اربيل – وحد الأكراد مواقفهم الظاهرية في مناكفة نوري المالكي، ردا على تحركات قوات الجيش الموالية لمكتبه الخاص الذي يديره ابنه أحمد، والتي يحركها كيفما يشاء في المناطق المتنازع عليها، رغبة منه في إثارة المزيد من الأزمات بين طرفي معادلة الأزمات التي تمتلك خيوطها بريطانيا وتحركهما كما تشاء.
الهجوم الأقسى على المالكي جاء هذه المرة من رئيس الجمهورية جلال الطالباني، الذي حذر المالكي من الإستمرار في ما وصفها أخطاءه وإلا سيكون هناك تصرف أخر ضده، كما يقول الطالباني.
وقال ازاد جندياني المتحدث الرسمي بأسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني، الاثنين، أن "نوري المالكي خطا عددا من الخطوات الخاطئة في الاونة الاخيرة"، محذرا انه "اما ان يصحح هذه الاخطاء او علينا نحن ان نفكر في كيفية التعامل مع هذه الاخطاء".
واضاف جندياني ان "الأكراد والاطراف العراقية الاخرى لن تعدم البدائل الاخرى"، مؤكدا ان "الذي يجري الحديث عنه حاليا هو الحوار والتفاوض وبقي في جعبتنا الشيء القليل منه مع التحالف الوطني والاطراف الاخرى".
ولم يقف الأمر عند ذلك بل أستغل رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني الفرصة وهاجم المالكي هجوما عنيفا في قضية قوات دجلة التابعة لنوري المالكي. وقال البارزاني في بيان أصدره مكتبه الإعلامي، الإثنين، "اصبح من الضروري الان الفات نظر الرأي العام في كردستان والعراق عموما، الى انه منذ البداية كانت لدينا شكوك ومخاوف من تشكيل ما يسمى بقيادة قوات دجلة، التي اعتبرناها سببا مهما لعدم الاستقرار ولا تخدم تطبيق المادة 140 من الدستور. لانها تأسست بنوايا واهداف ضد الكرد والعملية الديمقراطية والتعايش في المناطق المستقطعة من كردستان".
واضاف البارزاني "لقد انتظرنا بما فيه الكفاية من اجل ان نمنح فرصة لتطبيق الوعود التي اعطيت لفخامة رئيس الجمهورية حول ايقاف وحل تلك القيادة، وخلال تلك الفترة لم نتخذ هنا في الاقليم أية خطوات ايمانا منا بلغة الحوار والمحادثات".
واكد رئيس الاقليم "أما الآن فقد توضحت الامور ولم يتم تطبيق اي من تلك الوعود لايقاف تشكيل تلك القيادة وتطبيع الاوضاع في المنطقة، ولذلك نرى من واجبنا أن نطمئن شعب العراق وكردستان خاصة، بأننا نقوم بمشاوراتنا مع فخامة رئيس الجمهورية والجهات المعنية لبلورة موقف جدي تجاه تلك الخطوة اللادستورية، وردع اية سياسات أو تصرف أو قرار يهدف الى فرض واقع لادستوري في المناطق المستقطعة من كردستان".
وكانت وزارة الدفاع العراقية اعلنت في الثالث من تموز الماضي عن تشكيل "قيادة عمليات دجلة" برئاسة قائد عمليات ديالى الفريق عبد الأمير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في المحافظات الثلاث حيث لاقى هذا القرار ردود فعل متباينة. وبحث وفد كردي رفيع في بغداد اواخر الشهر الماضي تشكيل الحكومة لقوات خاصة لحفظ الامن في كركوك وديالى وصلاح الدين بدون التنسيق مع الاقليم اطلق عليها قوات دجلة. وقد اثار شمول القوات محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها والتي يطالب الاكراد بضمهما الى اقليمهم الشمالي استياء القيادات الكردية.
وشهدت مدينة كركوك تظاهرة نظمها الاكراد للمطالبة بإلغاء قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة وذلك بمشاركة المئات من الناشطين المدنيين في منظمات مدنية وديمقراطية ومهنية. وتجمع المتظاهرون امام مبنى محافظة كركوك حيث قدموا مذكرة الى محافظ كركوك لايصالها الى نوري المالكي والى رئيسي الجهورية جلال الطالباني ومجلس النواب اسامة النجيفي مطالبين فيها بإلغاء قرار تمركز قوات عمليات دجلة بمدينة كركوك. واشاروا الى انه في حال عدم إستجابة الحكومة لمطالبهم سيراجعون جهات أخرى للضغط على الحكومة العراقية بإلغاء قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة في مدينة كركوك.