من الغريب ان يطل علينا مجلس الامن ببيان بخصوص احداث الانبار، ويشيد بجهود الحكومة ويدعمها ، ويشيد بموقف السيستاني في ايواء مئة عائلة تقريبا في البنايات المخصصة للزائرين في كربلاء المقدسة. ان هذا الموقف الذي صدر عن مجلس الامن، وخصوصا ان المشروع قُدم من الامريكان لم يأت بشكل طبيعي وبسلامة نية بل ان السيستاني استشعر خطراً على مرجعيته وعلى الهالة المزيفة التي وضعت له، نتيجة الخذلان الذي واجه به الامة بعد رفضه اقرار قانون الاحوال الشخصية والمحكمة الجعفريان، ولم يكن يتوقع ان تحصل ردة فعل من المجتمع بهذا الشكل وبهذا الحجم، لانه يتصور انه قد تم تدجينه بالكامل وانه يستطيع ان يفعل ما يشاء دون متابعة او حساب، فحاول ان يرد بالطريقة المعهودة، وهي ان يأمر البعض بالتصريح تحت عنوان مصدر مقرب من المرجعية، وحاول تلافي الموقف الا ان هذه الطريقة لم تأت بالنتائج المتوقعة، فأنتقل العمل الى الطريقة الثانية، وهي عملية تسقيط الطرف الاخر والذي يعدونه خصماً لهم، وهو المرجع الشيخ اليعقوبي، مع انهم برفضهم هذا القانون قد عادوا كل المراجع (حتى من يعدونهم مراجع كبار) والشخصيات العلمية في النجف وكربلاء، لانهم تجاهلوا كل التأييد الصادر عنهم لهذا القانون. فحاولوا ان يشيعوا بعض القضايا عن مرجعية الشيخ اليعقوبي وهي طبعا بعيدة كل البعد عن الحقيقة، الا انها باءت بالفشل الذريع، بل زادت من اصرار العراقيين على تمسكهم باقرار هذا القانون وقد ولد ضغطا منقطع النظير على السيستاني. وبعد فشل هذه الطريقة ايضا حاولوا ان يهادنوا الشيخ اليعقوبي فأوصلوا له رسالة مفادها ان يخفف الوطئة عن السيستاني ويمكن ان نصل الى ما يرضيك. وهذا يعني ان السيستاني يعلن عن ارتكابه افضع جريمة بحق الاسلام، وانه يخاف ان تكتشف الامة المغررة بها ما حاول ان يخفيه طول هذه المدة. فما كان جواب الشيخ اليعقوبي؟ قال : نحن صبرنا كل تلك المدة لان القضية لم تصل الى هذا الحد، فقد كانت محاولات لتسقيطنا واذا رددنا عليكم لعل البعض يفهمها بأن المسألة شخصية، وكنا نراعي مشاعر الناس، كما كان يفعل امير المؤمنين (ع) مع كل الاعتداءات عليه من اولائك، اما تصرفكم هذا فان السكوت عليه يعني خذلان لله ولرسوله والائمة الاطهار (عليهم السلام) وهذا ما لا يمكن ان نقبل به. بعد فشل كل هذه المحاولات لجأ السيستاني الى اسياده اميركا وبريطانيا لاخراجه من هذا المأزق، فالنتيجة ان جاء هذا البيان عن مجلس الامن ليعطي زخما لاتباعه الذين بدأت تنهار لديهم الصورة المزيفة، وفي الوقت نفسه ليشغلوهم بالانجاز الذي حققه السيستاني . وبالحقيقة هل سمعتم ان هناك بيانا صدر عن السيستاني بخصوص الاحداث الاخيرة؟ في موقعه الرسمي او بيان مكتوب؟ لم نسمع الا كلمات صدرت من فم عبد المهدي الكربلائي، فلماذا نسبت الى السيستاني؟ وهل كل ما يصدر عن عبد المهدي يعتبر صادر عن السيستاني؟ هذه هي الطريقة التي تستخدمها هذه المرجعية القابعة في دهاليز النجف الاشرف، فان كان كلام عبد المهدي يأتي بنتائج ايجابية فبها، وان كانت نتائج كلامه سلبية فهو فقط من يتحمل تبعاتها. المهم ان السيستاني استنجد بأميركا لتجد له مخرجا، والمؤمن يلجأ الى الله ليجد له مخرجا، وشتان بينهما. اقول ان حتى اميركا لا تستطيع اخراجك من هذا المأزق، والعاقبة للمتقين.
مقالات اخرى للكاتب