في يوم 13 رجب لسنة 23 قبل الهجرة ولد الامام علي بن ابي طالب سيد البلغاء وامام المتقين في اقدس مكان يؤمه المسلمون في الكعبة المكرمة حتى سمي بوليد الكعبة وقد اجمع علماء الاسلام والمستشرقين ان علي بن ابي طالب عليه السلام رجل العدالة الاول وصاحب الكلم البليغ الذي ما قال شيئا الا وتحقق وقد كانت عبقريته ونبوغه منذ صباه ذو ذكاء حاد ولسان فصيح ورجل سيف وعلى يديه ارتكزت معالم الدين الاسلامي ومقوماته وقد قالها لمعاوية في موقعة صفين (انت لست بأدهى مني ولكني ارى في الدهاء مفسدة للدين ولا لكنت من ادهى العرب ) وكان يتصف بشمائل وصفات لا يتحلى بها بني قومه وقبائل الجزيرة العربية واليمن وقد كان عمره العقلي اكبر كثيرا من عمره الزمني اتصف بالزهد والحرص على المال العام بنزاهة بالغة حتى ان اقرب عائلة ان مست يده الخزينة الا وكيها بالنار عقاب على التجاوز وكان عليه السلام يرقع هدمه ويخسف نعله ولا يمد يده على بيت المال ونحن اذن نحتفل بهذه الذكرى العبقة نتمنى من يستلمون زمام الامور في البلاد ان يتخذوا من علي بن ابي طالب قدوة ونبراسا لهم ونحن نعلم كم من الاموال هدرت وكم فاسد هرب بالأموال الى الخارج وجل هؤلاء هم ممن يدعون انهم ينتمون للأمام علي (ع) وهو منهم براء وشتان ما يعملون من انتهاك للمال العام والمفاسد المتتالية والتي اضحت نوادر يتشفى بها العالم الحر واذا علمنا ان شعبنا العراقي يعاني من مشكلات او بالأحرى مستعصيات بحاجة الى حلول فمئات الالاف من الايتام ومثلها من الارامل واضعاف من الشهداء الذين استشهدوا من اجل الدفاع عن الوطن لم يستلم بعظم استحقاقاته لعائلته لتعيش بكرامة وانسانية وهناك الازمات المستفحلة منذ ما يقارب العشرين عاما والتي لازالت دون حلول كأزمة السكن والبطالة وانتشار الفقر والامية في حين اتخمت كروش السادة المسؤولين من السحت الحرام ولاشك ان الامام علي كرم الله وجهه انساني الطباع فلم يفرق بين فئة واخرى واحترم الملل واهل الكتاب واهل الذمة وهو القائل (الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) ولا غرابة ان يذكر اسمه على جدار الامم المتحدة كأعدل حاكم عرفته البشرية ولا عجب ان يدعي جمهور واسع انه مؤسس الاشتراكية الاول لاعتماده مبدأ العدالة الاجتماعية وكان يدافع عن الفقراء والمظلومين ويحسن اليهم ونحن اذا نعيش هذه الاجواء الطيبة المليئة بالمسؤوليات والالتزامات نتمنى لجيشنا وكل الفصائل والحشود المقاتلة النصر المبين على اعداء الانسانية داعش ومن والاه وان ينتفض شعبنا ضد الفساد والفاسدين الذين استباحوا الاموال وانتهكوا الحرمات في ظل قضاء فاسد وحكومة مترهلة ضعيفة تعاني قصورا في الرؤية الستراتيجية لمشاكل العراق وفي ظل الحكومات السابقة التي هدرت الاموال واحتلت داعش ثلث العراق بسبب سوء ادارتها والاهتمام بمصالحها النفعية فلتكن ولادة الامام سيد النزاهة والعفة عظة ان كان في العقل والضمير صحوة وبقية اخلاق لديهم
مقالات اخرى للكاتب