Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
العراق لم يحقق القليل
الأربعاء, نيسان 13, 2016
عبد الوهاب جاسم الجرجري

 

  الكثير من دول العالم مرت بظروف عصيبة في شتى النواحي من احتلال وتدهور اقتصادي وتدمير لبناها التحتية وخسائر مالية وبشرية كبيرة ولكنها استطاعت وفي اوقات قياسية ان تنهض من جديد وتنفض عن نفسها غبار الذل والهوان لترتقي سلم المجد والعز والاباء واصبح يحسب لها الف حساب في كافة الاصعدة والمجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية فضلا عن الرقي الحضاري والثقافي .

ومن هذه الدول المانيا التي انهكتها الحرب العالمية الثانية وخسرت ترسانتها العسكرية الكبيرة والمليارات من الاموال ودمرت بناها التحتية وفرضت عليها غرامات عسكرية كبيرة وخضعت لاحتلال اربع دول هي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي وبعدها قسمت الى دولتين هما جمهورية المانيا الديمقراطية الغربية في الجزء الخاضع لسيطرة امريكا وبريطانيا وفرنسا ؛ وجمهورية المانيا الاتحادية الشرقية في الجزء الخاضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي ثم بني جدار برلين ليفصل بين الجمهوريتين الشرقية والغربية .

لكن المانيا استطاعت في وقت قياسي ان تنهض من جديد وتصبح من القوى الكبرى والمؤثرة عالميا بعد خمسة عشر عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية ففي سنة 1961م برزت المانيا كرابع اقتصاد على مستوى العالم واحدى من اكبر الدول في صناعة السيارات والمكائن والآلات والمواد الكيمياوية ؛ وفي سنة 1989م تمكن الشعب الالماني من اسقاط جدار برلين وفي العام الذي تلاه توحد الجزئيين الشرقي والغربي من المانيا وتخلصت من كل اشكال التبعية والاستغلال الخارجي وهذا ما كان ليتم لولا رقي الشعب الالماني  وقدرته على تحويل المحنة الى منحة .

اما اليابان التي خرجت منكسرة من الحرب العالمية الثانية بعد ان تم قصفها من قبل الولايات المتحدة الامريكية بقنبلة نووية اسقطت على مدينة هيروشيما ثم اتبعت بقنبلة اخرى اسقطت على مدينة ناغازاكي راح ضحيتهما مئات الالاف من القتلى والجرحى فضلا عن التدمير الشامل للمدينتين عندها اضطرت اليابان للاستسلام على الرغم من ان جيشها لم يهزم على الارض ووقعت على اتفاقية كانت مهينة بالنسبة لها فقد سرح الجيش الياباني بالكامل وفكك بيده كل الالة العسكرية التي بناها بيديه وعرق جبينه وخفض الانفاق العسكري الى1  بالمئة من مجمل الانفاق الحكومي واحتلال دام لسنوات عديدة .

ان هذه الهزيمة وهذا الاحتلال لم يثن اليابانيين عن التطور وبلوغ المجد والنهوض ببلدهم من خلال تطوير النظام التعليمي والاهتمام بالمعلم الذي برز دوره في تهيئة الاجيال وتنميتها لتأخذ على عاتقها نهضة البلد ورفعته ؛ كما واهتموا بالجانب الاقتصادي ولاسيما الزراعة والصناعة اذ ان جزءاً ضئيلاً من البلاد غير صالح للزراعة وما بقي منها تفيض عن استيعاب البشر نتيجة الانفجار السكاني الكبير لذلك لجأوا الى زراعة كل ارض فضاء في المدن المهدمة جراء الحرب ليحصلوا على الغذاء , اما الصناعة اليابانية فقد عرفت بجودتها العالية وصناعتها المتقنة حتى غزت جميع الاسواق العالمية الامر الذي جعل منها احدى الدول الصناعية الكبرى وركيزة ثالثة من ركائز الاقتصاد العالمي بعد اقل من عقدين على نهاية الحرب العالمية الثانية اي انها حولت هزيمتها العسكرية الى نهوض عظيم في كافة الاصعدة والمجالات ولاسيما المجال العلمي والصناعي والتكنولوجي وكان للشعب الياباني دور وحضور مؤثر في النهضة التي شهدتها البلاد.

وهنا يحق لنا ان نسأل ونتساءل بما تختلف المانيا واليابان عن العراق ؟! فكلا البلدين خضعا لاحتلال في صورته وشكله ابشع من الاحتلال الامريكي للعراق وخسرا الملايين من القتلى والجرحى بسبب الحرب ودمرت مدنهم وبناهم التحتية وخسروا مليارات الدولارات فضلا عن الغرامات الحربية التي فرضت عليهم ومع ذلك كله نهضت بلادهم بسنوات قليلة وارتفعت الدولتان (المانيا واليابان) الى مصاف الدول العظمى بإمكانيات قليلة اذا ما قورنت بإمكانيات العراق الذي يمتلك ثروات معدنية هائلة (كالنفط والفوسفات والكبريت وغيرها) واراضي شاسعة صالحة لإنتاج مختلف المحاصيل الزراعية كونها قريبة من نهرين عظيمين هما دجلة والفرات فضلا عن الروافد الاخرى التي تجري داخل البلد وتغذي نهر دجلة كما ويمكن الاستفادة من الرافدين في توليد الطاقة الكهربائية بدلاً من استيرادها من الخارج وبالتالي زيادة ساعات تجهيز المواطن بالكهرباء وانهاء القطع المُمنهج ؛ ويمتلك العراق موقعاً تجارياً متميزاً يلعب دورا مهما في التجارة العربية والعالمية وغيرها من المزايا التي يتمتع بها العراق .

يضاف الى ما تقدم الميزانيات الانفجارية التي اقرتها وصرفتها الحكومات العراقية المتعاقبة على مدى ثلاث عشرة سنة بهدف اعمار البلاد وتوفير الخدمات وسبل العيش الكريم للمواطن الذي لم ير منها شيئا سوى الفشل وسوء الادارة والفساد المالي والاداري وسرقة المال العام فضلا عن النكبات الامنية التي لحقت وتلحق بالبلاد .

يبدو من كل ما ذكرناه في هذا المقال ان المانيا واليابان وغيرهما من دول العالم حققوا المستحيل بإمكانيات قليلة والعراق لم يحقق اقل القليل وامكانياته كثيرة !!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45566
Total : 101