· غرفة مجهزة بالمستلزمات والخبراء تضاعف الانتاج بإستقصاء طاقة المنتسبين وإخراج العقل من علبة الروتين الى فضاء خدمة المؤسسة
إنشاء شعبة خاصة بـ "التنمية البشرية" في الدوائر والمعمل والمؤسسات الأهلية، تحقق الإفادة من آخر قطرة في الطاقة الإنسانية، وتوظفها بمستوى يريح الشغيلة ورب العمل، سواء أكان مالا عاما أم ملكية خاصة.
وبتوفير ملاك متخصص بالجوانب العملية، ينتشل التجربة من التنظيرات اللغوية الفاشلة، التي تحكم على كل نية بالفشل قبل الشروع بها؛ فاللغة في مجتمعاتنا العربية، آفة، تقبض على الافكار، قبل نزولها الى الواقع.. تئدها، إذ يولد المشروع ميتا، واللغو الفارغ سيد الهباء... في أمة ضحكت من جهلها الامم.
لكن الافادة من تجربتي امريكا والصين، في التنمية البشرية، إعتمادا على مناهج عملية وليست نظرية، جزء منها ينفذه الخبراء والمتبقي يترك للفرد، بعد تعليمه كيفية الاداء.
إنها تجربة، عندما تنفذ وتقر وتتحول الى تقليد ثم يتشبع بها المرء، وتصبح جزءا من سلوك تلقائي، يتبعه كالماء والغذاء والتنفس والافطار و... كل شؤون حياته.
لن تخسر اية دائرة لو أفردت غرفة مجهزة بالمستلزمات والخبراء، إنما ستضاعف الانتاج، من خلال إستقصاء طاقة المنتسبين، بتحقيق الراحتين.. النفسية والجسدية، وتوقظ الافكار الكامنة في العقل، الذي سيخرج من صندوق الروتين الى قمة جبال تحدي المستحيل، وهي بالتالي تصب في مصلحة المؤسسة.
نصف ساعة، في اليوم، إلزامية للموظف، يتلقى خلالها خمسة دقائق تنفس أوكسجين معالج لإنعاش الخلايا الجسدية وألعاب سويدية لمدة عشر دقائق ورياضة فكرية، بضمنها نكات تقليدية، على يد متخصصين بكل تلك الاشتملات الرياضية والطبية والفكرية والكوميدية، من شأنه الارتقاء بالانتاج من 10 % كما هو ثابت في العراق، الى 15% كحد أدنى، يرتفع الى أكثر من ذلك، مع مرور الوقت وتعافي البلد من التردي الذي مر به وهو آخذ بنفض غبار الفساد عنه رويدا رويدا ريثما تنجلي غمة "داعش" إن شاء الله.
بحساب 16 نصف في الثماني ساعات.. وقت الدوام الرسمي المتبع في العراق، فإننا سنفيد من فارق الـ 5 % ارتفاعا بالعطاء، من قبل الموظف الذي تضحي الدائرة بنصف ساعة من دوامه للتنمية، سنجد الناتج هو 2 × 8 × 5 = 80 % هذا ما يجب ان تعرفه الدوائر والمؤسسات؛ بتوفير "تنمية بشرية" لا تعيق العمل، بحيث يتخذها الموظفون الكسالى عذرا مثل صلاة الضحى، التي يتهجدونها لرب لا يتقبلها؛ لأنها "كلمة حق يراد بها باطلا" والمراجعون يتدافعون وراء نافذة ضيقة تحت حر الصيف وبرد الشتاء، ولا احد يسأل بهم؛ لإنجاز معاملات تتوقف حياتهم عليها من دون ان تنجز!
إستحداث هذا القسم الذي نتمنى ان يتحول الى تقليد، ويتمثله الفرد سلوكا، يزيد الموظف عافية ويؤلب طاقته إنتاجا، و... تتوهج أفكاره، بعد إنطفاء آفل.
وتزداد الفائدة، لو تواصل المواطن في الشارع، مع الرياضة، صباحا أومساءً، من دون ان يتعرض له الفارغون بالمضايقات التي لا مبرر لها... هكذا من دون ان يضرهم
مقالات اخرى للكاتب