عندما يتدنى مستوى القيم وتُستأثر المصالح الشخصــية المؤطرة بالنهيق والنعيق خوفا من فوبيا الانتقام فان الحل يكمن في الانتقال الى حال جديد ودور حرباء جديدة تتلون مع الظرف الآني للانطلاق في النفاق السياسي
الذي يسعى فيه لحشد المتسلقين والانتهازيين .ومن هنا علينا ان نقف عند سلوك سياسي منافق وهو اخطر انواع السلوك البشري حيث ان اغلب من يؤتمن سياسيا غالبا ما تجده منافقا خالصا لأنه يحدث الناس ويكذب على الجميع لان النية الداخلية تعتمد أسلوب ديماغوجي "تظليلي" لإقناع الأتباع بصحة الحديث ونعني هنا البرنامج السياسي للمؤتمن سياسيا فهو مجرد رسوم على أوراق كاذبة
لم يكن مفاجئا في عالم السياسة وخاصة في السنوات الأخيرة كثرة التكتلات والانشقاقات حيث البعض يبحث عن الزعامة والبعض يبحث عن الحرية ليتصرف حسب أهوائه بعيدا عن قيود الكتلة ،فخروج النائبة حنان الفتلاوي من قائمة دولة القانون لم تكن الأولى ولا الأخيرة فهي جاءت ضمن قوائم وأسماء عدة قد انشقت عن أحزابها وائتلافاتها السياسية وحتى الدينية فبعد خيبة التطلعات الرامية للحصول على منصب تنفيذي في الحكومة الجديدة برئاسة السيد المالكي قد جعلت من النائبة في موضع حرج اجتماعيا وسياسيا بسبب تصريحاتها الانفعالية واختزال نجاح السياسة بشخص المالكي وان العراق مدين له على مدى الحياة ليبقى زعيما على البلاد والعباد فوقعت في المحذور وتطلب عليها الوضع السياسي الجديد ان تُعيد ترتيب الاوراق التي تبعرث بسبب ريح صرصر عاتية ولذلك فان خروجها يحتمل عدة احتمالات وتطلعات منها :
1- الوضع السياسي القائم وخسارتها من الحصول على منصب تنفيذي "قد وعدت به" لتطرح نفسها زعيمة سياسية نسائية لتأسس مساحة اكبر من الحالة التي فيها
2- ان خروج السيد المالكي من السلطة قد بدد الطموحات وعمق الخلافات داخل كيان دولة القانون فمن الطبيعي ان تكثر الانشقاقات والانسحابات والبعض قد يلتحق بركب بالانبطاحيين !
3- ترتيب الوضع ولملمة ما تشظى من مواقف على خلفية اختيار ألعبادي لرئاسة الحكومة وتسليم هذا التكتل على طبق من ذهب الى كروب المالكي وفتح مكاتب في المحافظات والاستمرار بسيناريو التربص بالعبادي والإطاحة به سياسيا واجتماعيا وهذا يحتاج الى اموال طائلة ولا توجد تلك الموارد الى في شخص المالكي
مقالات اخرى للكاتب