بغداد: اعلنت وزارة الخارجية الاميركية، اليوم الجمعة، انها ما تزال مستمرة "منذ عشرة اعوام" بجهود صيانة "الارث العراقي"، مؤكدة ان موظفيها كانوا من اوائل من قدم العون للمتحف الوطني العراقي بعد الاحداث التي تعرض لها عام 2003، مشيرة إلى ان هذه الجهود اسهمت بدعم انطلاق مبادرة "الارث الحضاري العراقي"، التي ترعاها والتي وصلت كلفتها إلى اكثر من اثني عشر مليون دولار.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان صدر عنها، ان "جهودا كبرى ركزت على المتحف الوطني في بغداد بعد ان ادت عمليات النهب في نيسان 2003، الى الحاق اضرار بالمنشأة وولدت اجواء غير آمنة للكادر العامل ومقتنيات المتحف على حد سواء".
واضافت الوزارة ان "عشر سنوات والعمل المشترك مستمر بين الجانب العراقي ووزارة الخارجية الأمريكية لتأهيل المتحف الوطني العراقي، حيث اشترك فيه اكاديميون امريكيون ومؤسسات غير نفعية مع نظرائهم العراقيين، لحماية الإرث العراقي الثمين والحفاظ عليه وتهيئة المتحف لعرض الاثار فيه"، مبينة ان "التعاون في مجال الإرث الثقافي هو من الأركان المهمة، ضمن اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الامريكية، والذي يعكس الاهتمام العالي الذي توليه الدولتان لهذا المورد الذي لا يمكن تعويضه".
ولفتت الوزارة الى ان "موظفي الخارجية الامريكية كانوا في صيف 2003 من بين اول المستجيبين لاحتياجات المتحف، بتوفير معدات تصوير بديلة واثاث مكتبي وتجهيزات"، موضحة ان "التقييم الذي أجري في خريف العام 2003 من قبل خبراء بأمن المتحف والسيطرة البيئية اضافة الى الاستعانة بتكنولوجيا المعلومات على تحقيق مبادرة عام 2004، بإجراء اكبر عملية تطوير وإصلاح لبنية المتحف وامكانياتيه البرامجية والامنية".
ولفتت الوزارة الى ان "هذا التقييم ساعد ايضا في تهيئة القاعدة للانطلاق بمشروع الارث الحضاري العراقي، وهي مبادرة بلغت تكاليفها 12.9 مليون دولار حيث رعتها ومولتها وزارة الخارجية الامريكية"، موضحة المشروع هذا "نفذ من قبل المؤسسة الدولية للتنمية والإغاثة للفترة من 2008 الى 2011، ونتج عنه اعادة تأهيل وتأثيث (11) قاعة عرض عامة في المتحف، مع بناية لخزن المقتنيات بثلاثة طوابق مع تهيئة مختبر الصيانة، وتوفير سقف جديد بمنظومات متطورة للسيطرة على درجات الحرارة في جو المتحف".
وذكرت الخارجية الأمريكية أنها رعت ونظمت دورات تدريبية لكادر المتحف، كجزء من سعيها "للمساهمة مع العراقيين في الحفاظ على ارثهم الثقافي"، مضيفا انه "في عام 2004عزمت الوزارة وبالتعاون مع معهد التراث الثقافي لتدريب (22) موظفا عراقيا في المتحف، في دورة امتدت لخمسة أسابيع من خلال مجلس مراكز البحوث التابع للخارجية الامريكية لتدريبهم على ادارة امانة المتحف واعمال الصيانة والتنظيم".
وتابعت "وخلال الفترة من 2009 الى 2010 تم تدريب (20) مختصا في مجال المتاحف من كل أنحاء العراق وفق نفس البرنامج، وذلك في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي في شيكاغو، حيث اشتمل التدريب على تصاميم العرض ودروس نظرية في عمليات التنقيب الموقعي".
يذكر ان قوات الاحتلال الامريكي، كانت قد مهدت لعمليات نهب المتاحف العراقية، ولم تقم بحمايتها مع انعدام وجود قوات حكومية لحماية الاماكن الاثرية، مما حدا بالعصابات المتخصصة بسرقة الاثار بنهب ما يقارب 28000 قطعة حسب الاحصائيات الشبه رسميه.