مظاهر الحزن وعطاء العراقيين المعهود في خدمة الزائرين هو ما يراه الزائر في مدينة سامراء المقدسة
حيث استقبلت المدينة الجموع المؤمنة من مختلف مدن العراق والمتجهة نحو مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في ذكرى استشهاد الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام في 3 رجب 1434هـ، وهي الذكرى أل 1180 منذ استشهاده عليه السلام عام 254هـ. واستعد كادر العتبة العسكرية كعادته لاستقبال الزائرين الكرام ومن خلال توفير كافة الخدمات كالطعام والوجبات السريعة.
وفي السياق نفسه استنفر أهالي مدينة بلد والدجيل كامل قواهم واستقبلوا قوافل المعزين بحفاوة، ولم يكتفوا بتقديم خدمات الطعام والشراب وفتح منازلهم أمام الزائرين بل وصل الأمر ببعضهم إلى إخراج أهليهم وذويهم من منازلهم وإدخال الزائرين في بيوتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم، كما ساهمت عشائر مدينة سامراء المقدسة في إنجاح الزيارة المليونية بمساعدة الأجهزة الأمنية المحلية والوطنية في حفظ الأمن وسير النظام المروري. وكان لقضاء العزيزية الدور في نصب المواكب في العتبة العسكرية وتطوع العشرات لخدمة الزائرين
ولم يكن العراقيين هم فقط من ساهم في هذا الحشد المليوني بل جاء زوار عرب وأجانب من مواطني ومقيمي دولة الإمارات العربية المتحدة وعمان.
ايضاً ساهمت العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في توفير باصات نقل الزائرين من مناطق القطع المروري في تلك المداخل إلى أقرب نقطة يمكن الدخول إليها إلى العتبة العسكرية المقدسة، وأيضا مفارز طبية
يذكر أن (اللجنة الفنية لإعادة أعمار الروضة العسكرية الشريفة) هي الجهة العراقية الوحيدة المخولة بتنفيذ كامل المشروع بمفاصله المدنية والكهربائية والخدمية والتبريد مستخدمةً كوادرها الوطنية المؤمنة، وذلك بتكليفٍ من قبل رئاسة الوزراء العراقية، واللجنة مكونة من ممثلين من خمسة جهات حكومية يتبع لها منتسبيهم، والجهات هي: الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وزارة السياحة والآثار، وزارة الإسكان والأعمار، ديوان الوقف الشيعي، ديوان الوقف السني، وأن المشروع تصميماً وتنفيذاً وإشرافاً، يتم بكوادر عراقية متخصصة هندسية وفنية تابعة لتلك الجهات وتنفذ المشروع رداً على فاجعتي التفجير التي طالت العتبة في 23 محرم 1427هـ و27 جمادى الأولى 1428هـ.
مقالات اخرى للكاتب