العراق تايمز ــ بروكسل: أكد سياسيون ومحللون عراقيون أن قرار زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري، بحل مايسمى تنظيم "دولة العراق الإسلامية في بلاد الرافدين" وفصله عن فرعه الآخر في بلاد الشام، يأتي في إطار هيكلة بناء هذا التنظيم الإرهابي من جديد، وإعادة أنتاج الصراع الطائفي في العراق، تمهيدا لتقسيم البلاد الذي أصبح وشيكا بعد أن قامت حكومة محمد رضا السيستاني بتوفير الأرضيات المناسبة سياسيا وشعبيا وأقتصاديا لهذا التقسيم.
وأشاروا إلى أن الأردن والمملكة العربية السعودية عملا طوال الأشهر الماضية بصمت على تنفيذ المخطط البريطاني الهادف لإعادة الحرب الطائفية في العراق، تمهيدا لتقسيم البلاد، من خلال رعاية وتدريب أبن الإرهابي المقتول في العراق أبو مصعب الزرقاوي والذي كان يتزعم ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
وتؤكد مصادر تعمل ضمن المجموعة الخيطية المرتبطة بنوري المالكي في تصريحات خاصة لـ "العراق تايمز"، أن المخابرات الأردنية والسعودية وبأوامر بريطانية أنهت مؤخرا تدريب وتأهيل عبد الله (أبن الزرقاوي) من زوجته وفاء اليحيى، وأنها تعتزم بعد صدور الأوامر البريطانية بإدخاله عن طريق سورية إلى العراق، ومساعدته على تثبيت أقدامه في بلاد الرافدين تمهيدا لتسلمه التنظيم بالكامل، حيث ترى بريطانيا أن أمير ما يسمى دولة العراق الإسلامية الحالي أبو بكر البغدادي لم يعد صالحا ليكون أميرا للتنظيم الإرهابي الذي يعمل على الإنفراد بالتنظيم بعيدا عن الأوامر التي تصله من بريطانيا عن طريق المخابرات الاردنية.
وأضافت المصادر الخاصة أن صالح القرعاوي، وهو المطلوب أمريكيا ضمن قائمة الـ 58 إرهابيا، أشرف بنفسه على تدريب وتأهيل أبن الزرقاوي في السعودية والاردن، حيث أوكلت له مهمة الإشراف عليه حتى تسليمه في وقت لاحق إلى أبو خالد السوري المبعوث الرسمي للظواهري في ترتيب أوراق تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وبلاد الشام، حيث سيقوم الأخير بإستلام أبن الزرقاوي وإدخاله إلى العراق وتمكينه من تثبيت أقدامه ليكون أميرا للتنظيم الإرهابي.
وقالت المصادر أن أنتشار المليشيات في الكثير من مناطق بغداد بدعم كامل من حكومة محمد رضا السيستاني كان مقدمة ضرورية وفقا للمخطط البريطاني لإشعال الشارع العراقي والمساهمة في التردي الأمني الذي يدفع الكثير من خلايا تنظيم القاعدة على البدء بالتحرك والعمل على إعادة السيطرة على مناطق كانوا يسيطرون عليها في فترة الحرب الطائفية. ولتكون تلك الميليشات الجزء المقابل للتنظيم في إشعال نار الحرب الطائفية في البلاد.
وتخوفت المصادر الخاصة من وجود سعي جدي ومخيف لتنظيم القاعدة الإرهابي في التحرك على إعادة نشر فروعه في المناطق الرخوة من البلاد والتي كانوا يسيطرون عليها خلال الحرب الطائفية التي أشتعلت في البلاد عامي 2005 و2006، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة يعمل على إعادة سيطرته على مناطق أبو غريب والمحمودية وأنه تمكن إلى حد كبير في السيطرة عليها، وسط أنشغال حكومة محمد رضا السيستاني بسياسة "التبويس" وبناء التحالفات السياسية لتشكيل مجالس المحافظات، متوقعين أن تكون منطقة العامرية في العاصمة العراقية بغداد نقطة أشتعال الحرب الطائفية في البلاد.
وكان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أعلن الأحد حل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والتي كان يتزعمها أبو بكر البغدادي, وأقر الظواهري بقاء جماعتي "دولة العراق الإسلامية" و"جبهة النصرة في الشام" كفرعين مستقلين يتبعان للقاعدة، وينشط الأول بالعراق والثاني بسوريا.