أمر المالكي قناة العراقية بإعادة تصريحه " سأقلب الدنيا " ملايين المرات على مسامع العراقيين لعلهم يتعظون ويكفوا عن إنتقاده وكذلك يهددهم تهديدا صريحا وعلى الهواء مباشرة بإن المساس به بمثابة إنقلاب الدنيا رأسا على عقب
المدافعون عن تصريح المالكي سوف يبررون على أنه يقصد البرلمان وأعضائه وأنا أتساءل ألا يعتبر البرلمان الممثل الشرعي للشعب ؟ وكذلك أتساءل هل دنيا العراق لازالت على قيد الحياة حتى يريد المالكي قلبها ؟ مالذي بقيّ في العراق حتى يخشى فقدانه دولة الرئيس ؟ لوكان يملك ملفات ويتستر عليها كل هذا الوقت فهو متورط بدماء العراقيين التي لازالت تنزف كل يوم ! لماتحفظ وصبر على قلب الدنيا في ذلك اليوم الأسود الذي إنفجرت فيه أكثر من عشرين سيارة مفخخة ؟ لماذا لم يفجر دنياه في واقعة وزارة العدل ؟
تهديدات المالكي أصبحت لاتتعدى عن كونها بالونات هواء ولاأحد يعير لها اي إهتمام فكل مرة يسمع خصوم المالكي الى مثل هذه البالونات لكنهم أدركوا بإنها خالية من أي جديد
واحدة من أبرز بالوناته التي يتفاخر فيها تتمثل في مشادته الكلامية مع النائب الوهابي عبدالناصر الجنابي الذي لم يقل له شيئا سوى سأفتح ملفك ! ولا أعرف كيف يسمح لنفسه كأعلى سلطة في البلد أن يدخل مكانا يتواجد فيه ارهابي وقاتل كما يدعي هو بلسانه ؟ ولوكان هذا النائب لم يقم بإتهام المالكي لكانت المشادة غير موجودة وكانت الأمور سمن على عسل بينه وبين النائب الإرهابي الذي غادر العراق تحت أنظار المالكي ويقال إنه متواجد الآن داخل العراق ويقود التظاهرات
كل ماتجرأ به المالكي هي أتهامات خالية من التسمية والكل يتذكر بعض إتهاماته التي يعتبرها الكثير من مؤيديه بأنها مكاشفة للشعب قال بأن هنالك قائدا لمليشيا تقوم بقتل العراقيين ! وهنالك رئيسا للنزاهة متورط بلمفات فساد ! أين التشخيص ؟ أين الجرأة ؟ أين تسمية المسميات بأسمائها ؟ لم يقل من هو صاحب المليشيا التي تقتل العراقيين , ولم يقل لنا من هو الذي يتحدث عن النزاهة وهو فاسد ! ولم يقل لنا من هو الذي يدافع عن حقوق الانسان وهو متورط بقضايا إجرامية !
تهديدات المالكي تعيد ذاكرتنا الى زمن أغبر تمنينا أن لانراه ’ أنه يعيد بنا الى تصريحات صدام حسين حيث قال" لاأسلم العراق إلا ترابا " ورأيناه لم يحرك ساكنا ولم يدافع عن أي شيء حتى حفرته سلمها بكل أدب الى الأمريكان وطلب منهم أن يساعدوه على تنظيف ذقنه الذي إمتلأ بالديدان نتيجة الأختباء المذل لصاحب جمهورية الخوف
التهديدات لايطلقها إلاأصحاب النزعة الديكتاتورية فهاهم الطغاة العرب قبل ان يتساقطوا قد هددوا شعوبهم لكنهم في النهاية لم يسلموا على أنفسهم ومثالهم الصارخ معمر القذافي الذي لم يترك تهديدا ولاسبة الاوالصقها بشعبه لكنه لم يصمد أمام هبة الشعب فالشعب عندما يهب هبة واحدة لايصمد أمامه حتى هتلر وجيوشه فكيف يريد المالكي أن يصمد أمام هبة مثل تلك الهبات وهو لايملك حتى أحدى ممتلكات ماكان يملكه الطغاة العرب
على المالكي أن يدرك بأن زمن الإتكاء و تعليق الفشل على خصومه قد ولى وأن هذه الأساليب قد نجح فيها في الفترة السابقة ولكنها أصبحت اليوم لاتنطلي على وعي الشعب فالشعب أصبح الآن أكثر وعيا من أكبر مستشاريه
أنا أنصحك يامالكي أن تقلب الدنيا ولاتتردد لأننا في العراق أصبحنا لانخشى على شيء لأننا لانمتلك أي شيء نخاف أن نخسره فلماذا التردد .
مقالات اخرى للكاتب