Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بريطانيا وتأثيرها في صناعة القيادات الدينية/ مناقشة تاريخية القسم الثاني
الخميس, شباط 13, 2014
عبد الهادي الزيدي

سم الله الرحمن الرحيم

بريطانيا وتأثيرها في صناعة القيادات الدينية/ مناقشة تاريخية القسم الثاني بعد ان تحدثنا في القسم الاول عن الطريقة التي دخل بها البريطانيون الى العراق وكيف انها بدأت بمصالح تجارية، متمثلة بشركة الهند الشرقية، بعدها بدء نفوذهم يتوسع، واضيف الى النشاط التجاري نشاط سياسي ملحوظ. بدء البريطانيون يخطون خطوات سريعة في طريق الوصول إلى الغايات المخطط لها مسبقاً، فأصبح لهم تأثيرا على القرارات التي تتخذها الدولة العثمانية في تعيين الولاة في العراق، ولعل هذه الخطوة هي من الخطوات المهمة التي عمل عليها البريطانيون، لان الوالي له دور رئيس في تحقيق كثير من غاياتهم ، وهذه الطريقة متبعة إلى يومنا هذا، فمعظم السياسيين الذين يتسنمون أماكن متقدمة في دولة ما هم ممن يحظون بدعم دولي او إقليمي، وعليه فأنه يحقق ما يطلب منه، سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الامني او غيره. فبعد ان سيطر البريطانيون على سليمان اغا الذي كان متسلما للبصرة كما ذكرنا سابقا، جاءت الفرصة ليستفيدوا من سيطرتهم عليه بزجه في أهم منصب في العراق، وهو والي العراق. فلاحظ كيف يتم التخطيط للوصول إلى الأهداف، وكيف يتم النفوذ البريطاني للسيطرة على مجريات الأمور. فقد جاء نص مهم في اهم الوثائق البريطانية وهو يسجل كيف تم الحصول على هذا المنصب: ( حين أصبح سليمان في سنة 1779 مرشحا لتولي منصب الباشوية الشاغرة في بغداد فقررت الوكالة، ما دام سليمان مدينا بمبالغ طائلة لأفراد عديدين من وكالة البصرة ، وما دامت حكومة بغداد مدينة لشركة الهند الشرقية بمبالغ طائلة أيضاً، ان تؤيد ترشيح سليمان لباشوية بغداد، فتوليه الباشوية هو الضمان الوحيد للوفاء بتلك الالتزامات وأرسل مستر لاتوش بحساب الباشا، أموالا إلى السفير البريطاني في القسطنطينية كي يقوم بتوزيعها على كبار المسؤولين هناك ومن بينهم ام السلطان، والوزير، وعدد من كبار المسؤولين وتم الحصول على النتيجة المرتجاة). دليل الخليج، القسم التاريخي، لروم.. ج4 ص 145 فتمكن البريطانيون من تحقيق الهدف، وهو ان يكون لهم نفوذا سياسيا متمثلا بالباشا الجديد سليمان. ولم يكتفوا بهذا القدر بل إنهم دعموا موقفه في عام 1782ـــ 1783 ( تسلم سليمان باشا بسعر الكلفة ومصاريف الشحن فقط 1300 قطعة من السلاح وكمية كبيرة من البارود والذخيرة ودانات المدافع، ذلك بناء على طلب منه لحكومة بومباي أيدته الحكومة التركية تأييدا كاملا. كذلك صممت ست سفن حربية صغيرة في بومباي وسلمت اليه في البصرة). المصدر نفسه ص 146 واستمر دعمهم له لأنهم يرون فيه نقطة قوة لهم لا يمكن التفريط بها بأي حال من الاحوال. تردد في سنة 1787 ان الباب العالي اعتمد خلفا لسليمان باشا قائد التمرد الذي حصل في نفس السنة، فخاطب الخوجة ماركار ممثل الشركة في بغداد السفير البريطاني لدى الباب العالي جاء فيه: (التمس منه ان يبذل كل جهده ويستثمر الصداقة القائمة بينه وبين الباب العالي لاقناع المسؤولين بالعدول عن