لماذا يعذب الله الإنسان لارتكابه معصية جنسية!
وهو خلق غريزتها فيه , فهل يعقل انه سبحانه خلقها و لم ينظمها خصوصا مع مشاكلها الخطيرة التي تعصف بالمجتمعات اليوم؟
هل يمكن ان نقول ان التنظيم يقتصر على الحجاب و الستر!
إذا كان كذلك فلماذا تكثر المشاكل الجنسية في المجتمعات الاسلامية؟
هل حقا ان الملائكة اعترضت على الله عند خليقة الإنسان لأنها تعلم انه سيفسد في الأرض و سيضيع في المشاكل و منها الجنسية؟
إلا يعد هذا تناقضا يستحق علية الإنسان ان يقف بالاستنكار على الله يوم القيامة و يستشهد الملائكة في أنصافه ؟
أليس هذا من حقه و ما ذنب المخلوق المسكين إذا كان الله جاهلا و لم يفطن إلى الملائكة و يستمع إلى استشكالاتهم و هم اعلم منه و أكثر كفاءة و الأصلح في التحليل منه و الأفضل ان يتنازل عن التاج و يعطيه لهم و يجلس تحت عرشهم يسمع لما يقولون و ينفذّ..........
((هذه المقالة ألقيت في أحدى المؤتمرات بمناسبة عيد المرأة العالمي ارجوا من يقراها ان يكملها للنهاية مع اعتزازي علما أنني أعطية الحرية في منتصف المشوار كما ستشاهدون))
قد تظلم الشريعة بأيدينا و تتجني عليها أفكارنا,خاصة عندما نبغي أن نعالج مواضيع تتعلق في الجنس و ينهج الكثير من الكتاب إلى تعليق المشكلة على شماعة الشريعة و هي براء منه براءة الذئب من دم يوسف؟
ولسند هذا الكلام و الذي لا يجب أن يثار من فراغ خاصة وان الإجماع انعقد على جرها إلى مقصلة القاضي و نسوق هنا العديد من الأدلة :
أولا: أن أكثر المجتمعات المتحضرة و المدنية ينتشر فيها التحرش الجنسي على النساء بشكل اكبر مما هو موجود في المجتمعات الاسلامية و ان هذه الاحصائيات ترتفع إلى معدلات كبيرة وفي احد السنوات و صلت إلى ان تصرح بأكثر من 80%من الفتيات إنهن تعرضن إلى تحرش من قبل الرجال.
ثانيا: ان أكثر إخبار التحرش الجنسي و أوسعها و أكثرها شهرة على مر التاريخ لم تتكلم عن الرجل الشرقي و هو يركض خلف المرأة العربية, بل على العكس فلفضائح الكبرى تتكلم عن بيل كلينتون رئيس أمريكا و العديد من جنرالات الحرب و رجالات ألصناعه و التجارة و مشاهير هوليود المتنعمين بالمال و الشهرة وملايين الجميلات من كل حدب و صوب!
ثالثا : شكل التحرش الجنسي في المدارس الأمريكية الابتدائية ارتفاعا مستطردا وتنوع بين المعلمين والمعلمات وتشير الاحصائيات إلى ارتفاع هذه المعدلات بشكل ملحوظ و نقلت صحيفة الرياض نت عن خبر اتهام صبي بعمر 6 سنوات بالتحرش الجنسي و نشرت صحف أخرى عن تحرش المدرسات في الثانوية بالمراهقين و جرهم إلى غرف فارغة و إجبارهم على ممارسة الجنس معهن.
و إنا اكتفي بهذا النوع المشهور جدا و المساق هنا على استقرائيا.
كما ان في الوقت نفسه يجب ان نفهم أمر أخر فالشريعة لم تذهب إلى التفريق بين الرجل و المرأة و لم يذكر نصا يشدد في ذلك ولم نسمع على مر التاريخ ان مرجعا أفتى ببقاء النساء في البيوت أو عزلهن في قوالب خاصة بهن لا يخرجن منها !
و لو مررت على أكثر المجتمعات الاسلامية الموجودة اليوم ترى ان النساء موجودة في الشارع و تعمل في السوق و في السوبر ماركت و في الكوفي شوب و في الدوائر الرسمية و في الجامعات لم نسمع يوما عن جامعه ذكورية و أخرى نسائية ابدأ !
