من الاسئلة التي اطرحها على نفسي دائما...ماهي الاسباب التي جعلت العراقي ان يتصف باللامبالات لما يدور حوله وكانه انسان منوم مغناطيسيا او مخدر او سكران ..؟؟؟ وبحيث يعطينا انطباع الى ان العراقي فاقد للاحساس الوطني والروح الوطنية ...
من المؤكد ان الاسباب لهذه العلة عديدة ولكنني وصلت االى قناعة الى ان احد الاسباب المهمة لهذه الظاهرة هي افتقاد شعره بالانتماء للوطن ..
ففي بداية القرن الماضي عندما كان عدد سكان العراق لايتجاوز المليون نسمة بقليل نجد ان كل عائلة عراقية لها سكن خاص بها (ولو غير مسجل في دوائر الطابو ) حتى لو كان على شكل صريفة او بيت من الطين او كوخ من بواري القصب ...ولكن لاينازعه عليه احد ومن هنا شاع تعبير ( اسكن ارض الله الواسعة )..
ولهذا نجد الحكم الوطني في العراق راعى هذه الخاصية وبالرغم من امكانياته الاقتصادية المحدودة والضعيفة في حينها ..ولكن مع هذا حاولت الحكومة بناء المساكن لموظفيها بالقرب او مع دوائرهم ومقرات عملهم ...لاشعارهم بالاستقرار النفسي والعائلي لكي يعتزوا بوظائفهم ويقدمون افضل ماعندهم من عطاء للوطن والمواطن ...الذي انعكس مردوده وبشكل جيد على بناء الدولة العراقية الحديثة .
وكلنا نذكر كيف تميزت فترة الحكم القصيرة جدا للمرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم .. ففي هذا المجال العمراني ..فقد كان المرحوم نصيرا للفقراء والمحرومين والبؤساء وعامة الشعب ...
لقد احس الرجل وادرك بحسه الوطني الصادق ان السكن للعراقي ولعائلته يمثل الوطن الصغير او الوطن العراقي ..وهي تعتبر من اولويات اهتماماته التي عمل جاهدا هو والزمرة الوطنية المحيطة به من التكنوقراط العراقيين ومساعدة الاتحاد السوفيتي والاشتراكيين من تحقيق الافضل وربما المستحيل في فترة زمنية تعتبر قياسية في ذلك الزمن ..
عندما استلم الزعيم السلطة يوم 14 تموز 1958 استلم في الحقيقة واقع مزري ومؤلم بالنسبة للفقراء وهو سكن الاف العوائل الفقيرة على مقتربات الطرق الرئيسية الداخلة من المحافظات (الالوية ) الى بغداد ...على شكل تجمعات بائسة من الصرايف تضم الفقراء الهاربين من ظلم الاقطاع ..
فعقد العزم على حل هذه المشكلة من خلال توزيع الاراضي السكنية مجانا او شبه المجان ...وباشر بحملات بناء دور ومجمعات سكنية للموظفين والعسكريين وحتى للمدنيين في الثورة والشعلة ..ان الفترة الزمنية القصيرة جدا والتي لا تتجاوز الاربع سنواات بقليل والتي سمحت له الشركات النفطية للبناء والاعمار وبحضور متميز للقلاقل والمشاكل السياسية التي زرعتها في طريق النهضة العراقية وطريقه الوطني...
ولكن مع كل هذه الظروف الصعبة تمكن المرحوم وبدوافع وطنية صادقة ونزيهة من حل اصعب المشاكل التي كان يعاني منها المواطن والمجتمع العراقي ..
و بعد الجهود الحثيثة والناجحة اصبحت مشكلة السكن للفقير العراقي من مشاكل الدرجة الثالثة او الرابعة ..علما ان عدد سكان العراق في ذلك التاريخ قد ازداد وتجاوز الخمسة ملايين نسمة ..بنفس الوقت وفرة في الحس الوطني والاخلاص والنزاهة عند المواطن ...
اليوم ..وبالرغم من زيادة عدد السكان ومضاعفة الدخل الوطني لالاف المرات نجد المواطن والعائلة العراقية بلا مأوى أو سكن ..وبالرغم من مرور عشرة سنوات على اسقاط نظام الحكم الصدامي القمعي الدكتاتوري ( كما يطيب للمنتفعين للسياسيين الحاليين ومن اصحاب العمائم بنوعيها تسميته ) نجد المواطن الفقير والمسكين ...لايستوطن زريبة او حضيرة تليق بسكن البشر ...الا وياتي يوم ومن يخرجه منها حقا او باطلا ويهدمها على راسه وراس اطفاله ...هذه هي الحرية والديمقرطية التي حققها الاحتلال وانتفع منها عملاءه ومريديه من السياسيين وشيوخ العشائر ورجال الدين الجدد الجاثمين على صدر الغلابى والجياع واالفقراء من ابناء الشعب العراقي..
وهنا لابد لي من الاشارة ولكي لا اطيل عليكم في الموضوع ..من الملاحظ على قيادات السلطة الحالية المدنية والعسكرية ..نراهم يسابقون الزمن في نهب اموال الشعب وضمانة عيشه ومستقبله ...وتهريبها الى الخارج في عواصم الغرب والشرق مع عوائلهم ..وهناك نسمع اخبار شراءهم العقارات والفلل والفنادق ويتركون ابناء شعبهم بلا مأوى ولاسقف يحتمون به من عوامل الطبيعة القاهرة ..
اهذه هي وطنية السادة احفاد الرسول الجدد وادعياء الانتساب للعترة العلوية والعمرية ؟؟؟ حاشا لله والرسول واالائمة انتساب هؤلاء لهم ؟؟؟
اهذه وطنية الساسة ابناء واحفاد الثورة الشعبانية ؟؟؟
اهذه وطنية الساسة من رجال الدين زورا والحركات الاسلامية النبيلة ؟؟
اهذه وطنية الساسة ادعياء القومية العربية المزيفين ؟؟؟
لا والله كلهم لا يمتون بصلة للحركة الوطنية والامة العراقية والعربية الاسلامية ؟؟
فيا شباب الانتفاضة العراقية ... اخلعوا زعامات وقيادات الزمرة السياسية ؟؟ التي فشلت وسرقتكم خلال السنوات العشرة الماضية والتي تحاول ان تتصدر اليوم انتفاضتكم الشريفة وبطرق ملتوية اخطرها سلاح الطائفية البغيض والملعون ..
يا شباب الثورة العراقية ... طالبوا بمحاكمة زمرة الحرامية ..وطالبوا ( كاحد الطاليب وليس كلها ) بتوزيع الشقق السكنية ولكل عائلة فقيرة عراقية ..؟؟ وبلا ثمن وبطريقة مجانية ..ولعنة الله على الحرامية ..
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلو او ارتحلوا ...
مقالات اخرى للكاتب