هذا التعيين واصر على تأكيد التزاماته وولائه للانجليز). المصدر نفسه ص 146 ولم يكتف البريطانيون بالعلاقات مع العثمانيين وولاتهم في العراق، بل انهم كونوا علاقات جيدة مع العشائر العراقية. جاء في تقرير المقيم اشارة واضحة لرضاه لما وصلوا اليه من نفوذ : (النفوذ الكبير الذي يمارسه الانجليز الان في العراق التركي والصداقة الملموسة التي تربطهم بكل شيء في البلاد دون استثناء). المصدر ص 147 لاحظ كيف ينتقلون من مرحلة إلى أخرى وهدفهم الرئيس السيطرة والهيمنة على مقدرات الأمور في العراق. ونذكر هذه التحولات والتطورات في حركة بريطانيا في العراق لنفهم كيف وقعت بعض الأمور المهمة والحساسة، ورأينا من الضروري تتبعها كي يكتمل فهم تأثيرهم في صنع القيادات الدينية. وقد كان البريطانيون يثيرون المتاعب بشكل مستمر في بغداد بسبب عدم اعتراف الحكومة التركية بالمقيمية البريطانية فيها قنصلية وفق قانون الامتيازات الأجنبية. وانتهز السفير البريطاني في القسطنطينية فرصة تعيين باشا جديد في عام 1802 لتصحيح ذلك الوضع بالحصول على براءة الاعتراف بالمقيمية قنصلية بريطانية ، وفي وثيقة المؤرخة في 2 نوفمبر سنة 1802 (نصوص هذه الامتيازات موجودة في (معاهدات اتشيسون) مجلد 13 ص 10ــ 11 الطبعة الرابعة). تم الاعتراف بمستر جونز قنصلا لبريطانيا في بغداد وفق الامتيازات الأجنبية، وبحقه في حماية التجار والرحالة البريطانيين وتنظيم مواعيد ترحال السفن البريطانية. كذلك أصبح جميع العاملين تحت أمره، ومساعديه، وخدمه، وعبيده معفيين من مختلف الضرائب، كذلك أصبح ممنوعا على أية سلطة ان تلقي القبض عليه او تفتيش بيته، وأصبح واجبا رفع الشكاوى ضده الى سلطان تركيا مباشرة دون أي من السلطات المحلية، كما أصبحت للقنصل حرية الانتقال في البلاد طولا وعرضا دون ان يعترضه معترض وأضحى له الحق أثناء تجوله في (المناطق الخطرة أن يلبس عمامة بيضاء او أن يحمل سيفا او ما إليه من أسلحه ). وصدرت الأوامر لجميع المسؤولين في الامبراطورية التركية ان يقدموا له العون والحماية في أي مكان يكون فيه، وان يتعاملوا معه في جميع الحالات على أساس نصوص الامتيازات . يراجع دليل الخليج القسم التاريخي ج 4 ص 178 وهكذا أصبحت المقيمية البريطانية في بغداد ، التي لم تكن في بدايتها سوى بعثة الى الباشا ، على نفس الأسس التي انشأت بموجبها قنصلية البصرة. بعد عدة سنين ازدادت المشكلات بين القنصلية البريطانية وبين الباشا التركي، وظلت هذه المشكلات معلقة حتى سنة 1823 بعدها أعلن الباشا قبوله لكل الشروط التي فرضتها حكومة بومباي ، لكن السلطات في الهند رأت من الضروري عقد اتفاقية دائمية وتفصيلية مكتوبة ، وقد قام كابتن تيلور بكتابة بنود او شروط هذه الاتفاقية وهي مكونة من اثني عشر شرطا، وقد وافق عليها الباشا واقرها دون أي تحفظ. ان غرض البريطانيين من كتابة هذه الشروط وصياغتها على شكل اتفاقية يؤكد انهم يخططون لأسلوب عمل جديد وهذه الشروط تضمن سلامة تطبيق مخططهم، لان المرحلة المقبلة سيكون هناك أموال كثيرة ستدخل العراق، وشخصيات غير بريطانية يريدون أن يكون لها اثر ووجود مميز في أوساط العراقيين، ولا بد أن يضمن البريطانيون سلامة وسلاسة سير العملية