مشاكل وأزمات العراق بحاجة الى رؤية وإرادة قادرة على إتخاذ القرار ، ومن المؤسف كلا الحاجتين غير متوفرتين لدى الطبقة السياسية بأكملها .
في بلد ينهار كل يوم كالعراق .. تبرز الضرورة الى رؤية سياسية تتعامل معه على أساس وقف الإنهيار وليس التفاوض المسترخي في صالونات خمس نجوم وعقد الصفقات وترك الجرح ينزف دون غلقه بإحكام . وتاريخيا لم يُعرف عن العقل السياسي العراقي قدرته على حل معضلاته ونجاحه في قيادة البلد ، بل على العكس كان سبب الخراب هو السياسي وحزبه ، فهو منتج الأزمات والصراعات والحروب ، وعاجز بإستمرار عن قيادة نفسه وشعبه !
وأمام فشل القوى السياسية جميعا في إيجاد الحلول وإدارة شؤون البلد .. لابد من رؤية سياسية تبحث عن العلاج من خارج عصابات الأحزاب ، والرؤية التي نكرر طرحها هي : وضع العراق تحت الوصاية الدولية وإجراء الإستفتاء على قضية تقسيمه الى ثلاث دول على أن تعطى الحرية لكل طائفة وقومية حق التصويت على الإنفصال والإستقلال وإعلان دولتها ، ومؤكد ستكون نتيجة التصويت لصالح التقسيم الموجود عمليا وفعليا الآن على أرض الواقع ، وسيكتسب قرار التقسيم الشرعية الجماهيرية التي هي أقوى من شرعية الدستور وكافة القوانين .
إذا تعاملنا مع مشروع التقسيم من منظور ( تقليل الأضرار ) وليس تحقيق المكاسب .. سنجد ان الخسائر المحتملة لتقسيم البلد ستكون أقل بكثير من وحدته الحاليةالشكلية وإستمراره مريضا يبدد ثرواته وطاقاته ويعيش في صراعات يومية قد تتطور الى حروب أهلية دموية . لقد حان الوقت للإعتراف بإستحالة التعايش ضمن وطن موحد ، فكافة الأطراف السياسية ومعها - أكثرية - الجماهير تعيش في حالة خصومة وعداء سياسي سافر فيما بينها ، ولايوجد لديها مشروع وطني لبناء العراق ، والعقل والحكمة تقتضي منع الإنزالق الى هاوية جحيم الحرب وسفك الدماء والتحول الى مأساة سوريا ثانية في العراق وعندها سيخسر جميع الأطراف .
مقالات اخرى للكاتب