العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي..
إذا كنا نسينا أو تجاهلنا رجال الموانئ في التاريخ المنظور, فكيف يا ترى سنتذكر جيل الآباء المؤسسين. أولئك الرجال الذين اختفوا تماماً من ذاكرة الموانئ العراقية, تلك الذاكرة البائسة, التي تلاعبت بها الأهواء والعصبيات والسياسات المتقلبة. ما أقصده بالمؤسسين: الرجال الذين بُنيت الموانئ على أكتافهم. كان من بينهم العربي والانجليزي والكردي والأرميني والهندي والفارسي, ومنهم المسلم والمسيحي واليهودي والمندائي. لكنهم اشتركوا جميعاً في بناء هذا الصرح العظيم, ولم يبق لدينا ما نتذكرهم به (للأسف الشديد) سوى أسمائهم وعناوين وظائفهم, على الرغم من أنهم خدموا الموانئ من عام 1919 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
ألا يستحق هؤلاء على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم لوحة تذكارية صغيرة, لتذكرنا بجهود هؤلاء الرجال الأفذاذ, تعلق في فناء قبة الموانئ, وتوضع داخل البناية التي شيدوها بأيديهم لتستقر فيها الإدارات المتعاقبة بين هذه الجدران بعد عشرات الأعوام. لوحة تذكارية واحدة.
لقد عثر الأستاذ الكبير (عبد الرزاق عبد الوهاب) على هذه القائمة المُختزلة بالصدفة, وذلك أثناء بحثه المتواصل بين رفوف أرشيف الموانئ, وفي تراكمات خزاناتها الورقية الممزقة, في محاولة منه للعثور على أية معلومات عن حقبة الثلاثينات أو الأربعينات, عسى أن تكون مفيدة للأجيال القادمة في أرشفة تاريخ الموانئ, فكانت النتيجة المؤسفة انه حصل فقط على أسمائهم, من دون أن يتعرف على تاريخهم الزاخر بالعطاءات والانجازات المثمرة:-
الكولونيل: السير جون سي وارد
وهو من أكفأ ضباط البحرية البريطانية, الذين وصلوا العراق مع الجيش البريطاني. كان مديراً مؤسساً للموانئ العراقية. يعد من أقدم وأكفأ الربابنة الانجليز العاملين في البحر. التحق أول الأمر بمشروع حفر سد الفاو, ويعود له الفضل في رسم الخرائط الملاحية لشط العرب بصيغتها الملاحية المعتمدة من قبل الأدميرالية البريطانية, ثم أصبح مديراً لميناء (عبادان), وظل في منصبه هذا قرابة ستة أعوام, ثم انتقل إلى البصرة ليشغل منصب مدير الشؤون البحرية للمدة من 1917 إلى 1919, وكان من المراسلين الصحفيين لصحيفة (نيوز كرونيكل) اللندنية. ثم قفز إلى أعلى السلم الإداري ليصبح هو المدير العام للموانئ العراقية منذ تأسيسها عام 1919, وحتى إحالته إلى التقاعد عام 1943. عاد بعد تقاعده إلى لندن, ففارق الحياة هناك عام 1945 عن عمر يناهز (75) عاماً بمرض السرطان.
السيد اج. ام. دوبري
رئيس المهندسين المسؤول عن كافة الشؤون الهندسية في الميناء. خدم في الموانئ طيلة فترة وجود (السير جون وارد) في إدارة الموانئ.
السيد سي. اف. نيكول
مدير الإدارة المالية تحت مسمى سكرتير الإدارة المالية في الميناء وخدم خلال الفترة نفسها في إدارة (السير جون وارد).
الكابتن ار. اج. كارستون
مدير الإدارة البحرية تحت مسمى ضابط الميناء.
قسم الهندسه
ضم هذا القسم أواسط الثلاثينات كل من الملاكات التالية:
بول فير: مساعد أول رئيس مهندسي الميناء.
جي . دبليو. لاودون: مساعد ثان رئيس مهندسي الميناء.
جي. أم. موريس: مدير الهندسة الميكانيكية والكهربائية.
السيد توفيق بيك النقيب: مساعد رئيس مهندسي الميناء من أوائل المهندسين العراقيين, ومن رجال البصرة. خريج بريطانيا.
السيد عزرا يوسف ليفي: المشرف الميداني العام على أرصفة الميناء.
قسم الحسابات
كانت إدارة هذا القسم بشكل عام بيد الكادر العراقي, ويضم الذوات المدرجة أسمائهم في أدناه:
السيد كامل يوسف عبد الأحد: مدير الحسابات. ولد في البصرة عام 1903, أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في العراق, ثم سافر إلى انجلترا, فالتحق بجامعة أكسفورد. عاد بعد تخرجه إلى العراق عام 1928 ليعمل في قسم الحسابات بدرجة (معاون), وظل في وظيفته حتى عام 1936, ليصبح فيما بعد مديراً لقسم الحسابات, وهو الابن الأكبر للتاجر البصري الكبير (يوسف عبد الأحد), الذي كان نائباً في ولاية البصرة, وهو على جانب كبير من الأدب والمعرفة, وأسرته من أصل عربي أصيل.
