تعد عملية الانتخابات خطوة رائدة للمضي قدما نحو تطبيق الديمقراطية من خلال ممثليهم الذين سينتخبونهم ليكونوا في خدمة الشعب لتقديم افضل الخدمات والانجازات له لكن شعبنا العراقي الصابر اخذ تنتابه الشكوك وعدم الثقة بعد ان خاض عمليتين انتخابيتين متحديا الزمر الارهابية التي تصول وتجول في البلاد الا انه لم يجن من ثمار الانتخابات سوىالخيبة والاحباط ، فهومازال يعاني منذ عشر سنوات خلت من جملة من المشاكل والازمات المعقدة يصعب ايجاد الحلول الناجعة لها في ظل الظروف العصيبة التي يمر به مجتمعنا العراقي من فرقة وتنافر وتناحر سياسي على مستوى القيادات نجمت عنها انسحاب الكثيرين من الساسة الرواد والمناضلين من الساحة السياسية لان البعض اخذ يخلط الاوراق ويفتعل الازمات للتنصل من تنفيذ المنجزات التي يصبو اليه الشعب كتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى واعادة البنى التحتية والمشاريع الاسكانية والعمرانية والصحية والتربوية وايجاد فرص عمل للعاطلين الشباب واتباع مبدأ تكفاؤ الفرص في التعيينات وتطبيق العدل والمساواة بين كافة اطياف الشعب العراقي ونبذ المحسوبية والمنسوبية ومحاسبة المتجاوزين على المال العام والخاص والمتورطين في عمليات الفساد الاداري والمالي وملاحقتهم اينما وجدوا ومحاسبتهم لاسترداد ما نهبوه من اموال الشعب المظلوم والعمل على وضع آليات وخطط امنية جديدة كفيلة بانهاء العمليات الارهابية والقضاء عليها واستئصالها من جذورها وسحق اوكارها وتدميرها بقوة لتأمين الملاذ الامن للشعب الذي يعاني يوميا من الزمر الارهابية القذرة المجرمة التي تعصف بارواح ابناء شعبنا الابي مما احال حياتهم الى جحيم لا يطاق بسبب المصائب والويلات التي يعانونه من قتل وجرح وضحايا العمليات الارهابية وترمل النساء وتيتم الاطفال التي خلفت العديد من المشكلات المادية والاجتماعية .
فشعبنا الابي اصابه اليأس والقنوط وفقدان الثقة وهو في خضم معاناته وشقائه يسمع ويرى من خلال الفضائيات الحالة المأساوية المزرية التي تعانيه بعض العوائل المعدومة والمهمشة وهم يفترشون الارض في بيوت من الصفح يعتاشون من خلال البحث في القمامة ، يتصدق عليهم بعض الميسورين في خارج البلاد لانتشالهم من حالة البؤس والحرمان والعيش تحت خط الفقر في الوقت الذي بلغت موازنة بلادهم اقصى مداها وبامكانها اعالة خمس دول بشكل متوازن كونه يعد من البلدان الاقتصادية المتخومة . كما ان الشعب يشاهد يوميا من خلال قنوات التلفاز العراقية تورط العديد من المسؤولين الكبار وعلى مستوى الوزارات بالفساد المالي والاداري وبمبالغ خيالية تفوق حد التصور بمليارات الدولارات وهم من النخبة الرائدة الذين انتخبهم الشعب ولم يقدموا له ادنى شيء سوى تحقيق مآربهم ومنافعهم الشخصية ، ويتذكر جيدا كيف عاهد اولئك المرشحون الله والشعب ان يكونوا في خدمة الشعب يضحون بالغالي والنفيس لتحقيق مطالبهم ولم يقدموا لهم اي شيء يذكر فكانت اجنداتهم المليئة بالمنجزات العظيمة مجرد دعاية انتخابية لذلك فهم مترددون اليوم ومتشائمون من عملية الانتخابات لقناعتهم بان المرشحين الجدد سوف يحذون حذو من سبقهم في الحصول على المكاسب والامتيازات الخاصة لان بعضهم رشحوا انفسهم ثانية فما الذي سيقدمه هؤلاء في تحسين الخدمات وهم فشلوا في تحقيقها في الدورة الانتخابية الاولى ، فالشعب آل على نفسه للتصويت لمن يختاره من النخب النزيهة القادرة على تحمل اعباء جسامة العمل الذي سيوكل بهم للاسراع بتقديم افضل الخدمات التي تلكأ بها ممثلو الشعب في الدورة السابقة كما ينبغي الزام المرشحين الجدد بما ورد باجنداتهم ومحاسبتهم عليها في حالة النكول بها ويطالب المسؤولين بتحديد امتيازات المرشحين الجدد المادية والمعنوية وتواجدهم باستمرار في الاوساط الشعبية والجماهيرية للتعرف على معاناة الشعب ومشاكلهم عن كثب للعمل على تذليلها وتنفيذها كما ينبغي ، على ابناء الشعب ان يكونوا يقظين من عملية سرقة اصواتهم في حالة عدم مشاركتهم في هذه الممارسة الديمقراطية الرائدة المتثملة بعملية الانتخابات ويعمل جاهدا لعدم تسييسها من قبل بعض الكيانات السياسية لانه في حالة تسييسها من قبل الاغلبية سوف يتكرر نفس سيناريو الانتخابات السابقة ولم يجن منه الشعب الحد الادنى من المطالب ، لان انتخابات مجالس المحافظات ما هي الا انتخابات للملاكات الجيدة لتقديم افضل الخدمات للشعب فليكن الشعب اهلا لهذه الممارسة الديمقراطية الفريدة تحقيقا لقول الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) .
مقالات اخرى للكاتب