و أنها أخذت دورها في الحكم و الانتخاب و المؤتمرات و ندوات سيدات الأعمال و الأدب و لا دليل على القول ان لدينا تفريق بين الجنسين أبدا و هذا لم تحدده الشريعة و لم تمنعه و لا يمكن التجني فيه بدون سوق دليل!
إما الرأي الأخر الذي يقول ان الفقر والبطالة و سوء الحالة الاجتماعية فلا ترتقي إلى القبول أيضا لان التحرش موجود عند أثرياء العالم المحاطين بالنساء من كل جانب!
إذن تتوقف كل الأبواب لدينا إلى نهايات مغلقة فماهو السبب الحقيقي وراء التحرش الجنسي بالنساء و هل ان الموضوع يتطلب منا موقفا رافضا فقط و السلام, و ننهي البحث و نقول إننا نرفض و نندد و تصبحون على خير!
وان نضع للبحث نهاية ونخترق الجدران التي اعترضت طريقنا نحو النور.
و ان كنا نريد ان نتابع فانا سأثقب في جدران الظلام حول الحقيقة و انخر فيها نخرا ينفذ منه النور و اترك لكم البحث و التحليل والطلب بتوضيح مفصل.
ومن يريد ان يواصل معي المسيرة نحو الخرم الذي يدخل منه النور فهو حر وان يقف هنا يلعن الظلام و يخرج يوميا يندد إلى ان تخلع يده و يبح صوته فهو حر أيضا...
ان تحليلنا الذي يفضي بنا إلى النور يرتبط بالشريعة و يختلف معها بشكل مباشر بل و ينتقم منها و يلعنها و يلعن من يؤمن بها أيضا!
كيف و لماذا فهل استبطنت العلمانية واللادينية الشريعة و هل ان الشريعة وجدت في العلمانية واللادينية الحل فذهبت نحوه!
هنا السؤال الذي يجب ان نجيب عنه و نحلل من أجلة العديد من المشاكل التي تواجهنا بعقل تحليلي لا انهزامي أو رافض للشريعة على أنها سمال بالية وجدت قبل 1400 سنة و يأتي ألان من يهتف فيها فأي عقل متحجر هذا!
و إنا لا اخفي شيئا و لا يمكنني ان أؤمن بالشريعة الحاكمة اليوم هذه و لديكم الحق في رفضها كما ان الشريعة أيضا لا يمكن تجاهلها في صورة من الصور لكونها الشريعة النهائية للبشر وان الإنسان تركها واتجه نحو العلمانية والليبرالية والقيم الفلسفية الأخرى التي امن بها وشكل منها نصوصا و دساتير يحكم على أساسها قابلة للتغير فرح إتباعها بقدرتها على التجدد, وعدم صنميه النص الشرعي المتحجر و الذي شكل قانونا حادا لا يمكن ان يحيد عنه و لكني لاطمنكم كثيرا لكون الشريعة التي اعرفها متغيرة و نصوصها متجددة و فيها الحلول لكل مشاكل الإنسانية بجامعها و منها مشكلتنا هذه!
بل إنا من واجبي ان ابحث عن النور و لا يمكنني ان أقف في الظلام و أتخيل شكل النور و يجب على إي مفكر ان يفهم الدين من وجهه الأخر ذاك الوجه الذي كان خافيا على نيتشه و ماركس و هيوم و أصحاب إعلان يوم موت الالهه ..
(يجب عليه ان يبينه و يبوبه بفلسفة معاصرة يستطيع بعدها ان يتكلم بحوار الحضارات) لأنهم نظروا إلى الدين الافيوني الذي حكم التاريخ على مر السنين وشاهدوا المسيحية من ملامح البابا و من أفعاله الاستبدادية و إعلانه نفسه انه هو الدين و هو خليفة الله و ضله في الأرض.
و تركنا النظر إلى يسوع الفقير الذي يقول لا يدخل كانزي المال إلى الجنة حتى يرد حبل المرساة في سم الخياط..
و شريعتنا الاسلامية لا تخلو من هذا التحجر و المصادرة و الاستغلال في يوم من الأيام فالدين الذي يقول عنه الله (إنا نزلنا الذكر و إنا له لحافظون) قد تمت مصادرته و تغيير معالمه و التزوير في شرائعه حتى بلغت الأحاديث المزورة إلى مئات الالاف .