موشي داوود شوهيت: معاون مدير الحسابات.
السيد سلمان جويدة: محاسب.
فيليب يوسف عبد الأحد: مدير المخازن ومسؤول المشتريات المحلية.
قسم النقل (الشحن والتفريغ والنقل)
ويتألف من:-
السيد رجب عبد الرزاق النعمة: مدير النقل ومسؤول عمليات الشحن والتفريغ والنقل على الأرصفة. ولد (النعمة) في البصرة سنة 1898, ودرس في المدارس العثمانية, ثم سافر إلى بيروت, فدخل الكلية الإسلامية العثمانية, وبعدها الكلية الأمريكية, ولما عاد إلى البصرة أشتغل رئيساً لقسم الترجمة في المحاكم البصرية في زمن الاختلال, ولما جاء العهد الوطني عُين رئيساً لبلدية البصرة عام 1918, واسندوا له رئاسة المدينتين بعد التحاق مدينة العشار بالبصرة, وظل في منصبه هذا أربع سنوات ثم استقال, وفي عام 1929 أصبح معاوناً لمدير النقليات في الموانئ العراقية, وظل في منصبه حتى السادس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1938 إذ ارتقى في حينها إل قمة السلم الإداري, وأصبح هو المدير العام لشعبة النقليات لما عرف عنه من مقدرة ونباهة وحزم, وهو أول عراقي يشغل هذا الدرجة الوظيفية بعد البريطاني (أس بيفور), وجاء تعيين (النعمة) على الرغم من اعتراض وزارة المالية على ذلك, وكانت الممانعة مبنية على أن (النعمة) لم يصل إلى الدرجة الوظيفية التي تؤهله لإشغال المنصب. ربما يعزا إصرار سلطة الموانئ على تعيينه إلى جعله في مواجهة الكوادر العراقية العاملة في ميناء المعقل, وربما يعزا السبب إلى الاستفادة من خبراته الإدارية الواسعة. تألق (النعمة) في وظيفته حتى صار معاوناً للمدير العام للشؤون التجارية, واستمر في عمله حتى الرابع عشر من عام 1946. يعد (النعمة) من أبناء البصرة الغيورين الذين يحملون روحاً وطنياً وثّابة وفكراً خصباً, له إرادة سديدة, وهو على جانب كبير من الخلق المتين, والأدب الجم, ومن أسرة عربية عريقة.
السيد عباس علي: وقد شغل إدارة القسم بعد (النعمة). التحق بالموانئ العراقية في حزيران (يونيو) عام 1922, ثم أصبح مساعداً لمعاون مدير القسم في الثالث عشر من نسيان (أبريل) 1943, ثم معاوناً لمدير القسم في 22/ أكتوبر /1945.
السيد نوري يوسف عبد الأحد: عمل مساعداً لمدير النقل (النعمة) للمدة التي سبقت مجيء (عباس علي), ثم أصبح معاوناً لمدير القسم (عباس علي), ثم تولى إدارة القسم بعد إحالة (عباس) إلى التقاعد, وهو شقيق فيليب يوسف عبد الأحد المشار إليه في الأعلى.
السيد علي فؤاد حمزة: مساعد مدير النقل.
السيد ألبرت حسقيل شماش: مساعد مدير النقل.
قسم الإدارة البحرية
السيد دبليو. ام. شوزميت: نائب مدير الميناء للإدارة البحرية.
السيد اي. دبليو. براد فيلد: المساعد الثاني لمدير الميناء.
السيد سي. جي. فوكس: المساعد الأول لمدير الميناء للإدارة البحرية.
السيد اي. دبليو. برنارد: ربان المرفأ الأقدم.
القسم القانوني
ويديره السيد نجم الدين بيك النقيب, وهو المشاور القانوني العام لمدير الميناء (كان هذا الرجل من أبناء البصرة. هل يا ترى لدى قسم الشؤون القانونية في الموانئ أية معلومات عنه) باعتباره أول مشاور قانوني للميناء, وهو الذي أسس القسم المذكور.
السيد قاسم الزهير: المستشار الحقوقي في القسم القانوني.
إدارة المسح والحفر والهيدروغرافيا
السيد اي. كوسترر: رئيس ادارة المسح والحفر والهيدروغرافيا.
السيد جي. أم. باين: مساعد مدير الميناء لشؤون الحفر والهيدروغرافيا.
السيد نصوري توماس: مشرف عام المسح والحفر والهيدروغرافيا.
مدير صحة الميناء:
الدكتور (بي. برايد): مدير صحة الميناء.
الدكتور تي. ثورنتون: طبيب صحة الميناء.
الدكتور علي فتاح: مدير الشؤون الطبية.
أما المهندس المعماري الذي صمم فندق ومطار الميناء (فندق شط العرب حاليا), فهو المهندس البريطاني: (أج . سي. ميسون).
ألا يستحق هؤلاء لوحة تذكاريه صغيرة تعلق في قبة الموانئ, وباللغتين (العربية والانجليزية) لتخليد الرجال الذين كان لهم الفضل في تأسيس القواعد والمرتكزات المينائية العراقية ؟.