ترجمة وتحرير: العراق تايمز
ان حقيقة استخدام اسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي تركت البلد شبه مشلول عن مقاومة الغزو الأنجلو- أمريكي سنة 2003، الى الأيام الأولى من القرن العشرين، من طرف البريطانيين الذين أيدوا استعماله بقوة.
لقد بدأت بريطانيا في تجريب اسلحتها الكيماوية في الشعب العراقي البريئ في سنة 1920 اي منذ قرن من الزمن تقريبا، عندما تأهب الشعب العراقي عربا و أكرادا لمواجهة المحتل في ظل مقاومة صامدة تحولت فيما بعد الى ثورة وطنية دفعت بريطانيا ثمنها غاليا، حسب التقارير البريطانية نفسها.
كانت المقاومة العراقية كلما اكتسبت المزيد من القوة، كلما سارع المحتل البريطاني لممارسة اساليب اكثر قمعية عن طريق استخدامها الغاز السام لابادة كل العشائر العراقية.
قال المارشال في القوة الجوية الملكية،" ارتور ترافيس هاريس" الذي كانت الصحافة آنذاك تعرفه باسم " المفجر" في حين ان زملائه العسكريون كانوا ينادوه بالجزار" - قال ان القصف الذي قامت به القوات الجوية البريطانية ضد العرب و الأكراد معا، خلف الكثير من الضحايا و الخسائر، وقال ان 40-50 دقيقة كانت جد كافية لمحو الشعب العراقي نهائيا مع بقاء ربعه بين قتيل وجريح.
ومن جانبه قال وزير الدفاع البريطاني آنذاك" وستون تشرشل" في كتابه " رائد الحرب الجوية" انا لا أفهم معنى هذه الحساسية المفرطة ازاء استخدام الغاز. أنا اؤيد استعمال الغاز السام تأيدا كاملا ضد هذه العشائر العراقية المتخلفة" متحدثا حول امكانية استعمال القنابل الخانقة لمد سيطرة جامحة على عشائر العراق.
تجدر الاشارة الى ان الشعب العراقي عرف ثورة كبرى سنة 1920 ضد الاحتلال البريطاني، انطلقت في بغداد و عرفت تنظيم مظاهرات حاشدة للشعب العراقي ذو الاغلبية الشيعية.