و استغل وعاظ السلاطين و فقهاء السلاطين الجاهزين على سن طريق مخالف للشريعة و يجب ان يعلم الجميع ان أي تغيير في الشريعة من خلال اجتهاد أو استحسان أو قياس يشكل انحرافا كبيرا فيها لكونها يجب ان يؤمن بها الإنسان على أنها الدستور الذي ولد مع الإنسان و انزل إلى الأرض مواكبا لبدء الخليقة ومنذ اللحظة التي خلق الله فيها الإنسان في قصة الخلق التي ترد في القرءان بسم الله الرحمن الرحيم وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30) عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(31)سورة البقرة.
و يبين فيها لغة الحوار و تقبل الله لسؤال و استشكال الملائكة ويبين لهم مجموعة الحلول التي لم يعلموها لان الفهم بالمستقبل عند الله و لم يتوصلوا إليه لأنهم قاصرين عن الخلق و عن إيجاد الدستور التنظيمي لهذا الخلق و مشاكله التي يعلمها ومنها مورد استشكال الملائكة عليها لأنهم عرفوا ان الإنسان مخلوق من روح وعقل و مثلت الروح كل الشهوة و الحب و ألعاطفة و الشبق و الحنان ,
و فهموا كيف ان هذه الشهوة تدفع الإنسان إلى التحرش و الاغتصاب و الاتصال الجنسي و الحاجة إلى إشباع الرغبات الجنسية الملحة و المشابهة لحاجة الأكل و الشرب في الحياة.
و فهموا ان العقل يضعف إمام الشهوة و العطش الجنسي لأنه شيء غرائزي يحتاج إلى الإشباع و لا يمكن للشريعة ان تكبح جناح الغرائز و الحاجات الأساسية بالنص و التهديد بالنار و الحريق و جهنم و المحرقة و لظى و كيف يحرق الله البشر لأنه هو من خلق فيه الشهوة و الحاجة إلى الجنس كما خلق فيه الجوع و العطش !
إلا يعد هذا تناقضا يستحق الإنسان يقف بالاستنكار على الله يوم القيامة و يستشهد الملائكة في انصافة في ذلك ؟
أليس هذا من حقه و ما ذنب المخلوق المسكين إذا كان الله جاهلا و لم يفطن إلى الملائكة و يستمع إلى استشكالاتهم و هم اعلم منه و أكثر كفاءة و الأصلح في التحليل منه و الأفضل ان يتنازل عن التاج و يعطيه لهم و يجلس تحت عرشهم يسمع لما يقولون و ينفذّ.
فهل يعقل هذا الكلام و لماذا وصل بنا الأمر إلى اتهام الله سبحانه و تعالى و كيف إننا توصلنا إلى هذا الاتهام من خلال إهمال الخلق بتعمد و كأن الله سعر النار ليتجنى بها على البشر و يتلذذ بحرق أجسامهم فيها .
و ان من أكثر الأدلة على الرحمة الإلهية و الحرية في ما بين الله و ملائكته المقربين هو دعوتهم إلى التعرف على المخلوق الجديد الذي يشكل فارقا كبيرا عنهم حيث انه خلقهم من عقل مفرط و خلق الإنسان من عقل و روح بالتساوي, و لم يكن متجبرا إمامهم مصادرا لوجودهم فان الله لم يكن محتاجا إلى تعريف الملائكة بالإنسان لأنه ان أراد شيء يقول له كن فيكون.
و انه ليس بحاجة إلى اخذ الرأي و لكنها الرحمة و الاحترام للعقول و ان كان هو خالقها حتى انه جعل مرتبة الإنسان العقل من مرتبته حينما يقول في الحديث القدسي اطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون فأي رحمة اكبر و إي عشق وفهم تدور حولك أيها العلي القدير و الذي يقول فيه علي ابن أبي طالب (ع) لم أعبدك هربا من نارك و لا طمعا في جنتك بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك.
و عرض على الملائكة بعد الاستماع إلى محاورتهم, عرض الأنبياء و الدستور الإلهي الذي سينزل ينظم حياة و أحوال و أمور و شرائع الإنسان و لا يمكن له ان يعيش في إي بيئة أو فلسفة أخرى يتوصل إليها لأنها لا ترتقي إلى الفهم بدواخل و خوارج الإنسان و دقائق الكون الفسيح الرحب. فالله انزل شريعة تنظم إشباع حاجة الإنسان و تطفئ حاجته و عطشه الجنسي و لم يرد الله بالانسان ان يعذب في النار و لا يشوى فيها بل يريد منه ان يتعالى و يتسامى في الكون و يشبع حاجته بشكل طبيعي.
