على الطلب والضرورة الأموية لكي تضيع الأمة ما بين السنة النبوية الصحيحة وسنة بني أمية ، حتى أصبح سب علي بن ابي طالب عليه السلام سنة يتقربون بها الى الله تعالى بعد كل صلاة وهو الذي قال فيه رسول الله (ص) ( من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ) أي الأمة أصبحت تتقرب بسب الله سبحانه وتعالى بعد كل صلاة من خلال سب أبي تراب عليه السلام هكذا جعل بني أمية الأمة تبتعد عن طريق الله القويم وتختلط عليها الأمور ويصبح الملعون على لسان رسول الله (ص) الأمير الذي يجب طاعته قال رسول الله (ص) ( اللهم ألعن الراكب والقائد والسائق) ويعني أبي سفيان ومعاوية ويزيد ، والأمير الذي يجب طاعته ذكره وحبه يستوجب القتل والتشريد وقطع الأرزاق قال رسول الله (ص) (من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله ) وما قصة حجر بن عدي وأصحابه إلا أوضح مثال على ضياع الأمة وجهالتها ، وقد حمى بني أمية سلطانهم وعرشهم بالرغم من كل الإنحرافات الخطيرة عن تعاليم الإسلام من خلال الحديث القائل ( يجب إطاعة ولي الأمر إن كان فاسقاً أو فاجراً) وأصبح هذا الحديث سيف على عنق كل من يفكر في الخروج على المفسدين من بني أمي أو بني العباس ومن تبعهم على رقاب المسلمين ، وقد حاولوا أن يخلطوا الأوراق على هذه الأمة السكرى بعد مقتل سيد شباب أهل الجنة عليه السلام ، وحاولوا وبكل جهدم أن يجعلوا مقتل الإمام الحسين (ع) حدث طبيعي بسبب خروجه على إمام زمانه الفاسق يزيد من خلال هذا الحديث ، ولكنهم باءوا بالفشل بالرغم من كثرت الجهّال ووعّاظ السلاطين ولكن مكانة الحسين (ع) وكثرت الأحاديث النبوية التي تؤكد على مكانته في الدنيا والأخرة قد أفشلت المخططات الأموية وأنجحت الثورة الحسينية التي أيقظت هذه الأمة الثملة من ثمالتها وجعلت الأحرار يتبع بعضهم بعضا بالثورة على كل ظالم وفاسد يريد أن يسوق العباد بسوطه وسيفه ، ولكن بقى هذا الحديث المقصلة التي تقطع رؤوس الأحرار في العالم الإسلامي ، وأصبح الحاكم خارج التعاليم والضوابط الإسلامية فبإمكانه أن يفعل ما يشاء وعلى الرعية أن تقدم الطاعة وإلا السيف على الرقاب في الدنيا والنار تنتظر في الأخرة هكذا يشيع ما بين الرعية وعّاظ السلاطين، ولكن حاجة الأمراء هي التي تحدد العمل بهذا الحديث ومتى يتوقف العمل فيه من خلال وعاظهم وعلماء السوء الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى كالكلاب إذ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أوتتركه يلهث ) ونقل من الحكمة والتجارب الإنسانية إنه ( إذا فسد العالِم فسد العالَم ) ، فهذا هو الإمام علي عليه السلام التي تجتمع الأمة على خلافته وإمامته إن كان الأول عند أتباع أهل البيت عليهم السلام والرابع عند العامة من المسلمين ، ولكن علماء السوء لم يقولوا على معاوية وعمر بن العاص وممن حذى حذوهم من الذين قاتلوا إمام زمانهم في صفين أو على طلحة والزبير وعائشة ومروان وغيرهم ممن حمل السيف على أمام زمانه وخرج عن طاعته في معركة الجمل بأنهم فسّاق ويجب أن يقتلوا لأنهم خرجوا عن طاعة ولي الأمر المفترض الطاعة ، وفي هذه الأيام يعمل علماء السوء نقيض فحوى الحديث فهم الذين يدفعون المسلمين على عدم إطاعة ولي الأمر بل يدفعونهم لمقاتلته ويعتبرون قتاله جهاداً يوجب دخول الجنان وما يحدث في سوريا أو في مظاهرات المناطق الغربية في العراق إلا أبسط مثال على فساد علماء السوء ، فلا نعلم أيجب أن نطيع ولي الأمر إن كان فاسقاً أو فاجرا كما ترون وأنتم الذين دافعتم عن الطغاة من خلال حديثكم هذا أو نقاتلهم ، فإذا كان الطاعة تجب ولاخروج على ولي الأمر فلماذا تدفعون الشباب للقتال في سوريا والعراق ، وإذا كانت الطاعة لا تجب فلماذا تدافعون عن أولاة أموركم من الملوك والإمراء وتحذرون الشعوب من غضب الجبار من رفضهم لحكم الظلّام من آل سعود وآل خليفة وآل ثاني ومن لفة لفهم من أمراء الجور والدماء ، فأنتم يا علماء السوء قد ضيعتم الأمة من زمن معاوية وتصرّون على ضياعها في هذه الأيام حتى أصبح حديث يجب إطاعة ولي الأمر إن كان فاسقاً أو فاجراً الحبل الذي سيسحبكم في شوارع المذلة والهوان في الدنيا والى نار جهنم في الأخرة إذ يقول سبحانه وتعالى (خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فأسلكوه ، إنه كان لا يؤمن بألله العظيم ولا يحض على طعام المسكين) ، لأنكم كبلتم الأمة بهذا الحديث الملفق عن رسول الله (ص) وجعلتم حكام الجور يتسلطون على رقابهم لمئات السنين فكنتم مصداق حديث الرسول (ص)( يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره) .