قليلٌ من الناس يدرك حجم فاجعة سبايكر. معظم الناس نسوا الفاجعة، أو أنهم تألموا لها أياماً ثم ذهبت في طي النسيان، وكأن أعدام وذبح 1700 شاب من شباب الشيعة أمر ليس بالأهمية الكبيرة، أو أن موت أعداد كبيرة في يوم واحد أو ساعة واحدة أصبح أمراً مألوفاً تعودوا على التعامل معه كل يوم، لذا فمضاعفة العدد الى 1700 في يوم واحد قد يعني في مفهوم معظم الناس أنه عبارة عن حاصل مجموع قتل أعداد أقل في أيام مختلفة. أو أن قيمة الأنسان في العراق أصبحت من الضآلة الى درجة أن قتل 1700 من طائفة واحدة لايمثل فاجعة أو كارثة في مفهوم الكثير من الناس، وربما كان هذا المفهوم هو نفسه الذي حمله القادة الأمنيون المسؤولون عن المواكب الحسينية في كربلاء، عندما جاؤوا ألينا وطلبوا (بشدة) التوقف عن عرض قصيدة مصحوبة بمشاهد عن مأساة سبايكر، حيث أنها بزعمهم تؤدي الى تهييج مشاعر الناس وأحزانهم : عجيب! ( ماالغرض من مجيء الناس الى الأمام الحسين أذن؟)، اليس للتعبير عن أحزانهم بمصيبته؟ ثم لماذا أَعدموا هؤلاء ال1700، أليس بسبب انتماءهم لشيعة الحسين (ع)؟...
كان الناس وهم يشاهدون العرض يعبرون عن حزنهم وتألمهم من خلال البكاء وضرب الرؤوس، وبعضهم بالهتافات بعد أنتهاء القصيدة ( لبيك ياحسين، لبيك ياعلي، لبيك ياعباس). أن الذين قتلوا في سبايكر، قُتلوا بسبب أسماءهم ( حسين، عباس، علي...)، لو أن أسماءهم كانت ( عمر، عثمان، مروان...) لما قتلوهم. كما أن لهجتهم ( لهجه عراقية- شيعية- جنوبية) قتلتهم أيضاً...هكذا يروي لنا أحد الناجين من سبايكر، كيف أنه نجا بأن أدعى أن أسمه عمر وأنه يعيش في منطقة سنية في صلاح الدين، وكيف أنه تحدث أليهم بلهجة أهل المثلث السني ...فنجى...
فلماذا منعتم موكب لضحايا سبايكر ياشرطة كربلاء؟ هل هناك تعليمات من الحكومة بعدم أثارة هذا الملف، لأنه وحسب مايقول كثير من الناس يؤدي الى تعقيد الوضع السياسي؟ ويعيق المصالحة الوطنية التي لن تحدث؟.
هل هو تعليمات من الحكومة المحلية في عدم استغلال الحدث الأربعيني لأي أغراض سياسية؟ وهل أقامة موكب لضحايا سبايكر يدخل ضمن الأغراض الساسية؟ ، ألم يكن أعدامهم هو لأغراض سياسية ومذهبية بحتة؟
هل تريدون منّا أن ننسى فاجعة سبايكر ونرميها خلف ظهورنا ونطوي صفحتها كما فعلتم أنتم؟
نريد أن نحيطكم علماً: أننا لن ننسى فاجعة سبايكر، وسنبقيها ديدناً يقض مضاجع القتلة والسفاحين الذين قضوا على شبابنا الغض بدم باردٍ نجس، وحقد عتيد توارثوه في الأصلاب عن يزيد ومعاوية. وستبقى الفاجعة أيضاً، ديدناً يقض مضاجع عشائر السفاحين من البو عجيل والبيجات والعشائر الأخرى الذين ساهم أبناءهم في استباحة دماء أبناءنا. وستبقى ديدناً يقض مضاجع دعاة المسامحة والمصالحة من المترفين من الساسة الشيعة، سكنة المنظقة الخضراء الذين يتمتعون بالرواتب العالية والأمتيازات الفاخرة والسفر الى البلدان والأقامة في فنادق الدرجة الممتازة ومضاجعة الجميلات من اللاتي لم يكونوا يحلموا بلمسهن من قبل، متعة وغير متعة، وكله على حساب الدولة...(هل يفكر هؤلاء بالأمهات الفقيرات في الناصرية والديوانية والكوت اللاتي فقدن أبناءهن في سبايكر؟)...
ندعو هنا، الغيارى من الناس الى المساهمة في نشر هول هذه الفاجعة من خلال الذهاب الى الموقع الذي عنوناه تحت أسم:
موقع ضحايا سبايكر : www.spikervictims.com
والذهاب الى صفحة الفيس البوك المرتبطة بالموقع وأرسال الرابط الى معارفهم من الناس، حتى تبقى هذه الفاجعة المهولة حرّى في قلوبنا جميعاً، وحتى يدرك الأعداء والأصدقاء أن أبناءنا الذين سفكت دماءهم ظلماً وجوراُ وحقداً ، هم في قلوبنا وأعيننا، لن ننساهم مابقي الدهر...
مقالات اخرى للكاتب