إن عملية حرق الطيار الأردني الكساسبة جريمة يندى لها ضمير الإنسانية وتقف أمامها خجلا منكسة برأسها جميع نواميس العالم السماوية والوضعية لهول الجريمة وبشاعتها ، هذه الجريمة لم تأتي من فراغ بل إنها أمتداد لسلسلة كبيرة من جرائم الحرق ، قام بها قادة لهم أسماء في التاريخ الإسلامي تقتدي بهم الأغلبية الساحقة من المسلمين ومن ضمنهم بما يسمى الدواعش ، وأبتدأ مسلسل الحرق خالد أبن الوليد عندما حرق من رفض خلافة أبي بكر كبني سليم وبني أسد وكذلك حرق الخليفة أبي بكر لفجاءة وحرق عمر بن العاص لمحمد بن أبي بكر وحرق هشام ابن عبد الملك لزيد الشهيد بعد أن صلب أربع سنوات على جذع النخلة ، وأستمرت قافلة الحرق بالمسير الإجرامي الى أن وصلت الى أيدي الدواعش وشاهدنا إجرام التاريخ عبر الفضائيات من خلال حرق الكساسبة ، فبلإضافة الى الدعم التاريخي لهذا الحرق والغطاء الشرعي الذي إستعمله كل من حرق من قبلهم وقد أكد هذا الغطاء الشرعي إمام الدواعش الحقيقي أبن تيمية ، فقد دعم هذا الحرق كل شخص أو مؤسسة او دولة ساعدت الدواعش وأمدتهم بالمال والسلاح والرجال والإعلام كلأردن حكومةً وشعباً فهم الذين بذلوا كل ما يملكون من أجل دعم الإرهابيين في العراق وسوريا ، وكانوا قاعدة مهمة لإنطلاق كل عمل إرهابي في المنطقة ، فمن ضمن الذين ساعدوا على حرق الكساسبة والده وإخوانه وبقية أفراد عائلته الذين كانوا يدعمون الدواعش بالموقف والكلمة أو من خلال دعمهم أو صمتهم عن الإجرام السابق الذي قام به قادتهم كخالد بن الوليد والخليفة أبي بكر وبقية خلفاء بني أمية وبني العباس ، ومن ضمن الداعمين لهذا الحرق جميع الدول الغربية وخصوصاً الأمريكان الذين خلقوا هؤلاء الدواعش ودعموهم بكل ما يحتاجون إليه بل هم الذين نقلوهم من دولهم المختلفة بمساعدة الحكومة التركية الى سوريا ، فألأمريكان أسقطوا طائرة الكساسبة وأرشدوا على موقعه وجلبوا الحطب وصنعوا الصندوق الذي أحتضن الطيار الأردني ومن ثم أعطوا الأوامر للدواعش بحرقه بعد أن دربوهم على أهم طرق التصوير التي تظهر أبشع الصور للعالم ، بل أشترك في حرق الكساسبة جميع شعوب العالم بعد أن سكتوا عن إجرام الدواعش والقاعدة في شعوب المنطقة والتدمير الذي قاموا به في العراق وسوريا تحت عناوين تعلم جميع الشعوب بزيفها وفبركتها من قبل أنظمة المنطقة كالسعودية وقطر وتركيا وكذلك دول الغرب تتقدمهم أمريكا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة الى الكيان الصهيوني ، فكم من جريمة مثل هذه الجريمة سكتت عنها شعوب العالم ولم تقدم أي رفض أو أعتراض كجريمة الحرق التي تلت حرق الكساسبة بأيام لثلاث جنود عراقيين في هيت ( العراق) ومجزرة سبايكر وغيرها من الجرائم البشعة التي قام بها نفس الإرهاب .
لهذا فالنار التي أحرقت الكساسبة اشعلتها يد الدواعش ولكن عملتها كل شعوب العالم الداعمة والصامتة عن الإرهاب الذي تقوم به هذه التنظيمات الإجرامية ومن يدعمها من دول كالسعودية وقطر وتركيا والأردن ومن يقف خلفهم من دول الغرب وأمريكا.
مقالات اخرى للكاتب