مع الازمة في العراق وما أنفك الخطاب الطائفي والقومي يلعب دورا محوريا في التحشيد والتحشيد المقابل بل وصل الامر الى مرحلة التجييش والحديث المباشر عن الاستعداد لصراع مذهبي وأثني على نطاق ما يحصل في سوريا والحديث عن بداية تكوين نواة لقوات شعبية للدفاع عن المذهب والدين او العقيدة وصار الخطاب الوطني في آخر السطر.وفي ظل هذه المحنة العظيمة التي يعاني منها العراق كدولة مدنية حديثة يسعى الجميع ان تكون نموذجا مهما في المنطقة نجد ان اغلب افراد هذا الشعب الى الان غير مستعدين لمواكبة الخطوات التي يسعى جميع العقلاء الى ان تكون متسارعة للنهوض بالعراق من دولة تعيش في القرن الرابع الهجري الى دولة حديثة متطورة تملك كل مقومات النجاح والنهوض، ففي كل اختبار يفشل الساسة العراقيون كما هو معهود منهم في اثبات قدرتهم على قيادة الامة العراقية نحو الامان وما ينعكس سلبا نحو الشعب الذي بدوره يبدأ بالتخبط حتى في تحليله للأزمة وجذورها ولا ينتهي تخبطه في طريقة الحل. ومع أزمة البلد الحالية التي يعلم القاصي والداني ان الازمة سياسية بأمتياز يحاول الجميع ان يلعبوا بالورقة الرابحة وهي ورقة الطائفية وهنا يعلمون انهم يلعبون كمن يتقاذف بقنبلة منزوعة الفتيل لا يعلم أحد بمن ستنفجر! فالبلد اليوم على حافة الحرب الاهلية والناس تستعد للحرب ولا زال السياسيون يجيشون الشوارع من أجل مطامعهم الشخصية والحزبية غير أبهين بمصير ملايين الناس التي تسير خلفهم الى نفق مجهول قد يؤدي بالبلد نحو الهاوية. فمختار العصر الذي يحب بعض عوام الناس ان يلقبوه ما زال يفتعل الازمة تلو الاخرى فلم تزل الازمة مع الاقليم قائمة حتى افتعل ازمة مع المناطق ذات الغالبية (السنية) وقبلهما افتعل ازمة مع أكبر تيار شيعي شعبي في العراق وقبل كل ذلك وصلت العلاقات العراقية مع دول الجوار الى ادنى مستوى لها على الاطلاق بسبب سوء ادارة الملف الخارجي بالاضافة الفساد الاداري المستشري في الدولة العراقية وجميع مفاصلها ذلك المختار الذي لا يصلح ان يكون مختارا لمحلة في حي طارق (حي التنك كما هي التسمية الاكثر واقعية له) ما زال يقود العراق نحو المجهول بسبب خبرة مستشاريه التي اشبه ما تكون بخبرة مدرب كرة مضرب لقيادة فريق فيراري للسيارات .. فمنصب مستشار رئيس الوزراء صار ارخص من ان يعطى بل ان البعض صار يمتعض من تسمية مستشار رئيس الوزراء كون المنصب صار رخيصا جدا في عراق (مختار العصر) لكل من هب ودب له سيارات دفع رباعي ومجموعة من الضباط والمراتب للحماية والتسوق المنزل وتوصيل الاطفال للمدارس و غيرها مما لا يمكن ذكره ...
مقالات اخرى للكاتب