المقدمة
انت حر اذن انت انسان مقولة فلسفية تتكئ على الحكمة ولا تتبع الفلسفة الوجودية بفرعيها التي تهتم بوجود الإنسان وكونه حر في اختيار أفعاله! من هنا الوجودية تعني أن الإنسان الوجودي ليس بحاجة لتوجيه أحد في أعماله والتدخل في حريته التي يعتبرونها أي "حرية الإنسان" ذات قدرة كاملة لما يُريدهُ
الموضوع
لماذا طرحنا لهذه المقولة اليوم؟
إن انتشار الفلسفة الوجودية جاءت نتيجة الألم واليأس وانتشار الموت في كل مكان نتيجة الحرب العالمية الثانية، واليوم هناك يأس من الحياة! بحيث هناك الكثيرين يقولون لا بل يؤكدون ان لا معنى لحياتنا انه القلق الوجودي باعتبار أن الإنسان اليوم محبوس في محيط ليس محيطه (الهجرة الداخلية والخارجية) لذا يسعى جاهدا لكشف حقيقة أمره وخاصة في المهجر أو المهجرين قسرا بسبب الإرهاب الداخلي والخارجي بكافة اشكاله وأنواعه
الجواب
هنا تكمن الغاية الأساسية في طرحنا "أنت حر اذن انت انسان" ايمانا منا بان هناك الم وامل ولا يمكن ان يوصلنا الى اليأس كما يخططون اليوم لشعبنا الأصيل في الشرق الاوسط، ان كان من قبل داعش أو من قبل الإرهاب بكافة أنواعه وأشكاله وخاصة إرهاب الدولة نفسها صاحبة الدستور والقوانين المرعية أو النافذة، نقول هذا لفشل الحكومة في إدارة الأزمات وخاصة أزمة النازحين مما أدى إلى اليأس والقنوط في كثير من الأحيان وبشكل أخص من هم معلقين في طريقهم إلى الغرب
أليس من حقنا أن نقول لا بل نؤكد على أن سرقة اموال النازحين وخاصة أموال المانحين من المنظمات الاوروبية والامريكية والاسترالية ومن الأمم المتحدة، بمليارات الدولارات!! أليس هذا بحد ذاته هو الدفع باتجاه اليأس والقنوط وبالتالي يكون إرهاب الدولة التي سرقت اموال النازحين بشخوص قادتها ومسؤوليها قد ساهم بشكل مباشر وليس بشكل غير مباشر إلى مساعدة الإرهاب وخاصة داعش القذر إلى الهجرة نتيجة زرع الألم لشعبنا الجريح، والنتيجة هو الكفر الوجودي والتفكير في معنى الحياة وقبول الموت! بحيث يتركون الدين وكل شيء في الحياة يصبح عنده وسيلة وليس غاية حتى الحب والزواج
النتيجة
هنا من خلال هذا اليأس الذي زُرِعَ في نفس شعبنا الاصيل بات الدين مجرد "ضمير" ليس الا! والنتيجة هو نسيان وعدم الاعتراف بالماضي, فقط النظر إلى المستقبل! من خلال تطبيق فكرنا هذا عمليا، قمنا باستطلاع آراء 60 عائلة مهاجرة وكانت النتيجة مذهلة فيما ذهبنا إليه في دراستنا هذه، حتى نسبة 40% منهم مصابين بقلق نفسي تجاه الحياة والدين، ويؤمنون بأن الرب او الخالق له غاية أو رسالة يرسلها لنا تحت الالم والياس الحالي، و60% من العوائل يرون أن الذي حصل لهم في (العراق وسوريا واليمن) بشكل خاص والشرق الاوسط بشكل عام! هي قيود تعوقهم في ممارسة حياتهم و تطلعهم للمستقبل، وبالتالي لا يهمهم الله والخالق ويعتبرون الإنسان هو أصل الكون وليس الخالق غير المحسوس من وجهة نظرهم!! إنهما مذهبين رئيسيين انتشروا اليوم نتيجة الإرهاب الديني وساعده بذلك الارهاب الحكومي باشكاله وانواعه، منها كما أكدنا هـذا الزرع المخيف الذي نبت منه شجرة الهجرة والتهجير والقتل والخطف والسبي وعدم قبول الآخر، فكيف يكون اليأس الوجودي يا ترى؟
في نفس شعبنا من خلال سرقاته بمئات المليارات من الدولارات وما هروب بعض المسؤولين وكشف حسابات القادة والمسؤولين الآخرين في البنوك والمصارف الغربية إلا خير دليل على كلامنا هنا
لذا وجب أن تكون حريتنا الإنسانية مرتبطة بقواعد وأسس أخلاقية ودينية، وما الهجرة الى الهروب الى الامام بسبب تفشي الظلم والاضطهاد وخاصة في العراق وسوريا منذ 2003 الى حد يومنا هذا، لهذا قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "إن أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية هو غزو العراق"
ونقولها مرة أخرى ونكررها بالمستقبل (ان الذين كانوا راكبين على الدبابات الأمريكية من ربعنا لهم دواعش لا بل أكثر من داعش كونهم زرعوا الموت واليأس والرعب وولد من هذا ما نحن عليه اليوم! ونحملهم مسؤولية زوال وانقراض وهجرة شعب كامل)
هم يعرفون أنفسهم و نفضحهم في انتخابات 2018 حتى بالاسماء
لأنكم ساهمتم في ضياع قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وبالتالي أنفسنا
مقالات اخرى للكاتب