بعد التحية مني ..
اود ان اكتب اليكم بعد ان كتبت سابقا وفي نفس المنبر رسائل مفتوحة الى وزير الشباب والرياضة والى رئيس الهيئة الادارية لاتحاد كرة القدم ( المنحلة ) ، وطالبتهم بالاستقالة وامور اخرى الا انني لم اجد اذان صاغية ولم اجد منهم اي رد فعل لما تكلمت ، وانا شخصيا افسر على هذا الامر على طريقتي بالاتي ، اما المسؤول في العراق بات لا يتأثر بما تقول السلطة الرابعة كونه بلا احساس بشعور رعيته والغى شعار ( كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته ) على من اننا نتشدق باننا ابناء سيد البلغاء علي بن ابي طالب ( ع ) ونسير على نهجه، او ان المسؤول في بلدي اصبح يمتلك جلد تمساح ومثلما يقال ( جلده مدبغ ) ولايهمه مايجري مادام مسؤوله الاعلى لا يحاسبه ولايضعه في دائرة الرقابه ، وكما تعرف فان من امن العقاب ( خرب الدنيا ) وعذرا لعدم اكمال المثل.
واعود اليك من جديد سيدي لاقول لك ، بان الرياضة العراقية باتت في ( الحضيض ) وعبارة عن ( ضحك على الذقون ) ، وعسى كلماتي التي اقولها تجد صدى لديكم وارجو ان لا يكون جنابكم على شاكلة الذين خاطبتهم من قبل ، على الرغم من انني لا املك من الامل نسبة كبيرة ذلك .
الرياضة اليوم ، هدر للمال العام الذي لايملك حق التصرف به الا الشعب العراقي المسكين حسب ما جاء في الدستور العراقي ، حتى بات اي مسؤول صغير في الرياضة عبارة عن مؤسسة اخطبوطية تدير المال العام بما تهوى النفس الامارة بالسوء واخر الامثلة ، تلك المتعلقة بالمبالغ المهولة التي صرفت على المدينة الرياضية في البصرة المقدرة بمليار دولار وربعه ، التي وقفت في ملعبها وخاطبت الشعب العراقي مازالت غير مكتملة وباتت مأوى للكلاب السائبة ولم تقام عليها اي فعالية رسمية على الرغم من تاخر انجازها لاكثر من ثلاث سنوات وربما يطول الزمن ولانرى اي شئ، واما ملعب الميناء في محافظة البصرة ، فان العمل متوقف فيه لمدة جاوزت عشرة اشهر بالتمام والكمال لاسباب غير معروفة ، والقاعة المغلقة في مجمع الشعب الدولي او التي تسمى قاعة السبعة الاف متفرج فانها لم تكتمل ليومنا هذا على الرغم من ان موعد افتتاحها كان من المفترض ان يكون في شهر تشرين الثاني من العام الماضي الا اننا دخلنا في شهر اذار وسننهية وهي كما هي ، اما القاعة المغلقة في الحرية فهي حكاية من حكايات الف ليلة وليلة ، فسقف القاعة انهار على العمال عند العمل فيها من قبل الشركة المنفذة ، ووعدونا بتحقيق حول الموضوع ، ولم نسمع اي نتائج ولابد انها قد تمت تسويتها على مبدأ ( شيلني واشيلك )، وهناك عشرات الامثلة التي كانت مضربا للامثال في هدر المال العام لو اردتم ان تفتحوا فيها اي تحقيق ستجدون العجب العجاب الذي يشيب له شعر الرضيع.
اما ما يهدر من مال في الاتحاد العراقي لكرة القدم ، فهو حكايات تتلوها حكايات خيوطها واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار بشهر تموز ببلادنا ، بالامس ضاعت ( 600 ستمائة الف دولار) من عقد مدرب منتخبنا الوطني ، البرازيلي زيكو في دهاليز العاصمة بغداد وعمان ، واودعت في حساب شركة مواد غذائية تدعى شركة الحكاك ، كانت وسيطة بين زيكو والاتحاد ، الا انها نفت ان يكون المبلغ قد استلمته اساساً ، ولا اعرف لحد الان السر الذي يتمثل في ان تكون شركة مواد غذائية هي الوسيط اللهم الا اذا كان هناك شئ تحت الطاولة ، واليوم اتحاد الكرة يدفع ( 600 ستمائة الف دولار ) الى زيكو كون المبلغ الاول ضاع ولا يعرف مصيره في اي جيب اودع ( عفوا في اي حساب اودع )، اي ان الخزينة العراقية او قوت الشعب العراقي قد تحمل خسارة مبلغ مليار ومائتان الف دولار بخطة بهلوانية مكشوفة الخيوط ، وعذرا انني لم اقل انها ( سرقت ) لان ( السرقة ) باتت الفن النبيل الذي اصبح خط احمر لايمكن المساس به .
