الحسين جعل الحرية قرينا موازيا للدين وقال ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم
حتى نتعلم من خلاله ان الحرية معادل قوي يبني الانسان ويمجد انسانيته فيما لو غاب الدين الحقيقي.
الحسين رفض الملابس الرثة رغم علمه ان العرب الانجاس سوف يسلبونه ملابسه حتى نتعلم نحن يتاماه ان لانقبل الدونية مهما كانت مبرراتها.
الشعوب المغلوبة تجد بتفعيل الشعائر نوعا من المقاومة الرمزية لذلك تجدّ في الاكثار والتنوع في الطقوس لديها لان في تأجيجها مايمنحها القدرة على التوحد الاجتماعي في مواجهة الاستبداد في ظل انشغال الاتباع بالتوقع بعد ان استحال الواقع لديهم سلسلة لاتنتهي من الاضطهاد والنكبات فضلا عما تبثه تلك الشعائر في روح المجموعة من قدرات الممانعة والرفد المعنوي حتى لتستحيل تلك الشعائر لدى المؤسسات المهيمنة على تلك الشعوب المغلوبة بمثابة سلطة اصطناعية تمثلها وتعوضها الغياب التاريخي عنها.
السلطة ماتحتاج شعائر لانها مشغولة بالواقع واستثماره لذلك تبدو الشعائر لدى المستفيدين من السلطة او النابحين بحمدها مقننة لكونهم ليسوا بحاجة الى هوامش يوتوبية كما ان السلطة تؤلف مشتركا جامعا فلايعودوا بحاجة للمشترك الثقافي ليكون جامعا وجدانيا لهم.
لكن ان ترى شيخا كبيرا يغسل قدمي شاب مراهق لكي يرضي الحسين فاقسم ان الحسين الان يرفس في قبره من هذا السلوك الشائن الذي يند عن عبودية سافرة ودونية مقيتة.
هذا المراهق الذي رضي لشيخ بحجم ابيه ان يغسل قدميه تافه لايستحق ان يكون نصيرا للحسين
وهذا الشيخ الذي تنازل عن كبريائه لكي يقتنع ان يكون ذليلا في سبيل الحسين اتفه منه لانه تناسى ان الحسين يريدنا رجالا نذود عن الحق والجمال والحرية برؤوس شامخة
الحسين لايريد اتباعا غارقين بدونيتهم مهما كانوا مخلصين له في وجدانهم فلتابع حر خير من قطيع من الاذلاء