منذ ألف ألف عام ، وانت تجلسين مثل صنم الحزن .
منذ أن كنت في صلب أبوك آدم المبتلى بالحياة، كان السواد يغطي روحك وثيابك وجسدك، حتى قبل أن تولدي كنت تريدين شهادة حياة لصغارك ، هذا كل حلمك ، مرة تنظرين للشبابيك التي تفضي الى الموت والعدم عسى ان توصلك لخيوط روحهم ، ومرة تجلسين بين شواخص القبور لعلها تمنحك بعض أمل بالنجاة .
تجلسين كل هذه القرون عسى أن تبصري فرحتهم، وملامح وجوههم ، تنتظرين مبيتهم قربك، لكنهم بعيدون .
بعيدون . بعيدون ..
ولدت كي تبكي. وعشت كي تروي لهم قصة انتظارك لهم , لا تصدقين رحيلهم ، وتكذبين كل التوابيت التي حملتهم لك كومة لحم، وكومة حزن. وتنتظرين .