قد يثير العنوان غرائز شتى لدى الجنس الناعم، وتبدأ بتوجيه سهامها ضدي
وهنا اود تبيان ما العدل وما المساواة وما هو الفارق بينهما حسب ما أرى واعتقد.
الغرب حقق العدالة للمرأة بواسطة المساواة مع الرجل، ودون المساواة لن تنعم بالعدل . كيف؟
يجب على المرأة ان تعمل لتأكل ، حتى وان كانت متزوجة او لديها اب، على المرأة ان تنخرط في معترك الرجال الصعب والفظ كي يقال انها تساوت بالرجل ، تتحمل مايتحمله وتقاسي ظروف الحياة.
في احدى سفراتي الى باريس شاهدت امرأة حامل(جداً) تعمل نادلة في مطعم، الامر الذي اثار حفيظتي عن المجتمع والزوج الذي يسمح لسيدة بالعمل وهي في شهورها الاخيرة ! وجاء رد السيدة بعد سؤالي انها مضطرة للعمل كي توفر احتياجات طفلها القادم .هذا الامر غير وارد في مجتمعي لان الرجل هو المعني بهذه الالتزامات ولن تحتاج المرأة المتزوجة للعمل كي تعيش وانما لتكمل حاجاتها في الابداع والتقدم أو حاجاتها الثانوية والخاصة، وفي بعض الاحيان لمساعدة الزوج ، وهو ليس التزام محتوم عليها.
تطالب المرأة الشرقية بالمساواة مع الرجل لكنها لا تعي تماما حقيقة ذلك..! هل فكرت مرتين قبل ان تنطق بذلك؟؟
لنفترض ان المساوات طبقت تماما بين ادم وحواء في مجتمعنا فماذا سيكون؟ وهل ستتحمل المرأة صدمة ان ترى بنت جنسها تصبغ احذية في مفارق الطرق من اجل كسب قوتها؟ او ان تحمل حجارة البناء او تكنس الشوارع؟ او ان تقف بعد منتصف الليل لحماية المباني من السراق؟ او ان تجر عربة خضار وتبيع على البيوت وهل تقبل بالذهاب الى جبهات القتال والعودة محمولة على نعش طرز بعلم بلادها؟ قد يقول قائل انه يمكن لبعض النسوة ذلك، لكننا نتحدث بالعامة وليس بحالات خاصة. هنالك اشياء منافية للطبيعة لا يمكن القبول بها وليس للدين او العرف علاقة بالامر . وقبل ان تكون الاديان والاعراف كان رجل الكهوف يذهب الى الصيد بينما تهتم المرأة بالاطفال والطعام ، واحد هذه الاسباب هي البنية الجسدية وقابلية تحمل كل منهما لظروف الحياة ، وكل له واجباته والتزاماته التي يجيدها .
وعلى سبيل المثال يمكنني اصلاح مشكلات المنزل الكهربائية والميكانيكية والمائية، لكنني افشل في اسكات بكاء ابنتي اكثر من خمس دقائق عكس امها التي تتحملها ٢٤/٢٤ ، فهل هذا عيب خَلقي ام طبيعة ( فيزيولوجية)؟ بالتأكيد طبيعة كونية تقسم الادوار على الرجل والمرأة ،كلٌ حسب قدرته وطاقته على التحمل. لاننكر ان المرأة الشرقية مظلومة من مجتمع عُرفي لا يلتزم بالشرع بقدر إنصياعه للعرف وهذا ما يسبب جملة من العقد المتراكمة التي تجعل المرأة في مجتمعنا تهرب من واقعها المر إلى خيال مكتوب ، فالغرب ليس المجتمع الافضل للمرأة ، ففي امريكا "بلد المساواة" وحدها هنالك ٧٨ حالة اغتصاب بالساعة..! واترك لكم الحساب اليومي والشهري والسنوي. وفي بريطانيا سُجل ٢٢ الف حالة اغتصاب سنوياً ، بينما قامت الدنيا لدينا بسبب تعرض عشرات النسوة في مصر لحالات تحرش وامتلئت الصحف وشاشات التلفزة بالمحللين النفسيين ورجال الدين والناشطات والناشطين المدنيين لمعرفة اسباب هذه الموجة الطارئة على مجتمعنا الذي يحفظ المرأة ويدافع عنها ضد هذه الجرائم .. لاننكر حاجة المرأة في عالمنا العربي لحقوق مسلوبة وعدل منشود يحفظ لها كرامتها في وجه تغطرس الرجل اكثر من حاجتها لمكتب تجلس خلفه او وزارة تتوزرها، او نسبة مؤية من عضوية برلمان تؤخذ من فم الرجل الذي لا يشبع.. المرأة بحاجة لعدل ينصفها لا الى مساواة تأكل من جرفها.
مقالات اخرى للكاتب