دون أي قلق من جهة الأتراك. ففي عام 1825 تم الاتفاق على أن يكون جزء كبير من أموال مملكة (اوض) أو (اوذة) سيقسم في العراق، وهناك شخصيات هندية سيكون لها اثر في الساحة العراقية ، كل هذا يتطلب وجود اتفاقات لحمايتها. وسأذكر بعض ما جاء في هذه الاتفاقية وهو كفيل بإيضاح الغايات البريطانية منها: ثالثا: اتخاذ كل ما من شأنه توفير الأمن الكامل في مجالات الحياة لحياة وأملاك وشرف كل وكلاء الحكومة ورعاياهم والعاملين معهم، والاهتمام برغباتهم ووجهات نظرهم، وواجب إحاطتهم بمظاهر الإجلال والتكريم والاعتراف بامتيازاتهم وحقوقهم القديمة، وحقهم في ان يستخدموا العدد الذي يشاؤون من الخدم. رابعا: إذا عين وكيل غير بريطاني لوكالة بغداد فيجب أن يلقى كل الاحترام والتكريم، لمنصبه لا لشخصه. خامسا: لا تنتزع من موظفي ورعايا بريطانيا صكوك الدفع، ولا تجبى منهم أموال او تنتزع منهم ممتلكات عنوة وقهرا. ثاني عشر: حق البريطانيين في ان يفرضوا حمايتهم على من يشاؤون من الناس ما دامت هذه الحماية لا توقع الضرر بأحد. المصدر السابق ص 215. ان طريقة كتابة هذه الشروط ملفتة للنظر وكل من يقرأها يجزم ان البريطانيين يبيتون تخطيطا ما ؟! فهل يعقل ان باشا بغداد لم يلتفت اليها؟ فهذا يشير وبوضوح الى حجم التأثير الذي كان يملكه الانكليز. تتضح فوائد هذه الشروط او الاتفاقية في أكثر من قضية، على رأسها خيرية اوض (اوذه) والتي سنؤجل الحديث عنها الى القسم اللاحق إن شاء الله. وتوجد قضية أخرى لا تقل شأنا عن هذه الخيرية، وهي ملابسات شخصية إقبال نواب الهندي (الذي كان احد ملوك اوذه). من المهم جدا الإشارة إلى هذه الشخصية. ينقل المؤرخ عباس العزاوي عن (سياحت جرنالي) ما ترجمته: ( كان من امراء الهند المشاهير، هاجر الى بغداد منذ 50 سنة، فأختار الإقامة فيها، فكان من تفرعات سياحتي الى بغداد مشاهدتي له، فقد ذهبت الى داره بجوار الباب الشرقي على ساحل دجلة صحبة متصرف المركز ناظم بك، والدفتري حسن رضا افندي، فواجهته والتقيت به، وكان شيخا تجاوز السبعين من عمره ولا يزال قوي الفكرة، حسن الصحبة جيدا، يتكلم باللطائف. ولا تحد ثروته، او لا يمكن احصاؤها من النقود والمجوهرات ملء الصناديق. وله في مصرف انكلترة مبلغ 25 مليون ليرة ولكن بخله واقتاره مشهور فلا يعرف انه انفق دراهم في وجوه البر والخير لاهل بغداد التي اتخذها وطنا ثانيا له منذ 50 سنة في حين انه من جراء املاكه الكثيرة يصرف جزافا لوكلاء الدعاوي ويعطي بلا حساب للمحامين وغيرهم مبالغ كثيرة ويقدم هدايا في سبيل ذلك مما لم يمنع منها بخله البالغ حده، وقع ان صرف فيما لا يعني ولامر تافه، نحو 300 ليرة او 500 ليرة. وان داره مملوءة بجوار عديدة، فلا تخرج واحدة منهن الى خارج البيت، ولا تتصل بالأسر الأخرى ولا بنساء الآخرين، او تتعرف لهن ولا تخرج واحدة منهن الى الأزقة، توفي بلا وارث وانا في بغداد، ولما كان من تبعة الدولة الانكليزية وضعت القنصلية البريطانية يدها على تركته). العراق بين احتلالين ج 8 ص 109 توجد عدة ملاحظات يجب الإشارة اليها: أولا : ان وصفه بالبخل لا يتلائم مع ما يقوم به من صرف على متابعة عقاراته ومتعلقاته، فالبخيل بخيل، والذي يظهر انه كان مؤتمن