يبدوا ان احمد العباسي لم يقرا الأحداث ويتابعها بصورة جيدا وربما نهض من العدم واستفاق على هول صدمة ائتلاف دولة القانون من تحالفات تشكيل المحافظات والتي خرج منها بخفي حنين ويبدو انه لا يعلم بالمباحثات المارثونية التي جرت منذ إعلان النتائج في الأول من أيار وحتى إعلان انتهاء عقد التحالف بين ائتلاف المواطن ودولة القانون ويبدوا انه بعيد كل البعد عن اجواء الجهة التي يدافع عنها ويتزلف اليها وينوح على مجدها التليد الذي بدا نجمه بالافول دون رجعة. ولو اردنا ان نستعرض ما جاء في مقال السيد العباسي من نقض للمواثيق واتهام بالجري وراء المناصب وما ادعاه من تزلف نحو القتلة والمجرمين وما يعتقده من كثرة اصوات دولة القانون والتي هي اكثر من شعر راس أئتلاف المواطن والأحرار وبكاءه وعويله على انتهاء عهد خلف عبد الصمد وعلي سنافي وعبد الله عويز لانه جاء بالاكثر وغيرها من المدعيات التي ما انزل الله بها من سلطان وهذه وغيرها من المدعيات التي يتبجح بها ما هي الا انعكاس لشعور بالضياع والخسارة ومن يشعر بالضياع والخسارة يقوم بما تقوم به المراة الثكلى والفاقدة. وبودي لو ان العباسي يستفهم من خالد العطية ومن حسن السنيد ومن خالد الاسدي عن اسباب انفراط عقد التحالف بين أئتلاف المواطن وبين دولة القانون وسيحصل على الجواب الشافي لانهم هم من كانوا يقومون بعملية التفاوض وسيقولون له ان الغرور والمماطلة وعدم الاجماع وتشتت المواقف وكثرة القيادات والطمع والرغبة باقصاء الطرف الاخر هي من أوصلت دولة القانون الى هذا الوضع وجعلته يخسر كل مناصبه خاصة وان أئتلاف المواطن قبل بكل الحلول الا ان تشتت أئتلاف المالكي ورغبة جميع الاطراف بالحكم حالت دون ذلك. وقد يكون العباسي ناسيا او متناسيا او راغبا في طمس الحقائق لكني اقول له ان الاغلبية ليست هي المعيار وكثرة الاصوات ليست هي المقياس في القيادة بل التوافقات هي الامر الحاسم وهذه المخرجات كلها من سنن السيد المالكي وأئتلاف دولة القانون واذا اردت ان تعيب فعب صاحبك او اصمت بدليل ان رئاسة الحكومة كانت ستذهب الى قائمة علاوي لانه من جاء بالمركز الاول في الانتخابات النيابية وان محافظ كربلاء في الدورة السابقة كان يفترض ان يكون الحبوبي الا ان طمع المالكي وحبه للسلطة وتخليه عن كل مبادئ وقيم العمل السياسي جعلته يتجاوز على استحقاقات الاخرين وعلى ثوابت الدستور ومع ذلك فان ما حدث في المحافظات لا يرقى الى هذا الوصف على اعتبار ان تشكيلها يعتمد على الاغلبية ومن يتمكن من تحقيق هذه الأغلبية فهنيئا له واعيدك الى الدورة الانتخابية السابقة لمجالس المحافظات واقول لماذا لم يشرك المالكي معه الاحرار والمواطن في بغداد والبصرة وعدد من المحافظات هل اقصاء المواطن بالنسبة للمالكي من الحكومات المحلية ومن الحكومة المركزية نخوة ورجولة واقصاء دولة القانون غدر وخيانة . وهذه قضية العضاض التي وجدها العباسي وغيره فرصة مناسبة للطعن والسب والشتم ربما تكون مثلبة على المالكي وفريقه فالعضاض عضو مجلس محافظة فاز بالانتخابات وتم تبرئته من قبل القضاء فاذا كان مجرما فكيف يتم تبراته هذا اولا وثانيا ان العضاض ليس اسوء من مشعان الجبوري الذي برأ في جلسة وهو في الطائرة وليس اسوء من المطلك الذي اجتثه المالكي ثم اعاده بمنصب نائب رئيس الوزراء فهل تحالف المالكي مع هؤلاء حلال وتحالف المواطن والاحرار مع العضاض حرام ثم اين كان المالكي وجماعته عن العضاض وهو عضو مجلس محافظة في حكومة عبد الرزاق. اما موضوع العهود والمواثيق ونكثها يا عباسي فهذا الملف مؤلم ومحزن في نفس الوقت واذا أردت ان تعرف من هو الاسوء في نقض العهود فارجع الى مواقف المالكي سواء مع من تحالف معه من التحالف الوطني او القوائم الاخرى وستجد ان اسوء من فعل هذا هو المالكي فهذه مجالس المحافظات في الدورة السابقة وهذه طاولة اربيل وهذه القائمة العراقية ومجلس السياسات الاستراتيجية وارجع الى تشكيل التحالفات في الدورة البرلمانية السابقة وستجد اي بشر هم جماعتك ومن تدافع عنهم . ان ما حدث من تشكيل تحالف بين المواطن والأحرار أمر طبيعي ومن حق ائتلاف القانون ان يشكل كتلة معارضة او يشارك في الحكومات المحلية وكما فعل في ميسان وهذا هو النظام الديمقراطي الذي يفترض بالعباسي ودولته تشجيعه لا الوقوف بالضد منه. حقيقة 1:ان أئتلاف المالكي لم يحصل الا على 32 مقد من جميع مقاعد أئتلاف دولة القانون البالغة 108 مقعد وهذا العدد البائس هو سبب مشاكل دولة القانون مع حلفائه لان الفضيلة وبدر والمستقلون والاصلاح والخزاعي كلهم يطالبون بان يكون المحافظ منهم وهذا هو الخلل وليس الخلل في الاحرار او المواطن. حقيقة2:لو كان المالكي قد حصل على الاغلبية فهل سيشرك المواطن والاحرار ..الجواب ابدا وهذا ما صرح به اكثر من مرة . حقيقة 3:المالكي اراد اقصاء الاحرار فهل يحق له اقصاء الاخرين ولا يحق للاخرين اقصائه ؟ خاتمة:ما حدث في تحالفات مجالس المحافظات درس بسيط لائتلاف دولة القانون اتمنى لو يتعظوا منه في المرات القادمة ويعملوا باخلاص لا بطريقة "من حفر حفرة لاخية وقع فيها".
مقالات اخرى للكاتب