ظواهر من دولة (السرَّاق): وهي دولة تقع على الطرف الآخر من محيط الشرف الأبيض:
الظاهرة الأولى:
عندما يكونُ ثَمةَ مشروعٍ مُعين، يقومون بإنشاءِ موقع عملٍ لإقامة المهندسين والعاملين، ووقوف ومبيت الآليات والمُعدات..... إلخ، وبعد إنتهاءِ العمل وإنجاز المشروع، يتمُ نقلُ الموقعِ إلى مكان آخر، وتعودُ أرض الموقع إلى مالكها الأصلي(الدولة في أغلب الأحيان)، لكن ما يحصل في دولة(السرَّاق): بعد أن ينتهي العمل، يتم رفع محتويات الموقع، مع تركِ غرفةٍ ومولدِ(كَاز)، وبضعة أمتارٍ، فيتصور الرائي بأن العمل لم يكتمل، والسؤال لماذا؟!
والجواب بكُلِ بساطة وتفصيل فيما يلي: لكي يستمر صرف مادة(الكَاز) للمولد، وراتب للشخص الذي يرافقها(المُشغل)، ثم يباع الكَاز في السوق السوداء، ليس هذا فقط، وإنما يقوم هذا الشخص فيما بعد(أي اذا تمت إزالتهُ ومولدتهُ فعلاً)، بتقسيم تلك الأرض إلى قطع أراضي سكنية، ويبيعها إلى المواطنيين، بسعرٍ بخس(حنين ومو طمَّاع)، ولكن المفاجئة الأخيرة: أن الذي إشترى الأرض هو(سمسار أراضي)، يَعرفُ قيمة الأرض الحقيقية، فيقوم بشراء أعمدة كهرباء ونصبها، ومد أنابيب المياه، ثم يبيعها بثمن باهضٍ جداً إلى المغضوب عليهم والضالين! من عوائل الحشد الشعبي والموظفين البسطاء، ومثال على موقع إنتهى العمل منهُ قبل عامين! وما زالت بقاياه(الغرفة والمولد والشخص)، موقع مجاري منطقة العبيدي قرب شطيط(ويريدونها تنصلح؟! وينادون بالأصلاح!)
الظاهرة الثانية:
ظاهرة المباني غير المشغولة(الفارغة)، التابعة ملكيتها إلى الوزارات، التي تم إخلائها بسبب الإحتراق أو القصف جراء الحرب الأمريكية على العراق، مثل بناية الضمان وبناية المطعم التركي، وبنايات الأسواق المركزية....إلخ؛ بقيت هذه المباني غير مشغولة لإنها لم تُعمر، لماذا؟!
ليس لعدم وجود المال طبعاً، لأن الوزارات قامت بإيجار أبنية أهلية، وبمبالغ ضخمة، لغرض إتمام عملها، وكان الأجدر أن تستغل هذه الأموال في تعمير هذه البنايات، أو منح إجازات إستثمار للشركات، لغرض إستثمار هذه البنايات، كما هو مول المنصور ومول النخيل وغيرها، ولكن ثمة جوابٍ شافٍ وافٍ لما نبحثُ عنه: إن مبالغ الأيجار تذهب لجيوب الفاسدين، من موظفي تلك الوزارات وغيرهم، وكذلك يأخذ الموضوع بُعداً سياسياً ذو نَفسٍ بعثي، فعندما ترى الناس هذه البنايات الجميلة وما حل بها من خراب، تترحم على أيام المقبور، وهذه غاية مايريده الصداميون(بس سياسيينا ما عندهم دماغ يفكرون بيه، عندهم بطن ما تشبع!)
مقالات اخرى للكاتب