على هذه الأموال، وإنما يحدد بموارد صرف معينة، ومما يؤكد هذا المعنى انه ابعد (ظاهرا) من الهند وصرف له مبلغ شهري قدره سبعة او ثمانية آلاف روبية كانت الحكومة البريطانية تصرفها له، بحسب الوثائق البريطانية، وقد جاء ايضا في نفس الوثيقة عنه : (كان نواب اقبال الدولة ملكا على اوض لايام معدودة، ولكنه رحل عن لكنهو واستقر في بغداد لان الحكومة البريطانية لم تسمح بحقه في الوراثة. وقد زار اوربا مرتين او ثلاث وجادل مكتب الهند في لندن مؤكدا حقه في عرش اوض وبالطبع كان هذا الجدال بلا ثمرة. والواقع ان المرتب الذي بلغ سبعة او ثمانية الاف روبية شهريا الذي كانت الحكومة البريطانية تدفعه له من ايرادات اوض، ما هو الا جزء يسير من دخله. اذ ان املاكه الخاصة كانت كبيرة... كما يعتبر زعيما للجالية الكبيرة من المسلمين الهنود المقيمين في بغداد، وهو بحصافته ونفوذه الشخصي كان يجنب بني قومه في كربلاء والنجف الكثير من السوء... والخدمات التي كان يقدمها سموه للمثل السياسي البريطاني بسياسته وتوجيهه لثمانية او عشرة الاف هندي يقيمون في المناطق المجاورة للمدن المقدسة.. لذا فقد منح زيادة في راتبه الشهري). دليل الخليج القسم التاريخي ج4 ص 601 ثانيا: الظاهر انه من الشيعة الامامية على تعبير ابو الثناء الالوسي في مدحه (يحب بشراشره العترة الطاهرة، وليس له رأس مال سوى ذلك في الاخرة). العراق بين احتلالين ج8 ص 110 فلماذا يوصي للقنصل البريطاني ان يكون وصيا على أمواله؟ أليس الفقيه وارث من لا وارث له؟ ثالثا: لم يكن إقبال عقيما، فقد ولد له ولد في بغداد اسمه جلال الدين ميرزا وتوفي عن 14 سنة ودفن في روضة الكاظمية. ولم يذكر ما هو سبب موته، فمن المتوقع ان البريطانيين لم يريدوا له وريثا يرثه، حتى يتمكنوا من السيطرة على الأموال ويشرفوا عليها بشكل طبيعي. وقد غاب أهم ادوار هذا الرجل في مصادرنا وهو الدور الذي أراد البريطانيون ان يقوم به، علاقته برجال الدين في الحوزة او كما تسميهم الوثائق البريطانية (الموزعون المجتهدون). كان بعض المجتهدين الذين يشرفون على توزيع المعونات الهندية (ظاهرا) في كربلاء والنجف وجهوا خطابات الى الممثل السياسي البريطاني في بغداد، عبروا بها عن رغبتهم في استقطاع ثلث المبالغ التي تدفع لهم ويبلغ ثلاثة آلاف روبية لإعانة الفقراء من الهنود في كربلاء والنجف والكاظمية. تنص هذه الوثيقة على تعليقا على الخطابات التي وجهها المجتهدون : (والخطابان اللذان كانا متشابهين تقريبا في نصوصهما لا يمكن ان يكونا قد صدرا بمحض ارادة المجتهدين، فمن العسير الا نجد اصبع اقبال الدولة في الموضوع اذا ما نظرنا الى مذكراته عن عام 1866. وقد تمت الموافقة الفورية على التنظيم المقترح من قبل الرائد نيكسون الممثل السياسي البريطاني الذي قام بتنفيذه في حدود دوره من ذلك التنفيذ). دليل الخليج القسم التاريخي ج4 ص 610. يوجد دور مهم قد قام به إقبال في التأثير على المجتهدين وتنسيق الأمور مع الممثل السياسي البريطاني. تتمة الحديث تأتي ان شاء الله عن أموال الهند وتوزيعها على بعض المجتهدين وكيف ان بعضهم امتنع وبعضهم قبل ورضي..


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46369
Total : 101