منذ 2003 أي ما يزيد على عقد ونصف من زمن عمرنا المظلم تحت حكم وزمن الحكام الذين جاءوا يلهثون وراء الحمار الأمريكي الغزاة وأصبحوا حكاما على دست الحكم الواحد تلو الأخر على حكم العراق وشعبه ونحن نعيش… حياة… خوف… ورعب… ومصير مجهول… وان كل ما أطلقه الحكام من وعود وأحلام وردية… وتوفير حياة سعيدة وكريمة ومرفهة للشعب… ثبت بالواقع الملموس والحياة اليومية التي نعيشها.. انه كلام في شبك… وأوهام في أوهام… انه مجرد كلام في كلام.. وأكاذيب في أكاذيب.. وخداع في خداع.. وضحك على الذقون.. وانه كل يوم يأتي هو أسوأ.. واسود.. من اليوم الذي عشناه.. وان كل حاكم يليه للحكم هو أسوأ وافسد مما كان قبله من الحكام. كذبا وخديعة.. ووعود كاذبة.. ومماطلات.. وفساد ومراوغة.. (كلما دخلت امة لعنت أختها)… صدق الله العظيم.
لقد فقد الأمن والأمان.. وحلت محلهما الفوضى العارمة والعصابات المنظمة (المافيات) وسادت الجرائم اليومية البشعة.. وتفشى الفساد وكثرت وتعددت (الميليشيات) المسلحة المنفلتة بسلوكها وتصرفها وتدخلها بكل مرافق الحياة العامة والخاصة…
وعلى أيدي سلطتهم احتل ثلث مساحة العراق.. وسبي العباد بالقتل.. والتدمير والتخريب والتشريد والتهجير داخليا وخارجيا بحيث بلغ عدد المهجرين النازحين أكثر من أربعة ملايين إنسان من شعبنا يعيشون في الخيام والهياكل والمدارس… حياة ذل وفاقة…
توقفت الحياة وعجلتها.. وأصبحت البلاد شبه مشلولة بكل مرافقها التنموية والاقتصادية والعلمية كما توقفت بل قضي على الصناعة الوطنية وخربت الزراعة.. وعمت البطالة وكثر الكساد وتفشى الفقر وانتشرت الأمراض التي قضي عليها كما انتشرت الأمية والجهل.. وأصبح البلد كله يعاني فقدان وقلة الخدمات مثل (التعليم بكافة مراحله..الكهرباء.. الماء الصالح للشرب.. المجاري.. الصحة.. التنظيف.. النفايات.. وغيرها من الخدمات).
كما حوربت الكفاءات والعلماء والأطباء والمهندسون والصحفيون والإعلاميون والفنانون والكوادر الفنية بالتصفيات الجسدية عن طريق الاختطاف والقتل واخذ الفديات (الخاوات) من عوائلهم ويتم تصفيتهم أو تهجيرهم وإفراغ البلد منهم ولم يسلم منهم احد.
كما هجرت مئات العوائل من المكونات الأصلية (المسيحيون – الصابئة – الازيدية – الشبك – وغيرهم) ولم يسلم احد من هذه الفوضى العارمة المدمرة التي تضرب البلاد وشعبه دون استثناء عرضا وطولا.. بالانفجارات.. والقتل بالجملة.. والاغتيالات والخطف.. التي أصبحت سمة لازمة وواقعة لامحالة في كل يوم.. وأصبح كل مواطن منا محكوماً عليه بالموت.. ولكن لايعرف موعد لحظة التنفيذ.. وان البلاد نتيجة لسياسة الحكومة الطائشة وصراعاتهم وتأمرهم وسلوكهم الأرعن غير المسؤول لقيادة الوطن وشعبه نحو الهاوية والدمار والإفلاس وبيعه (خردة- سكراب) لاسمح الله.. ويخسأون.. نتيجة لبث أفكارهم المسمومة وتشجيع وتحفيز الصراعات الطائفية والقومية والمذهبية التي تغذيها سياسة المسئولون وصراعاتهم على الغنائم والمال الحرام وعلى المناصب والكراسي بكل أنانية.. وحب الذات مما أدى بالبلاد.. من فشل إلى فشل.. ومن أزمة إلى أزمة.. حتى أصبحنا على شفى حفرة من الضياع والانهيار.. ووضعنا صار ينذر بالويل والثبور.. مما جعل أن تصبح حياتنا تحت (رحمة اليوم قطر.. ثم ينهمر).. بسبب فتح حدود البلاد وتدخلات دول الجوار بشؤوننا الداخلية بشكل واضح وكبير مما افقدنا سيادتنا واستقلالنا وحريتنا التي أصبحت تحت رحمة الأجنبي وعملائه من الأذلاء الخونة… نعم يا شعبنا الأبي.. لا تستغرب.. انتبه.. احذر.. الموت قادم.. المذابح يهيأ لها.. القتل مستمر وسيكون قاب قوسين أو أدنى منا.. اعمل.. أنتفض.. لا تغفر لهم.. لأنهم أذلونا.. وإذا سكتنا لهم ولم نتحرك ونوحد صفوفنا كشعب واحد وبروح وطنية واحدة ومصير واحد ونثور.. سوف نذبح جميعا في سكينة عمياء صلدة من الوريد إلى الوريد مثل قطعان الخراف .. بدون رحمة أو ضمير بل سوف يرقصون الذين بيدهم الحل والربط من الحكام والسياسيين المنتفعين من سياسة (فرق – تسد) جميعا على أنغام صيحاتنا.. وصراخاتنا وعويلنا وجثثنا.. انهض.. تحرك.. اصرخ.. قاوم.. ثر.. ثر.. قبل أن تذبح… أو تشرد.. لان المأساة سوف تشمل الجميع.. وان الموت يلف الجميع.. وقد اعذر من انذر ياشعبنا الطيب اللبيب
مقالات اخرى للكاتب