العراق تايمز: كتب محمد باقر البصري..
قد يرى كل من له وجود في عالم الواقع وجوداً فعالاً وخصوصا في هذا الوقت بالذات الذي باتت فيه الحقائق تتكشف على قدم وساق - ( ومنها ما تصدر العناوين من فضيحة مصفى العمارة وما لآل الشهرستاني من دور بارز في عمليات الاختلاس والفساد لما يقارب 6 مليار دولار ونصف كما صرحت به بعض وسائل الاعلام) مع ان هذا ليس غريبا على مسامع العراقيين لان بين الحين والاخر يطرق مسامعنا ان مليارات الدولارات اصبحت مؤنة في جلباب المسؤولين وبعض الاداريين الحكوميين – ون على كل غيور استنكار مثل هكذا مسائل وكل من له حميه وغيره على العراق وابناءه عليه ان يستنكر ما يجري ولو بكلمة .
لكن الغريب لان ان لا يسمع للمرجعية العليا صوت بتاتاً وكأن على رؤوسهم الطير فهل لمثل هذا الصمت حكمة ام فراغ ام لأمر دُبّر بليل ولعل الاخير اقرب الى الواقع ولذلك لم نسمع تصريحاً او تعريضاً او تعليقاً حتى فهل المرجعية ساكتة لأنها موافقة على مثل هكذا امور باعتبار ان المتورطين هم من الاقرباء والانساب ؟
ام انها لا تتدخل كعادتها وكأن الشأن العراقي لا يهمها وهنا يقف ابناء العراق حيارى ويتساءلون بل حتى اصحاب الهيئات والمواكب التي صادفناها بالطريق الى كربلاء في الزيارة الاربعينية ممن يرجعون الى المرجعية العليا بالتقليد والقيادة يتساءلون هل لسكوت المرجعية عن هذه المنكرات والفواحش والاحداث التي في البلد – حتى صار البعض يسميه (بلد المائة حدث في الساعة) فهل من مبرر لهذا السكوت العقيم ؟؟
لكن تفاجئ العراق وابناء شعبه بتصريحات تصدر من مكتب المرجعية العليا تندد بالقانون الجعفري وتدعي بانه دعايات انتخابية كما صرحوا في موقعهم الرسمي ؟؟!!!!
والحقيقة الكل يعلمها ما للمرجعية العليا من سلطة في الحكومة وكان من الواضحات بل المسلمات ان يقر القانون بإشارة منها لكن هذا الموقف المعاكس الذي قلب الموازين وهدمت به اركان الشريعة بان يرضى بالزيجات الغير صحيحة وسرقة اموال المواريث بحسب القانون الوضعي الحالي وغيرها من المفاسد على حساب ان لا يكون للغير وجود وخوفهم من ان تسلم سلطات المحاكم والقضاة بيد المرجعية الحركية ولا يكونوا هم اصحاب القرار في الهيئة القضائية وقضاتها !!!!!!!!؟
فما لهذه الانانيات من وقت حتى تنقضي وان يقيموا العدل والقسط الا يجب عليهم التمهيد لدولة الحق الالهية التي يختم الله بها على يدي صحاب العصر والزمان (عج) ؟
على الاقل الا يجب دفع المفاسد بفساد اقل منه ام ان حتى هذه القاعدة الاصولية نسوها وحكموا انانياتهم وسدوا باب الله الذي يؤتى منه كل خير للامة فهل بهذا الرفض لقانون العدالة تكونوا قد جلبتم المصالح للامة ؟؟؟؟؟ ان الحَكَم بيننا وهو العلم الذي اتخذتموه ذريعة للتحكم بمصائر الامة والدين افلا يجب عليكم اظهار علمكم لكي تنهض الامة وترتقي الى الكمال ؟
وبهذا الرفض ايضا كنتم شر مثال لرسول الله (ص) لكن (ص) تنبأ بأمثالكم حيث قال
(صلى الله عليه وآله) إذا ظهرت البدع في أمتي، فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله1 .
فهل اصبحت قيادة الامة بحالة سلبية حتى تتراجع هذا التراجع الملحوظ عن دين الله وان لم تقدر ان تقدم شيء عليها ان تتنازل لمن هو اكفئ منها او ليس البابا المسيحي بأفضل منكم عندما رأى ان متطلبات الامة اكبر من طاقته اعادة القيادة لمن هو اكفئ لها ويستطيع القيادة بدور توعية الامة وقيادتها الى بر الامان والا سوف يذكركم التاريخ على انكم من ضيعت دين الله {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة : 231] وحيث تركتم الامة وهي بأمس الحاجة اليكم بظل الهجمات الشرسة على ابناء الاسلام من دول الغرب دون معين .
وعلينا أن لا نتبوء مقعداً إجتماعياً إلا حينما نكون أهلاً له، بحيث تتوفر القناعة الكاملة لدى الأمة باستحقاق هذا الموقع.
وهنا اسال واقول يا ابناء المرجعية الرشيدة يا شيعة علي والحسين (عليهما السلام )هل تعلمون ان من تولى ادارة شون مرجعيتكم الرشيدة لا يذعنون للشريعة لعدة اسباب اهمها :
1- ان الشريعة لا تنسجم مع اهوائهم وانانيتهم وحبهم للاستئثار بالفيء وسائر الامتيازات وتتعامل مع الجميع على حد سواء.
2- ان تحكيم الوعي الرسالي فيه اظهار لجهلهم وقصورهم وتقصيرهم وهو ما تأباه نفوسهم الامارة بالسوء.
3- ان عدم احتياجهم للقيادة الدينية الواعية مبرر حتى لا تتفوق عليهم وتكشفهم على حقيقتهم واستحقاقها لهذا الموقع بدلاً منهم.
فهل الاولى ان يكون الناس تابعين لمن سخر مكانته في اشباع دنياه ام على الناس اتباع من له الدور البارز في ايجاد الحلول في الازمات وله توجيهات في تهذيب الشعائر وغيرها من الامور التي ما ان يذكرها المرجع القيادي الواعي حتى يردوها وما ان يلبثوا حتى يعترفوا بها .
فالأمة عليها ان تكون قادرة على ان تختار بين قائدٍ لا يولي للامة لا نفعاً ولا وجوداً وبين القائد الذي انبرى على ما سار عليه الرسل و الانبياء والاوصياء وكان مجاهدا بلسانه وقلمه وحضوره، ولكي تختار الامة بصورة صحيحة عليها ان تبعد عما ترسخ في اذهانها من مبدأ (هكذا وجدنا ابئنا) حتى يعرفوا امام زمانهم ومن يدلهم عليه قولاً وفعلا { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس : 35] .
وعلى القيادات التي لا تستطيع مواكبة الركب ان تبتعد وترجع الى دنياها ولا يكونوا حجر عثرة بطريق المسلمين والا وجب على المسلمين ازالته فاحذروا.
1 ) الكافي: 1 / 54 باب البدع ح 2.