتدي على حقوقهم، وهذا ما يحقّق الانضباط القانوني في تلك المجتمعات، إن كلّ مسؤول هناك يحسب حساباته للفضيحة، وليس هناك شخص سويّ يحب الفضيحة والعار، إضافة إلى وجود مؤسّسات قانونية تنتصف للإنسان المظلوم متى ما أوصل صوته إليها، وللرأي العام. ولا يقتصر الأمر عندهم على المستوى المحلي، بل هناك محاكم ومؤسّسات عالمية دولية، من شأنها النظر في أيّ قضية يكون فيها تجاوز للحدود.

سلاح الإعلام

ما أحوج المجتمعات النامية إلى أن تسلك هذا الطريق، وتفتح وسائل الإعلام على مصراعيها ليتحدث الناس بكلّ صراحة وشفافية عمّا يعانونه، وعمّا يتعرّضون إليه، فهذا الأمر هو خطوة أولى لتطبيق الحقّ بين الناس، ومن ثم ايصال الحقوق إلى أصحابها؛ لأن المظلوم إذا لم يجد أمامه فرصة يعبّر فيها للرأي العام عن ظلامته، فكيف يأمل في فرصة الوصول إلى حقّه؟

إضافة إلى وسائل الإعلام الحرّة، فإن مجتمعاتنا بحاجة إلى مؤسّسات قضائية نزيهة، يطمئنّ الناس إلى وقوفها في صفّهم، وانتصافها للمظلوم.

أمر آخر لا بُدّ من التنبه إليه وهو سعي الناس في هذا الطريق لانتزاع حقوقهم، وألا يضعوا العقبات أمامهم بأنفسهم. إن مشكلة كثير من الناس هو السكوت على ما يتعرضون إليه من ظلامات، إما لوجود رهبة من ردود الفعل خشية أن تحصل لهم ظلامة أخرى، جرّاء تحركهم وشكواهم، أو تشكيكهم في جدوى السعي من أجل الدفاع عن الحقوق، وهذه مع الأسف صفات التخلف والضعف، خلاف ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المؤمن، الذي يتحلى باليقظة والقوة والعزّة، ولا يرضى لنفسه الخنوع والخوف. مهما كان الخصم فعلى الإنسان أن يواجهه، وأن يتخذ الأسلوب الأمثل في مقارعة الظلم والمطالبة بحقّه، والوسائل شتى، ولا ينبغي الاستهانة بأيّ وسيلة كانت، وإن ضعفت، ما دام يمكن من خلالها إيصال الصوت بطريقة مشروعة.

ينقل التاريخ قصة جميلة نستفيد منها درسًا في هذا الجانب، مفادها أن أعرابيًا تعرّض له شخص وهدّده بالسلاح حتى يقتله وينهب ماله. ولأن الأعرابي لم يكن ذا قوة، انتصر عليه خصمه وجاء ليذبحه، حينها طلب منه طلبًا. 

قال الأعرابي: امنحني لحظة أخاطب بها طير القطا الذي يرفّ فوق رأسي، وأشهده على ظلامتي. ضحك الرجل منه، ولكن الأعرابي مضى في تحقيق ما أراد وخاطب الطير: أيها الطير، اشهد عليّ أني أقتل مظلومًا في هذه الصحراء. وبعد أيام حضر هذا الرجل المعتدي وليمة غذاء وشاهد على المائدة طائر القطا، فتبسم. فسئل عن ذلك فحكى لهم قصة الأعرابي. فقال أحد الحاضرين: سبحان الله! لقد أدى الطائر شهادته. لو لا التفات هذا الرجل ومخاطبته الطائر لما عرف الناس ما فعلت أنت بالرجل.

بهذا المقدار أيضًا فإن الأمر يفيد وله أثر.

لهذا على الإنسان ألا يسكت عن ظلامته، وأن يوصلها للإعلام وللمؤسسات الحقوقية، فإنه إن لم يحصل على حقّه، سيساعد غيره للحصول على حقه، فتراكم الدعاوى تشكل ضغطًا، ويحدث نتيجة، إن لم يكن اليوم فغدًا. هذا ما تأمر به تعاليم الدين وما يوحي به العقل.

ولنا في سيرة السيدة زينب الحوراء(عليها السلام) أسوة حسنة. زينب(عليها السلام) كانت تعلم أن حديثها في مجلس يزيد ومجلس ابن زياد والمواقف التي مرت بها، قد لا يكون لها نتائج فورية، لكنها تعلم أن هذا الحديث جزء من مسؤوليتها الشرعية التي ينبغي لها أن تتحمّلها تجاه الدين، وقد أثبت التاريخ نتائج تلك الخطب والإعلام الذي قامت به عقيلة الطالبيين زينب (عليها السلام) والأسرة الهاشمية، حيث كان لها دور كبير في إلهاب المشاعر وتحريك النفوس، وهي التي كانت الشرارة لانطلاق الثورات كثورة سليمان بن صرد الخزاعي، والمختار الثقفي، وبقية الثورات فيما بعد. إننا حين نحيي هذه الأيام ذكرى عاشوراء ونبكي لما تعرضت له هذه المرأة العظيمة، لا ينبغي أن نكتفي بهذا الجانب فحسب، بل علينا أن نأخذها قدوة ومنهاجًا، وأن نتعلم منها عدم السكوت على أيّ ظلامة، وأن نطالب بأيّ حقٍّ يُصادر منّا.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39436
Total : 101