الأكراد الذين يطالبون بعزل الرئيس مسعود البارزاني عن الحكم بحجة إنتهاء فترات حكمه الدستورية لاينطلقون من المصالح العليا للشعب الكردي الذي عانى معاناة كبيرة على مدى كل العصور وحان الوقت ليتخذ الأكراد مواقف مصلحية بحتة لاتمت بصلة الى أية مفاهيم رومانساية معسولة كالتعايش السلمي والعيش مع أخوانهم العرب وماشابه ذلك من هذه الشعارات التي ذبح على أثرها الأكراد من الوريد الى الوريد
لاأحد يستطيع أن ينكر الكاريزما والقيمة المعنوية التي يحظى بها مسعود البارزاني التي إستمدت قوتها وشهرتها من التاريخ النضالي لوالده مصطفى البارزاني ’ هذه القيمة المعنوية تؤهله الى قيادة كافة الأكراد على أساس المصلحة الكردية العامة وذلك من خلال مايمتلكه البارزاني من أرض خصبة يمكن التحرك عليها وجعلها عاصمة جامعة للأكراد وقابلة للزيادة في ظل ضعف حكومة العراق المركزية المنهمكة في نهب خيرات العراق لمصالح شخصية ضيقة ولايهمها الأرض العراقية وبإمكانها التفريط بآلاف الكيلومترات من الأراض العراقية
هذه الخطة لم تنطلي على وعي الساسة الأكراد وقد خططوا لها مسبقا في الأيام الأولى لسقوط النظام البعثي العروبي في 2003 وحان الوقت لتنفذيها وما إنسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا ودخوله الى إقليم كردستان الا نتيجة للخطة المرسومة وهي التجمع على أرض العراق والمطالبة بمصادرة مايسمى بالمناطق المتنازع عليها في العراق حتى لو أستدعى ذلك إستعمال القوة ضد الحكومة العراقية الهزيلة
حصول أكراد تركيا على بعض التنازلات الطفيفة من أنقرة يعد مكسبا حقيقا يضاف الى الإنجازات الكردية وكذلك إطلاق سراح عبدالله أوجلان مكسبا اخرا يستحق وقف القتال والتوجه نحو العراق للحصول على مكاسب كبيرة في أقل الخسائر
إن أيواء حزب العمال الكردستاني من قبل اقليم كردستان العراق يعتبر بمثابة وسيلة ضغط عظيمة على حكومة بغداد خصوصا أن هذا الحزب قد عاد مسلحا بكافة أسلحته وبإمكانه أن يهزم الجيش العراقي الهش والهزيل
أي تحرك كردي على المناطق المتنازع عليها في العراق لن يجابه بقوة مثلما كان يجابه في السابق لأن الدول العربية لن تقف الى جانب العراق لأنها تعتقد بأن الحكومة الحالية في بغداد هي حكومة الشيعة وإن مسانتدتها بمثابة مساندة الشيعة وتقوية حكمهم في العراق مما يؤدي الى وقوف بعض الدول العربية بجانب الأكراد.
مقالات اخرى للكاتب