الوطن تميته الدموع وتحيه الدماء
متى ما أفاقت الشعوب من سباتها تغيرت معالم الطريق نحو الحرية وأصبحت اقل خطورة مهما كانت التضحيات وبكل تأكيد ان الطغاة واللصوص يحاولون بطرق مختلفة ان يكون لهم ذراع تمتد الى كل ما تستطيع من اجل ان تبقى مصالحهم وتبقى ألسنتهم تكذب وتراوغ ليكون نفوذهم أقوى واشمل بفضل من باعوا ذممهم وضمائرهم الى اللصوص وسراق قوت الشعب ولكن تبقى في النهاية الكلمة الأخيرة لأصحاب الضمائر النظيفة الذين لم يخضعوا للطغاة .
بحقيقة الأمر ان ما يجري في ساحة التحرير في بغداد وفي باقي المحافظات هو رد فعل طبيعي وان اغلب تلك المطالب التي خرجت من اجلها الجماهير مشروعة وكان من المفترض ان تكون قد نفذت منذ فترة طويلة ولكن على ما يبدوا ان يد الفساد امتدت لتصل الى كافة القطاعات و لم تتخذ الإجراءات الصحيحة لقطع يد الفساد والمفسدين واكتفوا بإجراءات بسيطة لا تحل المعضلة وإنما كانت تلويح بملفات الفساد وكانت أرضاء للخواطر وكأن شئ لم يكن ولتهدر الملايين من أموال الشعب إضافة الى تخريب للبنى التحية للعراق .
لم يحضى رئيس وزراء منذ السقوط ولحد الان بدعم من الشعب مثلما حضى به السيد العبادي ليس حبا بالعبادي وانما بالإجراءات التي اتخذها والتي من شانها تغيير مجرى العملية السياسية اذا ما اكتملت هذه الإجراءات بصورة سليمة وغير قابلة للمماطلة والتسويف وعدم تدخل اصحاب النفوذ من اجل الدفاع عن مصالحهم , حقيقة الامر ان ما جرى ويجري من تظاهرات سلمية تحت نصب الحرية يبعث في النفس الارتياح والأمل ولعله خطوة اولى نحو عراق ديمقراطي بعيدا عن كل الوان المحاصصة والطائفية ومن يعتقد ان المطالب قد تحققت فاعتقد انه لازال غير مدرك للأمور فالطريق لا تزال طويلة وشائكة بمطبات المفسدين وهذا بكل تاكيد لم ياتي دون الضغوط والتائيد من قبل المرجعية الرشيدة وكذلك الجماهير التي خرجت مطالبة بالتغير .
ان العملية السياسية يجب ان تعاد صياغتها من جديد وفق الاطار الصحيح وان تكون هناك صياغة جديدة لبعض فقرات الدستور حتى لا يبقى ممن يهتف باسم الدستور ويحاول ان يجد مادة دستورية يحاول من خلالها ان يثير زوبعة لا تخدم سوى مصالحة فئة معينة , ان الخطوة الاولى بالغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء هي الخطوة الاهم برأيي والأكثر جراءة لانها بالحقيقة ألغاء لمناصب وهمية عديمة الجدوى وبنفس الوقت وفرت اموال طائلة من رواتب ونفقات غير ضرورية وكذلك اعتقد انها ضربة متقنة بإبعاد نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وهذا ما جعله يخلط الاوراق بضربة معلم واعتقد انها كانت ذات مغزى كبير اطاح من خلالها بأصدقائه قبل خصومه .
تحت نصب الحرية سيكون للجماهير صوت يهتف للحق ومطالب تخدم الشعب وتطالب بمحاكمة المفسدين على مدى السنوات المنصرمة وإعادة الاموال التي هدرت وسرقت دون وجه حق وهذا يجب عدم التخلي عنه من اجل ان يكون هؤلاء اللصوص عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم بالعبث بأموال الشعب .
مقالات اخرى للكاتب