يحدثني اصدقائي - الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق – بين الحين والاخر بمرارة وحقد على إخوتهم في الوطن لانهم لم يحموهم من شر المعربدين في الطرقات ظنا منهم ان الذين سلبوهم اوطانهم الصغرى يستهدفونهم دون سواهم أما اخوتهم فهم في عيش رغيد.
وحين اتسعت رقعة مَن نزحوا بسبب الاحداث الاخيرة, زاد املي في انهم سيغيرون نظرتهم ويعرفون ان المجانين لايريدونهم بالذات بل هم يبحثون عما يشبعون به جشعهم .. لكني وجدتُ إصرار وتعنتاً من بعضهم ولا اعرف من اين أتتهم فكرة ان السوء والاذى لم يقع إلا عليهم و ان من اجبروهم على ترك بيوتهم يرغبون في ادخالهم الى طريق الهدى والصواب ولا يعتقد احد انهم ان فعلوا ذلك سوف يتخلصون من الظلم,فالظلم غريزة بشرية تتكرر كل زمان وفي أي مكان وتحت مختلف التسميات وذرائع شتى.
النار التي نتحدث عنها اندلعت شرارتها في عام 2006 ومازالت تأكل وتأكل , فقد نصب موقدوها مشانقهم في قلب بغداد و قلنا وقتها ان هذه المقصلة تستهدف المسلمين اما اليوم و خصوصا بعد احداث الموصل وما ناله اخوتنا النصارى والايزيدية فقد صار واضحا لدينا ان هؤلاء لا يريدون ان يدخلوا أحداً في الاسلام او يدفع جزية ليحمي نفسه واسرته من القتل,المشكلة يا اخوتي اكبر من اخضاع اتباع الديانات الاخرى لحكم فئة معينة فاذا كان المسلمون لم يسلموا على رؤوسهم من طمع المدافعين عن دين الله -وكأن الله (جل وعلا) يحتاج الى عنترة ليدافع عنه- فكيف يتوقع اخوتنا في الوطن انهم سيكونون بمنأى عن اطماع هؤلاء؟؟
لاتنتظروا ممن لم يفهموا من كلام الله سوى "دفع الجزية عن يد وهم صاغرون, أقتلوهم حيث ثقفتموهم , ان الدين عند الله الاسلام" واي اسلام ؟؟ الاسلام الذي يشبههم شكلا وفعلا فكل المسلمين عداهم كفار وخوارج وتناسوا"لاإكراه في الدين, ولكم دينكم لي ديني " ان يفرشوا لكم الارض ورداً..فالحجج الواهية هي للاستيلاء على البيوت والممتلكات وليسرقوا تعب الكادحين وشقائهم لعشرات السنين كي يتمددوا على الحرام ويعبدوا الله بعدها .. لذلك وانا على يقين مما اقول ,,لااظنهم يعبدون الله الذي أعرفه او الذي يلتجأ اليه الناس لطلب الخلاص لان الإله الذي اقصده إله جبارٌ قوي لا يحتاج الى فتوات تبطش بالناس كالفتوات التي عرفناها في روائع نجيب محفوظ.
مقالات اخرى للكاتب