و هذه الشريعة إنا اعترف إمامكم بأنها غيبت و طمرت من زمان بعيد جدا و أكثر ما أجهضت من بنودها هي البنود التي تتعلق بالمراءاة و الإنسان و المجتمع و النظام السياسي و الولاية الحق و اختلف الإجهاض للشريعة الاسلامية بين الخنق التام و تحجير النص و تصحر العباد إلى الطمر لبعض البنود المهمة و كل الفرق الاسلامية مشتركة في ذلك .
وما هو الحل الذي عرضة الله على الملائكة و بين لهم كيف ينظم الإنسان أمور حياته الاجتماعية و السياسية و الأخلاقية و غيرها بالكامل و منها ما يعالج هذا السبب و هو التحرش الجنسي بالنساء.
أولا: ان المرأة حرة في الشريعة الاسلامية و ليس لوالدها حق لا في زواجها و لا طلاقها و لا يحق له ان يتدخل في ذلك.
ثانيا: ان حريتها مفتوحة بكل الجوانب و الاتجاهات إلا ما يصبح يشكل خطرا على المجتمع و تعديا على حريات الآخرين من مثل التعري أو البس المغري لأنه يؤدي إلى إثارة الشهوة و عدم سيطرة الرجل على نفسه و هذا يدعوا إلى ظهور مشاكل اجتماعية من قبيل التحرش أو النوع الأخر الذي يدرج في التحرش أللفضي و استهجان هذا التصرف الفاضح.
ثالثا: ان لها الحق في الاتفاق مع رجل أو بالعكس على ممارسة الجنس بشكل مباشر و بدون زواج .و التزاما بل على العكس تتفق معه على الفترة التي يستمر بها هذا الاتصال يوم, ساعة, شهر, سنه.
رابعا: لم تشترط الشريعة بالبكارة شرطا في زواج الفتاة و لم تذكر نصوصا في ذلك بل أنها كالرجل تحاسب على ما فعلت و هو على ما فعل إلا في حالة الاتصال الجنسي بدون حضور البند الشرعي و هو يعتبر خرقا على الشريعة و ان هذه الشريعة لم تكلف شيئا مرهقا بل هي عبارة عن كلمتين تنطقهما المرأة و كلمة ينطقا الرجل .
خامسا : لم تشترط الشريعة ان يكون هناك شهود في الزواج بل هو اتفاق بين الرجل و المراءاة و انتهى الأمر لا موافقة الأب و لا الأخ و لا العشيرة و لا رئيس البلدية كما في القانون العلماني!
سادسا: ان البنود تذهب نحو الرجل أيضا و تقدم له إغراءات أخرى تضاف إلى قوة العقل و الفطرة التي تحثه على رفض التحرش و هي الإغراءات التي تقدمها الشريعة من باب رفع منزلة الغاض البصر و المتجاوز و المسيطر على شهوته.
سابعا: أوجبت الشريعة على الإنسان الإيمان بالمعاد مقارنا للإيمان بالله و جعلته من أصول الدين و لم تقف بالإنسان إلى فهم الحياة على أنها هذه الدنيا و فقط بل هي تتبعها حياة أخرى يتجه صوبها الإنسان و هذا الإيمان يجر نحو فهمه سيلا جارفا من الفضائل التي تبين أهمية التواد و الحب و الإيمان و ترك المعاصي التي يندرج فيها التحرش الجنسي .
و نكتفي بهذه البنود من الشريعة لكونها أظهرت مدى الحرية في الإسلام و مدى حكمة الله و براعة التنظيم والإتقان بدءا من الكون الفسيح و المجرات إلى الإنسان و المرأة , و أيضا أنها وضحت ان قوانينها أكثر راحة و انسيابية تجعل من مثل هذه المشاكل محل البحث دبابيس صغيرة إمام الدقة في التنظيم.
وانأ أرى بكل إرادة و عقل ان لا نهاية لقيود و لا مشاكل البشرية إلا في إتباع الشريعة الحق و السعي إلى تطبيقها و إحيائها و ليكن موضوع الطلب الرسمي لها عالميا لكونها تذهب إلى حل الكثير من المشاكل العصية على الإنسانية برمتها .