المواطنون في العراق كانوا يتعاطون القسمة غير العادلة في إطار الهيمنة البعثية لزمرة الطاغية صدام على مر السنين المنصرمة وكان يحدوهم الأمل في أن تنقشع ظلامات العهد الرجيم ومع إنبلاج الحلم الموعود وفي عهد جديد تبسط فيه الحرية جناحها والعدل الإجتماعي أركانه والمساواة في المواطنة حقوقاً وواجبات مبادءها وتُكفل فيه أيضا الممارسات الدينية المشروعة في إطار سماحة الدين الإسلامي والمسيحي كذلك إلا أن هذا الحلم سرعان ما تراخت أوتاره وتلاشت كالسراب في أول إمتحان وطني لمادة المواطنة العادلة والحكم الرشيد وتبدى ذلك في كثير من مفاصل الحياة والحديث هنا بالتحديد على المذهب . لابد من البحث عن حلقه جوهريه معقوده وهي بصراحه هجر القيم الروحيه التي هجرها قتل النخوه والمروءه والعطاء والفداء لهذا الوطن الخالد وشعبه الابي يفقدنا لمقومات الوطن والمواطنه جراء تشبث بعض النخب السياسيه بمذهبه ولايبالي بمذاهب الاخرين وتشاهدة وتسمع منه الافكار الفلسفيه الوصفيه المستورده والمنقوله نقل والمقلده تقليدا ابتغائيا اذ لم اقل فرديا قبل التربث والتأني والبحث لاخداعها للمقارنه مع الواقع العراقي الفطري دينا ودنيا . لذلك وجدنا ولازلنا نجد أنفسنا نتخبط تخبط الشيطان لمضغنا الجدل العقيم الذي يوسع شفت الخلاف والاختلاف بسن آلة التشرزم والتفريخ وتمزيق النسيج الاجتماعي الفريد الذي بالموده والرحمه والتكافل الاجتماعي وتكاتف وتضامن الشعب على مصلحة البلاد والعباد ان بعض الذين اتخذو الشعارات الطائفيه والمراوغه وسيلة لتحقيق غاياتهم بالسباق المحموم الى الصداره والرياده والقياده والزعامه . وهم في غفله غافله عن قيمهم الروحيه وتربيتهم الفطريه . لشغفهم بالتصدر علي الشعب باساليب شيطانيه .بفرض هواهم وامزجتهم المريضة الذي يعبد الانانيه النكراء والمفاهيم البتراء والحلم بالصداره الغبراء فاقدين الخلق والاخلاق والعداله الاجتماعيه واحترام العقائد السماويه المقدسه . من العجب العجاب ان ينسي او يتناسي اولئك وهؤلاء تربيتهم الفطريه ويتقوقعون في هذه الفلسفه المفلسه لمكارم الاخلاق والمحاربه لامر الله الذي كرمنا بالفعل والقلب لنتبين الحق من الباطل والعدل من الظلم والطاعه من المعصيه . فكان ان سلط علينا عاصفة سوداء تسمى (مشروع الطائفيه) الذي اهلك الحرث والنسل وعرض هذا الشعب الكثير من الخسائر البشريه مالم نعود وطنيون ونحب الوطن وخائفين من الله والرجوع الي عدالت السماء المقدسه ، كل في مذهبه الذي يؤمن به ليفكر كل فرد وجماعه في قضيته الوطنيه العادله بعد التمسك بامر الله لنصبح جميعا (آمرين بالمعروف وناهين عن الفحشاء والمنكر) . لذلك نحن نسلك طريقا مسدودا بقلب مقبوض عن الطريق المستقيم والذكر الحكيم . ايها النخب السياسيه اتقوا الله في انفسكم وكفاحكم الذي قدمتم له زهرات شبابكم وشعبكم الذي قدم ماله ونفسه وولده للعزه والكرامه والحريه من براثم البعث وحققتم هذا الفوز الا بالتقوي اولا وبالعداله الاجتماعيه ثانيا وبالموده والرحمه والتكافل الاجتماعي الذي يجمع ولا يفرق ويحمي ولا يبدد ويصون ولا يهدد . ويوعد الشعب دون فرز او تمييز بالمساوات والعداله والمشاركه الوطنيه الشرعيه بالحوار الوطني السياسي السلمي الذي (يحب لغيره كما يحب لنفسه) تحت سيادة المؤسسيه الدستوريه والقانونيه والعرفيه التي تحدد الحقوق والواجبات الوطنيه العليا والعامه اين عقلاء وحكماء واعيان العراق ازاء هذا الصلف والخرف . ان ما يحتاجه العراقيون بصورة خاصة هو الإلفة والمودة بين جميع الطوائف الدينية والمذهبية والقومية، و حل الارتباط بالماضى والنظر الى المستقبل لبناء البلد المخرب، فقد مضى ما مضى ولن يستطيع أحدا أن يرده، ومن يريد أن يتقدم الى الأمام لا ينظر الى الخلف . .
مقالات اخرى للكاتب