الملف الامني مازال يشكل هاجسا للمواطن العراقي ويخشى من اي تداعيات او خروقات امنية، ولاسيما مازالت البيانات الرسمية اليومية تعلن عن وقوع اعمال ارهابية وبشتى الاساليب سواء في العاصمة بغداد او بقية المدن والمحافظات ووقوع العديد من الضحايا في صفوف الاجهزة الامنية والمواطنين، الاجهزة الامنية عليها ان لاتكتفي باصدار البيانات بالعمليات الارهابية فقط بل القيام بتحسين الاداء وتنشيط العمل الاستخباري الذي ياتي بنتائج ايجابية في بعض الحالات، والمعركة الحالية مع الارهابيين هي معركة المعلومات وليس الحرب النظامية، وتيرة الاعمال الارهابية تتصاعد في المحافظات بعد هدوء ساد العاصمة بعد ايام دموية كثيرة شهدتها في شهر أيار الماضي، ولكن بالامس عادت موجة المفخخات تضرب العاصمة واطرافها والمحافظات الاخرى في سلسلة من التفجيرات الانتحارية بالسيارات المفخخة او الاحزمة الناسفة والعبوات، ناهيك عن استخدام الكاتم في الاغتيالات، هذه الاعمال الاجرامية التي تحدث لايمكن وصفها سوى بالفشل الامني، المصيبة ليست بالاعمال الارهابية، ولكنها تكمن في عدم اتخاذ اللازم لمواجهتها او منعها، وحسب الاخبار وما حصل في كركوك بان الاجهزة الامنية تعلم بدخول عدد من السيارات المفخخة الى المحافظة، وتحذير محافظ ديالى من وقوع الاعمال الارهابية، ورغم الاجراءات في بغداد بما يخص سيارات المنفسيت كونها جاءت لاسباب امنية فان ما حصل يبحث عن الاجابة او التفسير لما يحدث، ولاغرابة في كل ذلك عندما يمر الاعلان عن القاء القبض على ارهابيين متخصصين في صناعة الاسلحة الكيمياوية واجتماع القاعدة مع شيوخ العشائر لوضع استراتيجية جديدة لاعمالهم، الموضوع المهم الذي يبدو مروره مرور الكرام هو اعلان وزارة الدفاع في بداية شهر حزيران الجاري في مؤتمر صحفي عن قيام مديرية الاستخبارات العسكرية بالقاء القبض على خلية إرهابية متخصصة بصناعة الأسلحة الكيمياوية وقال المتحدث الاعلامي لوزارة الدفاع وكما منشور على موقع وزارة الدفاع ليوم احزيران الجاري (قامت قوة من مديرية الاستخبارات العسكرية (خلية الصقور) من إلقاء القبض على خلية إرهابية تتألف من (خمسة أشخاص) بعد المتابعة المستمرة لهم منذ ثلاثة أشهر وهذه الخلية متخصصة بصناعة المركبات الكيمياوية والتي ينتج عنها غاز السارين والخردل وغاز الأعصاب. وتنوي استخدامها داخل العراق ومن ثم نقلها خارج الحدود لاستهداف مدن دول الجوار وعواصم أخرى وحسب اعترافات إفراد الخلية ونتيجة العملية تم ضبط مصنعين احدهما في بغداد والأخر في إحدى المحافظات وكافة المواد المستخدمة في صناعة الأسلحة الكيمياوية.) وفي السياق ذاته نشر موقع نقاش عن عقد اجتماع لتنظيم القاعدة مع شيوخ عشائر ووضع استراتيجية لعملهم المستقبلي، القبض على الخلية المتخصصة بصناعة المركبات الكيماوية لم يكن هناك اي تعليق اخر رسمي بخصوصه في الوقت ذاته اعربت روسيا قلقها بخصوص ذلك بموجب بيان رسمي، وان كانت مثل هذه الاحداث يشهدها الملف الامني وتمر مرور الكرام دون اي تعقيب او تعليق لاغرابة ان تعبر السيارات المفخخة السيطرات الكثيرة وتصل الى اهدافها لايقاع اكبر ضرر بالمواطنين، الخطط الامنية بحاجة الى تجديد لمواجهة التحديات، تجديد العقلية الامنية في ادارة الملف وليس في تغيير الاشخاص هنا وهناك، وليس باعادة الحواجز الكونكريتية وقطع الشوارع والحاق الاذى بالمواطن الذي يتحمل المصاعب لانه لاحول ولاقوة له، الملف الامني اصبح يشغل العراقيين كثيرا وخصوصا في هذه المرحلة اكثر من المراحل الاخرى، ولابد من حلول لانهاء هذه الصفحة وحماية امن وامان المواطن من المسؤوليات الكبيرة.
مقالات اخرى للكاتب