تصوير: ذو الفقار عصام
لبغداد المحبة، لبغداد الثقافة والسلام اجتمعنا في كاليري برج بابل للاحتفاء بالملحن الكبير كوكب حمزة.
ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية وخارج امكانيات وزارة الثقافة حيث تبنى عماد الخفاجي في برجه برج بابل اقامة هذه الأمسية بعيدا عن اي دعم حكومي , وفي بداية الامسية رحب الخفاجي بالزملاء الحاضرين وتحدث قليلا عن بغداد ودورها التاريخي برفد الثقافة العالمية لكل ما هو جديد تاركا الحديث للفنان المبدع الكبير كوكب حمزة لغرض الاستفادة من الوقت وكانت بداية الفنان كوكب حمزة بأحلى بداية شد لها الحاضرين حين اخذهم مع أغنية (ياهوه الناس) وذكرياتها الجميلة وشاركه بذلك صاحب الصوت الشجي الفنان حسن بريسم ليذهل الحضور بأغنية (ياطيورالطايرة), وعلى انغام هذه الاغنيات الشجية التي اداها كل من حسن بريسم (والعازف رئيس فرقة منير بشير للعود سامي نسيم وآخرين), انطلق صوت من الخلف الحاضرين يذكر الفنان كوكب حمزة بأغنية بساتين البنفسج وعندما التفتنا الى الخلف وجدنا صاحب الصوت الشاعر والكاتب احمد عبد الحسين ، الذي تحدث معي بعد ان سألته عن الامسية , قائلا هذا هو العراق البعيد عن العنف والطائفية والاحقاد انه عراق الثقافة والفن وليس عراق السياسة والتناحر بين الاحزاب , وكان احمد عبد الحسين مندمجا مع الالحان والاصوات الشجية وكانه يعيش في سبعينات القرن الماضي حيث كانت موجات العطاء كبيرة رغم المحن والمصاعب فقد ولد لدينا شعراء كبار وملحنين تعاملوا بذكاء مع النصوص المبدعة المعبرة عن الذوق والرقي التي بقيت خالدة في اذهان الناس وحتى الأجيال الحديثة التي تذوب عشقا عند سماعها , ولم يمنع هطول الامطار ومرور الطائرات واصواتها فوق الحديقة التي اقيمت فيها الامسية بل كان انشداد الحاضرين واضحا من خلال التصفيق الحاد الذي علا على صوت الطائرات.
كما لايفوتني ان اذكر الشاعر والاعلامي حميد قاسم وهو يسرح في عالم الخيال وهو يستمع الى اروع واعذب الالحان العراقية وخاصة حين بدأ الفنان كوكب حمزة وهو يستذكر حنينه وشوقه الى العراق على انغام العود بأغنية (انا شوكي للعراق )
كانت امسية جميلة وليلة من ليالي بغداد الهانئة التي كشفت عن وجه بغداد الحقيقي المليء بالفن والابداع والمحبة والاخاء بعيدا عن مايجري من مشاكل يثيرها السياسيين بين فترة واخرة مفتعلين الازمات من اجل القضاء على طيبة اهل بغداد وما قدموه للعالم من ابداع .