لا تندهش يا من يمثل منصبك ( الامين او الحارس ) على مصالح الشعب العراقي ، لان هناك مبلغ اخر يقدر بـ( 300 ثلاثمائة الف دولار ) ، صرفت في بطولة كاس العالم بتركيا والجماعة حائرين عن كيفية تسويتها وليومنا هذا يحتار امين المال في اتحاد الكرة بتسويتها كون وجه صرفها غير قانوني ، واعدك بانها سيكون حالها حال الاموال التي سبق وان اعلن عنها في المؤتمر الانتخابي لاتحاد الكرة في شهر حزيران من عام 2011 في التقرير المالي ، والتي كانت بالعملة الصعبة من ( الدولار واليور) ومودعة في مصارف الاردن ولبنان التي لم يعرف عن مصيرها اي شئ ليومنا هذا واتصور ان الجماعة ( شربو عليها كلاص مي )، والباقيات ادهى وامر واخطر ، ولو اطلعت عليها لوليت فرارا من غير رجعة.
اما ما يحصل مع الوفود المسافرة الى خارج العراق للمشاركات الخارجية فحدث ولا حرج ، وانا اعطيك مثال بسيط عن بعضها لتتصور مدى ما نعيشه من بؤس اخلاقي وتدهور معنوي ، فاحدى الاتحادات الرياضية يذهب بمعسكر الى ايران والمخصصات تصرف على اساس ان السكن في الفندق مع ثلاث وجبات ومصرف جيب للاعبي الوفد والاداريين والمدرب ، واذ بالقائمين يسكنون اللاعبين والمدربين والاداريين في بيت ايجاره مع الوجبات الثلاثة من الطعام بخمسين دولار يوميا !!، وباقي فرق المبلغ يذهب الى الجيوب التي تحب السحت الحرام والتي تعودت عليه منذ غابت رقابة الضمير ورقابة الدولة .
اما مسالة الانتخابات التي جائتنا نقمة وليست نعمة ، فهي اجراءات شابتها التزوير والاحتيال والخداع ولو كان هناك انصاف او عدل فلا ابالغ ان اقول بان نصف المتواجدين في مناصبهم جاءوا بالتزوير وهناك عشرات الطعون قدمت من قبل المتضررين اختفت في الادراج ، ولم يبت فيها لاسباب انتخابية او شخصية او لمأرب اخرى يعلمها الله والراسخون في العلم.
نعم ، اتمنى ان لا تندهش وانا متيقن انك لن تندهش كونك تملك من الحقائق والوثائق الادهى والامر ، ولا اعرف لماذا السكوت بعد ان اصبح البلد ( خربه ) تتقاذفه الاهواء والامزجة والمصالح والتوافقات ، ومن بين كل هذا قطاع الرياضة الذي ترك سائبا بلا رقيب او حسيب مثلما هي مؤسسات الدولة ، لنصل الى هذا الحال المهترئ والذي اجبرنا في بعض الاحيان الى تسمية السارق بالاستاذ والشريف بالجبان ، في زمن ولت فيه القيم الى غير رجعة الى مزابل التاريخ ، وانبرى الجهلة للتصدي لقيادة مفاصل الرياضة كونهم بهلوانات هذا الزمان من اجل الوصول الى هدفهم الاول الكرسي من اجل ملئ الجيوب والكروش بالمال الحرام ، فيما انزوى الشرفاء من المثقفين والاكاديميين في الظل بلا تاثير كونهم لايملكون مهارات الكذب والخداع والنفاق.
واخيراً وليس اخراً ، اتمنى ان يكون لكم موقف من كل ما ذكرت لانني ان لم اجد اجابة واستجابة ، فانني ساكتب الى من هو اعلى منكم واشكوكم وهو الله الذي لا يرد احد ، لانني وصلت الى القناعة التي تقول ، التسترعلىالفسادارهابيقتلالنفسقبلالاجساد.
والله من وراء القصد.