Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كعكة الانتصار عراق بلا داعش
الأحد, آذار 12, 2017
عدنان الطائي

 

يستيقظ العبادي صباحا وهو لا يصدق نفسه ان معركة الموصل قد انتهت . لم يعد يلزم عليه بعد الْيَوْمَ ارتداء بدلته العسكرية السوداء ، يقرر الفطور بالبيت وهو في حالة انتشاء تام ، صانع النصر، ومحرر الارض . 
في لحظة ما ، تمر عليه كل المخاوف السابقة ، كطيف عابر ، انتهى كل ذاك الخوف والقلق الذي كان يعيشه ، الطريق اصبح سالكا للولاية الثانية ، وهذا المهم الان . 
في الجهة الاخرى من المنطقة الخضراء الغريم ابو اسراء يستعد لالقاء بيان النصر بأعتباره مؤسس الحشد الشعبي ، وحافظ هيبة الدولة ، وله حصة كبيرة بالنصر أيضا ، بل أكثر حتى من العبادي الذي لا يعلم عدد فصائل الحشد كما يعلمها الحجي .. 
السيد عمار الحكيم هو الاخر قرر ان يجمع اكبر عدد من الشيوخ والأساتذة والطلبة في ديوانه الكبير ، وقام بتهيئة كل حروف العربية وخبرته في الناصب والمرفوع لكي ينال هو الاخر نصيبه من كعكة الانتصار الكبيرة ، عبر خطاباته الطويلة 
... قادة الحشد الكبار يقفون امام جنودهم ، ليقولوا لهم بوجوه مجهمة وحزينة ..وعيون رأت كل شيء : ان الحرب انتهت ...اما انتم ....!!... الصمت يسيطر على المشهد .. خجلا ...احد قادة الحشد يسارع للسيطرة على الموقف :اخوتي هناك الكثير من المعارك تنتظرنا وأنتم باقون في قلوبنا .... للأسف الشديد قادة الحشد لم يصارحوا جنودهم بالكعكة والطامعين فيها ..
بعضهم اصبح يبحث عن حصته كما غيره 
الجنود المقاتلون ، يقبلون بعضهم البعض ، بدموع ، وآهٍ كبيرة على أصحابهم الذين دفنتهم المعارك وهم يتسائلون هل هذا كل شيء ؟؟! هل كان الامر يستحق كل هذا ؟؟ ينتفض احد الجنود من الخلف، ويبدو عليه تراب المعركة مع دماء جبينه وكإنها قطعة واحدة : اي بعد اخوك الحقيقة الوحيدة في كل الحروب هي لحظة الانتهاء من المعارك ، كل الأسئلة المؤجلة تأتي دفعة واحدة . !! 
النازحون من الأطفال والنساء يمرون في هذه اللحظة امام الجنود ، وعيونهم مليئة بالحزن والالم والغضب ، احدهم يأتي ليصافح جندي مازال يتأوه من رصاصة فخذه الأيمن: شكرا لكم أتمنى ان لا تضيعوا مثلما ضعنا ويقبل جبينه .. ببكاء ...
امرأة عجوز وهي تمشي على عصاها: انتم أهل الغيرة يمه ما راح ننساكم أبد .. جندي ما زال يلملم فراشه بصعوبة يقول هذا هو العزاء لم نفكر بأكثر من هذا.. 
لكن هناك داخل أسوار الخضراء يتم تقاسم كعكة الانتصار بحرفية عالية ، وبرعاية أمهر الطباخين الكبار ... 
ما هي الا ايام ويعود الجنود بسياراتهم وأسلحتهم لمحافظاتهم مرورا ببغداد ، ويتفاجأ الجميع ان بغداد تغيرت بشكل كبير وسريع ، اللافتات تملأ الشوارع ، وهي تحمل صور لمسؤولين كبار ، وشعارات رنانة في كل مكان وفِي كل شارع ، مصاغة بسجع وقافية . فلان الفلاني صانع النصر ومحرر الارض ، الحجي الفلاني مؤسس الحشد وحامي العرض ، الشيخ علاني معين النازحين وكاسي الأيتام والأرامل ، وغيرها وغيرها الكثير!! يسأل الجنود احد الشباب المارة بقرب موكبهم العسكري :ابو الشباب حبيبي شنو القصة شو بغداد كلها لا فتات ؟ يجيب الشاب بضحكة كبيرة :صديقي الانتخابات قريبة والسياسيين حادين سنونهم هذي المرة كلها اتگول الحشد انا والحشد مني ..!!؟
صدگ حبيبي انتم مع منو هسة ؟؟ 
سريعا ، اشتعلت الفضائيات والصحف بأخبار التحالفات ، وغصت البرامج التلفزيونية بالصراخ والتسقيط ! من كان مع الحشد !؟ ومن كان ضد الحشد ؟! من كان له كل الفضل ! ومن كان له ربع الفضل ! ...
وسط الصراع الانتخابي هذا ومعركة الجميع ضد الجميع ..كانت هناك زوجة محمد المقاتل المشلول من رصاصة في ظهره وقد ملت وجزعت من انتظار نقل زوجها للعلاج ، ذهبت بأوراق زوجها الى وزارة الصحة تترجاهم علاجه خارج العراق ، أليس زوجي أولى باموال الشعب من كل هذه اللافتات !؟ يجيبها الطبيب المختص : اختي بس اتصير عدنا تخصيصات ناخذ زوجك للخارج، احنا هسة بوقت انتخابات والانتخابات تحتاج تخصيصات قابل الجماعة يتركون الانتخات وياخذون زوجك لالمانيا !!؟؟ وأحب أطمئنك مو بس زوجك بهذي الحالة .. ارجعي البيتك والله كريم احنا نتصل بيكم ..!! تخرج الزوجة وهي تحبس دمعتها لوسط الشارع وتفاجأ بصراخ حماية موكب احد السادة المسوؤلين الذي كاد ان يدهسها : ولچ ثولة ما تشوفي اشبيچ عميه !! تسقط عالارض مع أشعة ظهر زوجها واوراق الفحوصات!! تنتبه الى شكل الرصاصة الساكنة بين أضلاع زوجها تتحسس الأشعة بيدها ... وتقول مع نفسها: يا محمد كسرت ظهرك وظهري حتى اتصير عدهم مواكب ويرفعون لافتات بالشوارع !!! الله يسامحك...

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4133
Total : 101