الانكساريون، المنهزمون، الذين يجيدون وضع الحبال امام المتحرك، الكيبورديون الذين يتقنون فن تكسير الخطوة الاولى، غير الواقعيين، المشككون بكل عمل على الارض، العازمون على تشتيت الأفكار، والماهرون في هز أوتار الثقة، المنظرون للخطوة المئة وهو عاجز فاشل امام المضي بالخطوة الاولى، كل من يفكر ان الإنجاز يحسب لهذه الجهة او تلك فتراه يشغل كل جهوده لإطفاء اي ضوء بهدف إشاعة الظلام والانكسار.
هؤلاء جمهور كبير، يحتاج الى ان يتحولوا الى مواطنين فعالين، لاتعني دعوة حثهم الى ركوب موج الفعالية محاولة لتقييد كتاباتهم او انتقاداتهم على العكس تماما اي متحرك ليس له معارض هذا متحرك عشوائي غير ناضج، المعارضة ثيمة النجاح لكن لابد ان ننتبه الى ان انتشار ثقافة الانكسار والهزيمة الداخلية والاحباط واليأس جزء من مشاريع داعش وحواضنها وجماعاتها الساندة.
معروف ان داعش لاتحارب العراقيين بالمفخخات ولا العبوات الناسفة ولا الأفكار الضالة فقط بل تحاربهم بالسعي لنشر ثقافة الانكسار وثقافة التحطيم والاحباط والسعي الى اتهام كل من يعمل بالفساد ووضع الحبال وهي تستغل عواطف المواطنين .
واحدة من ابرز مسببات انتشار ثقافة الانكسار هي اخفاق المؤسسات الاعلامية الداعمة للدولة في نشر ثقافة التفاؤل ودعم المتحرك على الارض.
بمناسبة الحديث عن ثقافة الانكسار المنتشرة هذه الايام ، هل نحن مقتنعون باداء العبادي ووزراءه في إدارة الملف الاداري والخدمي والمالي والاصلاحي؟ ، بالتأكيد كلا، لكن هل يتوجب علينا ان نحارب اي خطوة نحو الامام يقوم فيها العبادي وفريقه بالتأكيد ليس من الانصاف فعل ذلك.
شاهد قريب على انكسار الجمهور على سبيل المثال ماجرى يوم أمس عندما حولت محافظة ذي قار جزء من مطارها العسكري (قاعدة الامام علي ) الى مطار مدني دولي من دون تخصيصات مالية ولم تصرف الدولة ولا (فلس ولا درهم ولادينارولادولار ولايورو) نسى المنكسرون أهمية افتتاح المطار للمحافظة من الناحية الاقتصادية والاستثمارية والسياسية والسياحية وانشغلوا ب( القوطية) و( الصبغ).
استمرار الانكسار بين المواطنين سواء الانكسار (المقصود او البريء) يمنح الطريق لداعش ومن معها لإشاعة الظلام وتنفيذ برامجها، بندعم الخطوات البدائية على الارض أفضل من البقاء ملومين محسورين لانحرك يدا ولانقدم قدما!
مقالات اخرى للكاتب