يعلم العرب أن آكل الماعز للفلفل يجعله يصدر أصوات غريبة طيلة اليوم، وقد أصبح هذا الموضوع مثلا للشخص الذي يتكلم كلاما فارغا أو مطولا من غير فائدة، وهذا حال المعلم البسيط الذي وجد نفسه وزيرا للتعليم العالي فتقمص شخصية هارون الرشيد واصدر قوانين وتوجيهات ما انزل الله بها من سلطان، فمثلا زار أمريكا فأعجبه البلد فرفع اجر الطلبة المبتعثين ومن ثم ذهب إلى ماليزيا فلم يعجبه البلد فقلل أجور الطلبة العراقيين وأصبح يحاربهم!! وكأنه يوهب العطايا على رعاياه من جيبه الخاص بينما الحقيقة انه موظف لدى الدولة العراقية والطلبة خاصة المبتعثين منهم أمانة في عنقه، وكذلك فهو يحارب الأساتذة والطلبة على حدٍ سواء، بدل أن يدافع عن حقوقهم، فمن أشهر ما صدر منه بحق الأساتذة، هو إيقافه للتعديل الثاني لقانون الخدمة الجامعية أما بالنسبة للطلبة فالكل يعلم انه السبب في تأخير مبلغ المنحة ولا يرغب أصلا في صرفها.
أما ألان فقد خرج علينا بقراره الغريب برفع أسماء علمائنا الأفاضل من قاعات الجامعات وإبدالها بأسماء أساتذة!!!
وهنا يحق لنا التساؤل ما هذا الاهتمام المفاجئ بالأستاذ العراقي؟؟؟ يا سيادة الوزير أنا اضمن لك انه لا يوجد أستاذ عراقي يهتم بوضع أسمه على قاعة، فكل ما يهم الأساتذة في الوقت الحالي أن يعيشوا بأمان وبمستوى معيشي يليق بمكانتهم العلمية، وأن لا يقضوا أيامهم برعب وهم ينتظرون قراراتك الجهنمية ضدهم.
أما رفع أسماء علماءنا الأفاضل فهو أجراء لم يقم به ألا الطاغية هدام وليس له أي علاقة بتقدم التعليم أو تأخره، فإذا أخذنا أمريكا مثلا كدولة متقدمة فستجد الكثير من أسماء القاعات والمختبرات والمباني العلمية على اسمي مارتن لوثر كنغ ومالكولم اكس، والاثنين ممن طالبوا بحقوق الملونين في أمريكا واتهمت المخابرات الأمريكية باغتيالهم، ومع ذلك فأسمائهم في كل مكان ولم تحاول أي حكومة تغيير أسماء البنايات، وذلك لأنهم يعتقدون أن مثل هذه الرموز يجب إن تخلد لكي تتعلم منهم الأجيال الجديدة معنى الحرية.
فكيف تقوم برفع أسماء علماء كالسيد محمد باقر الصدر، والسيد الحكيم، ولسان الشيعة الدكتور احمد الوائلي؟؟؟ هل يوجد في أي دولة في العالم كهذه الرموز؟ هل هنالك من ناضل وعانى في التاريخ الحديث في سبيل مبادئه مثلهم؟ ألا تعلم إن دول الجوار باتت تتشرف بوضع أسمائهم على صروحهم العمرانية ومبانيهم؟
أكنت تتوقع أن العراقيين النجباء سينسون ببساطة رموزهم ويستبدلوها بقادة من خشب!!!
سأقول لسيادتك يقينا ما اعلم عن المستقبل، فبالنسبة لهم فذكرهم باق ومطرز بخيوط من ذهب في تاريخ الدولة العراقية، وذكرك فان بسنين معدودة، والسبب انه ما كان لله ينمو ويبقى وما كان لغيره يموت ويندثر.
مقالات اخرى للكاتب