يحكى كان جحا امين على البلدة وخزنة الوالي ويعمل جولاته الامنية ويتطلع ويسأل الناس عن حالهم واحواله وبعد سماع خبر من البلدات المجاورة ان السراق وقطاع الطرق قد سطوا على البلدات فأراد ان يسبق قطاع الطرق والسراق والدخلاء من ان يعبثوا ببلدته وبخيراتها وامانها فذات مساء قرر ان يلعب مع حمارة لعبة الاذكياء فأراد من حمارة اني يمشي على اثنين فأجابه الحمار بنهيق ذكي وقال له موافقك الرأي لكن لتعلمني كيف تمشي انت على واحدة وسأمشي لك على اثنين، فبدأ رحلة التعلم الجحوية وحماره والافكار تتوارد وتتخاطر لمعرفة من هو الاسرع في التعلم كيف يكون المشي لكلا الطرفين على واحدة واثنين. حيث كان كل الناس يتداولون الحديث كيف سيتعلم الحمار المشي باثنين وجحا بواحدة في هذه الاثناء وصل الخبر الى الوالي فقرر ان يسمح لهما ان يتعلما بشرط ان لا يؤثر ذلك على الحياة اليومية للبلدة.
بدأ جحا بربط رجله اليمنى بحبل ورفعها لرقبته والقفز برجله اليسرى ليتعلم المشي لكن الحبل يحتك برقبته رغم لفها بوصل القماش فتؤثر عليه، وكان حماره يراقب بكثب كيف جحا يحاول، وبدأ جحا يسأل مستشاريه كيف سننجح بهذه الفكرة فأجابه احدهم انه قد سمع في بلدة مجاورة هناك رجل ماهر في صناعة الادوات التي تعين المزارعين والتجار على اعمالهم فلماذا لا تذهب له عسى ان يصنع لك شيء تحمل رجلك.
فتبسم جحا للفكرة فسحب من بيت المال ايفاد السفر لتلك البلدة، سمع الوالي بالخبر بعدما بدأ الناس بالحديث عنها فأستدعى جحا وقال له كيف تتركنا ورائك ومن سيحمينا من القطاع والسراق والدخلاء فقال له انا ذاهب حتى استطيع منعهم من الدخول فأوصي الحراس بان يقسم ايام العمل في البلدة على اساس يوم الولادة فردي وزوجي منطلقا من فكرته الجبارة لحماية البلدة بالإسراع على مسك السراق وقطاع الطرق والسيطرة على الدخلاء بانه يمشي على واحدة للخفة والحمار على اثنين.
شد جحا رحاله وذهب للبلدة المنشودة مرورا على البلدات التي غزيت من السراق وقطاع الطرق والدخلاء سائلا كيف استطاعوا ان يسلبونكم ويسرقونكم لنتعلم من اخطائهم فقالوا له انهم قد سمعوا برجل في بلدة مجاورة يصنع العجب لمساعدة التجار والناس لقضاء اعمالهم لكنهم لم يحسبوا على ان قطاع الطرق والسراق سيهاجمونهم فتبسم بداخله كونه اول من فكر في هذا الشيء وانه سباق لعمل الافضل لبلدته.
وصل جحا الرجل وطلب منه ان يساعده على المشي على واحدة وحماره على اثنين ليكون لهم القدرة على الخفة بالركض وراء الغزاة. ففكر الرجل بكفرة جميلة وقال له يا جحا ان الله خلق الاشياء كما هي عليها ولا نستطيع تغييرها لكني استطيع ان اصنع لك عربة مدرعة تحميك منهم ولا يستطيعون الوصول اليك فتبسم جحا للفكرة وواقف عليها فقال له الرجل ستكون جاهزة لك بعد غد.
بدأ جحا بالتجوال في هذه البلدة ويحلم بعربته المصفحة وكيف انه اذكى من بقية البلدات وفكر بإنقاذ نفسه والوالي وخلال تجوله فوجد العجب فقد صنع الرجل اله جديدة للحرث تساعد الحيوان بخفتها على الحرث اكبر مساحة بحيث يوجد اجراس عليها فسأل عن سبب وجود الاجراس قال له الفلاح عندما تقرع الاجراس تبقى الحيوانات تمشي ظنا منها اننا نتابعها وان توقفت الاجراس فنعرف ان الحيوان توقف فنذهب اليه لنعرف السبب، فكانت فكرة رائعة وقرر ان يأخذ منها لبلدته بعربته المدرعة وواصل مسيره وصولا للبيت امين البلدة كونه امين بلدة مثله فرحب به واستقبله وعمل الولائم ودار النقاش عن سرقة البلدات المجاورة وكيف اثر ذلك بشكل سلبي على بلدته حيث اصبحت ازمة اقتصادية في بقية البلدات.
مقالات اخرى للكاتب