قد يعتقد سذج وعبيد أحزاب السلطة على انني أبغض وأعادي أيران لمجرد البغض والعداء وأعتقاد هؤلاء نابع عن عمالتهم وقبولهم بالذل بقصد أو بدون قصد وهنا أقول أن علاقات متوازنة تراعي مصالح الشعبين العراقي والأيراني ومبنية على أسس القوانين الدولية التي تحرم التدخل في شؤون الدول أنما هو هدف أسمى يؤمن به كل عراقي وطني شريف ويرفضه كل متخاذل وخائن للعراق وشعبه .
من هذه المقدمة وددت التذكير على أن أيران قد أتخذت من العمل الأنتقامي والثأري سلوكاً في التعامل مع العراق ولذلك اتخذت قرارها منذ العام 2003 أن يكون العراق ساحة خلفية لها لتصفية صراعاتها الدولية وقد ساعدها في ذلك فوضوية الأحتلال الأمريكي وغباء أوبالما والولاء المطلق لأيران من قبل أحزاب السلطة التي حكمت ولازالت تحكم العراق .
أنطلقت مرحلة التدخل الأيراني عندما قامت بدعم واضح لمليشيات شيعية لقتل أبناء السنة ومليشيات سنية لقتل أبناء الشيعة وليستمر فصل عدم الأستقرار يرافقه فتح الحدود على مصراعيها لتسويق كل بضائع ايران مقابل تحويل اموال العراق لها وهي ترزح تحت حصار دولي ناتج عن طموحها النووي .
أتذكر عندما فرض الحصار على العراق بعد حرب الكويت كان تأثير الحصار سريعاً وبعد أقل من سنة أخذ العراقيون من فرط تأثير الحصار يتناولون رغيفأً مشبعاً بالتراب وغيره من المواد الغذائية غالية الثمن والرديئة . لكن أيران رغم طول حصار فرض عليها لم تتأثر وذلك ناتج عن تحويل جزء كبير من اموال العراق اليها وهي بذلك وبمساعدة حكومة المالكي الأولى والثانية قد حولوا العراق الى بقرة حلوب ومن يقول بعكس ذلك عليه التوجه الى المحافظات الشيعية وسوف يلمس حجم الكارثة في عدم وجود الخدمات وانتشار الفقر بشكل مفرط وسوء في كامل القطاعات الصحية والسكنية والتعليمية ولو كانت ايران صادقة في نواياها لساهمت في تطوير المناطق الجنوبية الشيعية والتي لم تشهد أية انهيارات أمنية .
بالمقابل هنالك حقائق ينبغي الوقوف عندها وعدم تجاوزها وهي أن عراقاً قوياً موحداً انما يشكل مطلباً دولياً وعراقياً وطنية لأنه بدون شك سوف يكون خياراً حاسماً لأستقرار المنطقة بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام كون الصراع اليوم على النفوذ بين قطبين واضحين . القطب الأول أيران التي لديها طموح التوسع وطموح التسلح النووي وعملية اشغال العالم بصراعات في العراق وسوريا واليمن ودور ايران فيها انما يشكل محاولة واضحة لحرف الأنظار عن طموحات أيران وبالنتيجة فأن الخاسر الأكبر هو شعوب تلك الدول . هذه الحقيقة لاتعني أننا ندعم الحركات الأرهابية التي تتحرك لأشعال الحروب الداخلية تنفيذاً لأجندات أيرانية وأمريكية لكننا نعتقد أن شعوب البلدان قادرة على معالجة مشاكلها بشرط عدم تدخل دول خارجية فيها .
من هذا المنطلق نعتقد أن عراقاً قوياً موحداً سيكون سداً منيعاً في مواجهة الطموحات الأيرانية في المنطقة وبالمقابل فأن العالم الحر الذي يريد أن يعم السلام في المنطقة سيكون داعماً لهذا العراق الموحد القوي ورافضاً لمبدأ التقسيم وستكون أيران هي الرافضة لذلك لأنها ستخسر قاعدة خلفية لها أستخدمتها أسوأ استخدام طوال السنوات ال13 الماضية زد عن ذلك أن دول الخليج العربي التي تخاف تهديدات أيران ستكون بمنأى عن الخطر الأيراني في حال بقاء العراق موحداً وقوياً وهو نفس الهدف الذي تعمل عليه ادارة ترامب الأمريكية التي تعتقد أن أيران تمثل خطراً واضحاً في المنطقة وانها أسائت التعامل مع العراق وزادت من أزماته وأنعشت الأحقاد الطائفية فيه فضلاَ عن تدخلها الواضح في القرار السياسي العراقي حتى بات واضحاً أن أي قرار سياسي في العراق لايمكن له أن يمضي دون موافقة أيران مايعد خرق واضح في السيادة العراقية التي غالباً مايتبجح بها ساسة المنطقة الخضراء .
وبالخلاصة فأن حتى من يوالي ايران في العراق سيقتنع قريباً من أن أيران تهمها مصالحها وهي ستتبرأ من أي جهة عندما ينتهي دورها في تنفيذ أجندة أيرانية . ولهذا فأن تلك الجهات الموالية لأيران ستقتنع قريباً أن عراقاً موحداً هو الهدف الأخير وفشل كل مخططاتهم الرامية الى اضعاف العراق وألحاق اجزاء منه بأيران على أساس طائفي
مقالات اخرى للكاتب